احمد الشهاري يروي قصة البن.. السفير اليمني الاقدم تاريخيًا

  • منذ سنة - Tuesday 30 August 2022

احمد الشهاري يروي قصة البن.. السفير اليمني الاقدم تاريخيًا
احمد محمد الشهاري
عمل في برنامج ال CLP التابع  USAID بمجال السلام مدخل بيانات لمنظمة الايطالية INTERSOS للاعمال الانسانية ومدير اداره مجموعة كوفيهات ، وخبير بن يمني مختص .
ارتبط اسم اليمن بالبن منذ قرون وبالأخص بمدينة المخا التي مثلت محطة البداية لانطلاق شهرة هذا المشروب إلى العالم وترتبط تسميته عند العديد من الشعوب باسم”موكا” نسبة إلى مدينة وميناء المخا والذي مثل محطة أساسية لتصدير البن اليمني.
 
 
 
وتزرع في اليمن العديد من أصناف البن تندرج تحت مسمى البن اليمني وأشهرها : العديني  - التفاحي - الدوائري  - البرعي - الجعدي ..
 
 وتختلف تسمية أصناف البن تبعاً للمنطقة التي يزرع فيها حيث يسمى باسم المنطقة التي يزرع فيها منها البن الحمادي واليافعي والبرعي والحرازي  والمطري والحيمي الحواري والشيعاني ويعتبر الصنف الحرازي أفضل الأصناف من حيث جودته ونكهته الذي يزرع في محافظة صنعاء حيث يزداد الطلب عليه.
 
 
وقد اختلفت الدراسات والآراء حول المنشأ الأصلي لأشجار البن وتاريخ وجوده بصورة برية، فآراء تقول أنه جاء من الجزيرة العربية ونقل إلى إثيوبيا وآراء أخرى ترجح إثيوبيا حيث يعتقد انه ظهر لأول مرة بصورة برية في إقليم كافا بجنوب إثيوبيا ومنه جاءت التسمية للمادة المنبهة الموجودة في ثمار البن
 
 
وهناك رأي آخر توصلت إليه بعثة استطلاعية تابعة لمنظمة الغذاء العالمية عام 1924م أثناء دراستها لأشجار البن في إثيوبيا حيث نشرت في تقارير البعثة أنه لم يتم العثور على أية أدلة أكيدة تؤكد أن الموطن الاصلي للبن هو في اثيوبيا ورجحت أن يكون قد نقل إلى أثيوبيا من اليمن نظراً للتشابه الكبير في العوامل الطبيعية المحيطة بأشجار البن في البلدين، ومن هذا المنطلق فأننا سنتناول علاقة اليمنيين بهذه الشجرة المباركة حيث نشرت بعض الروايات وكتب المؤرخين إلى أن اليمنيين عرفوا شجرة البن في بداية القرن الخامس الميلادي حيث دخلت إلى اليمن مع حملة الأحباش عام 525 م حيث زرع في منطقة العدين وهذه هي أول الروايات أما الرواية الأخرى فتقول أن أول من ذكر البن اليمني هو الطبيب العربي الرازي عام 900م.
 
 
 
بعد أن وجد اليمنيون في أشجار البن ضالتهم ومصدر مناسب لتوفير الكثير من الكسب بدأت زراعة البن في اليمن تتوسع عاماً بعد عام حتى أصبح البن اليمني علامة بارزة للجودة العالية يقدم لأرقى العائلات الحاكمة سواء في أوروبا أو الهند وفرنسا وغيرها من دول العالم حتى ذاع صيته وزادت شهرته والطلب عليه من مختلف دول العالم.
 
ومنذ ذلك الحين والتربة اليمنية تجود بأفضل أنواع البن على مستوى العالم ووصلت شهرة البن اليمني مختلف أنحاء العالم ومازالت تلك الشهرة والتميز حتى يومنا هذا فقد شهدت زراعة البن تطوراً كبيراً ما بين القرن الثالث عشر الميلادي والثامن عشر.
 
 
 
 
ووصلت حجم الصادرات من البن اليمني خلال تلك الفترة إلى ذروتها وحققت أرقاماً قياسية وربما لم تصل إليها الآن.
 
وارتبط البن اليمني بميناء المخا (موكا) حتى صار اسم هذه الميناء مرادفاً وملاصقاً للبن اليمني ذات الجودة العالية ووصل البن إلى دول عديده حيث نقله التجار اليمنيون إلى القاهرة في بداية القران السادس عشر ووصل إلى اسطنبول حيث افتتح أول مقهى للبن في عام 1554م، أما الأوروبيون فلم يصل إليهم إلا في عام 1906م ووصل إلى إنجلترا عام 1950م،
 
ونتيجة لوصول البن اليمني إلى هذه المناطق فقد ذاع صيته واشتد الطلب عليه من قبل الشركات الأجنبية التي كانت تعمل في المخا والتجار الهولنديين والمصريين للحصول على البن اليمني.
 
 وهناك العديد من الفوائد للبن ومنها: يعمل على تحسين مستوى الكولسترول في الدم. يعتبر منبهاً قوياً للعقل لاحتوائها على مادة الكافيين. وقاية الجسم من خطر الإصابة بسرطان الكبد، وسرطان القولون. يساعد على الوقاية من تلف خلايا الكبد. يحافظ على صحة الأسنان. يزيد من حرق الدهون في الجسم. يقلل من خطر الإصابة بمرض الشلل الرعاش.