نازحون صغار.. اطفال اليمن يتحدثون لAF مع محمد المخلافي

  • منذ سنة - Saturday 10 September 2022

نازحون صغار.. اطفال اليمن يتحدثون  لAF مع محمد المخلافي

النازحون الصغار: أطفال اليمن في مهب الريح 

 

محمد المخلافي 

 

بالقرب من إحدى المطاعم في شارع الستين الغربي بالعاصمة اليمنية صنعاء يقف الطفل اليمني نصار شريف ( 13 عامًا)  الذي أضطرعلى العمل في غسيل السيارات من اجل مساعدة والده الذي يعمل على دراجة نارية في توفير المتطلبات الضرورية للاسرة المكونة من 8 أفراد، بعد ان شردتهم الحرب من مديرية حيس التابعة لمحافظة الحديدة.

 

يروي نصار معاناته وتكأد عيناهُ تفيض دمعًال " Arabia filx" قائلاً: نزحنا في العام 2016. إلى العاصمة صنعاء، هاربين بملابسنا فقط حتى لانموت بسبب الحرب المشتعلة في مسقط راسي؛ وبعد ان سيطر عليّ اليأس ولم يحصل والدي على عمل نسد بهِ رمقنا، ألتجئتُ للعمل هُنا مجبرًا على ذلك.

 

 

يضيف يعمل والدي بالموتور (دراجة نارية) ولا يستطيع ان يوفر حتى لقمة العيش الضرورية، وصاحب البيت يشتي يخرجنا إلى الشارع لاننا مانقدر ندفع قيمة الإيجار، ولو رجعنا لابلادنا قد بيتنا تهدم ولايصلح للسكن

 

ويتابع بحسرة شديدة وهو ينظر إلى ملابسهِ المقطّعة أثناء حديثهِ ل ( Arabia filx) : أجمع 2000 ريال ( 4 دولار أمريكي حسب سعر الصرف في صنعاء) وأحيانًا أقل، وأعطيها لوالدتي لتشتري بها الحاجةالضرورية، وإذا تعطل ابي عن العمل.. المبلغ الذي أحصل عليه هو مصروف البيت بكلها .

 

وينهي حديثهُ والعرّق ينصب على بشرتهِ السمراء قائلاً : لقمة العيش هي التي أجبرتني على العمل، كنتُ اتمنى ان أتعلم في المدرسة، درستُ للفصل الثاني إبتدائي وتوقفت،  لكوني غيى قادرًا على ذلك، بعد ان أصبحت الاسرة تعتمد عليّ في توفير معظم متطلبات المنزل .

 

ويعيش اليمنيون وبالذات الاطفال أوضاعًا معيشية صعبة، بسبب إستمرار الحرب المستعرة بين أطراف الصراع، التي حولت حياة اليمنيين إلى جحيم، وفاقمت من معاناتهم في كافة الجوانب، خصوصًا مايتعلق بالجوانب المعيشية، في بلدٍ يشهد أسوء أزمة إنسانية  في العالم 

 

ويصل عدد الأطفال العاملين في اليمن، بحسب اخر بيانات مسجلة قبل الحرب الدائرة في البلاد منذ العام 2015، إلى نحو 1.6 مليون طفل.

 

تشير منظمة العمل الدولية إلى أنّ 1.4 مليون طفل يعملون في اليمن محرومون من أبسط الحقوق، وأنّ نحو 34.3% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 5 و17عامًا يعملون باليمن، مع توسع الظاهرة خلال فترة الحرب بنسبة أكبر مما كانت عليه قبل الحر

 

 

وأقرت الحكومة اليمنية في عام 2002 قانون حقوق الطفل في اليمن، حيث تنص مواد القانون اليمني" ان يحظر عمل من هم دون سن الرابعة عشرة، وعدم تشغيل الطفل في الأعمال الصناعية قبل بلوغه الخامسة عشرة.

 

وتعد الظروف الإقتصادية الصعبة وإنقطاع الرواتب وإرتفاع أسعار السلع، وإنعدام مصادر الدخل من اهم الاسباب التي دفعت غالبية الاسر على إخراج أطفالها للعمل في الشارع، من اجل توفير مايمكن توفيره من الإحتياجات الضرورية للمنزل في ظل إستمرار الحرب الظالمة التي طحنت الاخضر واليابس، وبلغت عامها الثامن دون وجود حلول حقيقية يمكن ان تخفف معاناة الاف الأسر المكلومة على إمتداد اليمن الذي تقاسم موارده تُجار الحروب، وسماسرة الموت .