هل فعلاً رمضان في مصر حاجة تانية كما يغني حسين الجسمي؟

  • العربية فيلكس
  • منذ سنة - Monday 27 March 2023

هل فعلاً رمضان في مصر حاجة تانية كما يغني حسين الجسمي؟
هدير أبوالعلا
كاتبة صحافية مصرية- محررة الشأن العربي في AF

AF 

زينة وموائد الرحمن وطقوس خاصة وقلوب تنحاز للخير، والسر في التفاصيل.. من وحي تلك التفاصيل، استلهم المطرب حسين الجسمى كلمات أغنيته الشهيرة "رمضان فى مصر حاجة تانية والسر فى التفاصيل"، فدعني أسرد عليك تلك التفاصيل بعيون مصرية.. 

الزينة واللمة 

الزينة واللمة، من أبرز التفاصيل الجمالية بين كنفات الطرقات المصرية، فقبل بدء الشهر الكريم بأيام تتهيأ وتتجمل أغلب الشوارع المصرية بزينة رمضان والفوانيس والإضاءة، بأيادي مصرية مسيحية ومسلمة، محتفلين بالأيام المباركة.  

 

وتفرش السفر في الشوارع المصرية بكافة أصناف الطعام تحت اسم "موائد الرحمن"، ليأكل منها عابر السبيل والفقير والمحتاج، ومن فاته معاد الفطور في منزله، ليجد الجميع فيها ما يسرهم من الأكلات والمشروبات دون مقابل، بمجهودات مصرية فقط. 


وكعادة المصريين فى المزاح وخفة الظل التى اشتهروا بها، أشادوا بوجبات أول أيام شهر رمضان، التى عادة ما يكون فيها طبق المحشى عنصرا رئيسيا على مائدة الإفطار.  

 

مدفع رمضان 

 

ارتبط المصريون بفكرة "مدفع الإفطار" وترسخت في عاداتهم حتى حافظوا عليها لفترة طويلة وأصبح دوي هذا المدفع مع غروب الشمس "الإشارة" التي يجتمع عليها الجميع إيذانا لبدء الإفطار بعد صيام يوم طويل، كما أصبح من السمات المميزة للمظاهرة الاحتفالية في مصر طوال شهر رمضان وحده. 

 

المسحراتي


وكما في الكثير من بلدان الشرق، تتميز مصر بمهنة المسحراتي الذي يتولى إيقاظ الناس من النوم لتناول وجبة السحور قبل صلاة الفجر استعدادا ليوم صيام جديد، وقال عنهم العالم الفرنسي جيوم أندريه فيوتو تعريفا بالغ الدقة لهذه المهنة في دراسة بالغة الأهمية تناول فيها بالفحص الدقيق "الموسيقى والغناء عند المصريين المحدثين" منشورة ضمن دراسات "وصف مصر" قائلا: 

"هم نفر لا يسمع الناس غناءهم إلا خلال شهر رمضان، ويسمون بالمسحّرين، ويوصف بهذا الاسم أولئك الذين يعلنون كل يوم طيلة شهر رمضان، عن اللحظة التي يوشك فيها نور النهار الجديد أن ينبلج من ظلام اليوم المنصرم" 

 

 الألعاب الرمضانية 

يلعب الصغار في نهار رمضان وليله بالألعاب النارية، ولكن الكبار والشباب فليالي رمضان تتميز بحماسهم في لعب الكورة، فمن طقوس رمضان بمصر، أن يجتمع أبناء الحي ليشكلوا فرقا تلعب كرة القدم يوميا، ولكنها مختلفة فالمباريات تقام في منتصف الشارع ويتابعها الجمهور من البلكونات والشبابيك، وفي نهاية الشهر يربح فريق واحد. 


السيدة والحسين 

 

ما أن تطأ قدمك أرض الحسين أو السيدة، أو الأزهر، ستشعر بأجواء مختلفة وروحانيات تريح روحك من الداخل، بالرغم من مظاهر الزحام إلا أنها تشعرك أنك في رمضان ولكنه رمضان مختلف، الالاف يؤدون صلاة التراويح.  

وبمجرد انتهاء الطقوس الدينية والصلاة، تجد على قهاوي المعز الشهيرة، شاعر بعوده يعزف ويغني بصوت دافئ إحدى أغنيات أم كلثوم أو عبدالحليم، وتجد آخر بصوت عذب يدندن تواشيح في مدح النبي وال البيت، لتبدأ الأمسيات الرمضانية بتفاصيل مختلفة لتثبت لنا قاهرة المعز أن رمضان في مصر فعلا حاجة تانية.