هل تستعيد سوريا مقعدها في الجامعة العربية بعد زلزال فبراير؟

  • منذ سنة - Wednesday 01 March 2023

هل تستعيد سوريا مقعدها في الجامعة العربية بعد زلزال فبراير؟
اسلام عبدالتواب
مراسل صحافي مصري من القاهرة- للشأن المصري ، ومحرر صفحة الرياضة في AF

AF

انقطعت العلاقات العربية مع النظام السوري، مع بداية الثورة في سوريا، عام 2011، حيث طالب العديد من الدول العربية منها دول مجلس التعاون الخليجي النظام السوري بإجراءِ تغييراتٍ ووقف التصعيد العسكري ضد الاحتجاجات الشعبية، وتم إقرار تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية ودعوة الدول العربية لسحب سفرائها من دمشق، عقب الاجتماع الذي تمّ في القاهرة في 11 أكتوبر 2011.

وشهدت سوريا كارثة إنسانية الشهر الماضي، نتيجة الزلزال الذي أدي لوفاة وإصابة الآلاف، وكانت العلاقات قبل الزلزال حسب مراكز الأبحاث وخبراء الشرق الأوسط يصنف سوريا بالنسبة إلى أكثرية الدول العربية، والخليجية خصوصاً، واقتصرت العلاقات معها على المستوى الأمني تحت عنواني محاربة الإرهاب "داعش"، ومكافحة تهريب المخدرات و"الكبتاغون"، في ظل علاقات اقتصادية منخفضة إلى أقصى الدرجات على رغم إبقاء عينها على مشكلة النازحين كأزمة تتأثر بها سائر الدول.

زلزال 6 فبراير، أعاد سوريا إلى واجهة الاهتمامات، وسط تقديم المساعدات الإنسانية من بعض الدول العربية بجانب زيارات لمسؤولين عرب بارزين إلى دمشق في أعقاب الزلزال المدمر.

 زيارات عربية لدمشق

وقام وزير الخارجية المصري سامح شكري، بزيارة سوريا، والتي مثلت زيارته إلى دمشق ولقائه الرئيس بشار الأسد، زيارة فريدة من نوعها والأولى منذ الأزمة السورية في عام 2011.

كما زار سوريا، خلال الفترة الماضية، وفد من الاتحاد البرلمان العربي لبحث عودتها إلى محيطها العربي، واستقبل الأسد، الوفد الذي يترأسه رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي، قبل أن يتوجه الوفد إلى مقر مجلس الشعب السوري حيث حضر جلسة خاصة هناك.
وضم الوفد رؤساء مجلس النواب في الإمارات العربية المتحدة والأردن وفلسطين وليبيا ومصر، إضافة إلى رؤساء وفدي سلطنة عُمان ولبنان، والأمين العام للاتحاد البرلماني العربي.

وزار وزير الخارجية الأردني  دمشق، والتقى مع بشار الأسد، بما عكس بعض الرسائل لفك عزلة النظام وحالة التضامن العربي مع الدولة والشعب السوري في أزمته.

دعم مصري

من جانبه تواصل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، مع بشار الأسد، للتعزية في ضحايا الزلزال، ومساندة مصر لسوريا في أزمتها بإرسال سفينة إلى ميناء اللاذقية السوري محملة بمئات الأطنان من المساعدات الإغاثية للشعب السوري، وشملت كميات كبيرة من الخيام وبطاطين ومواد غذائية ومستلزمات طبية، كذلك الدور المصري المحتضن للاجئين السوريين منذ 2011 ليبلغ عددهم 145658 لاجئًا وطالب لجوء بحسب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في ديسمبر 2022.

وأكد السيسي خلال مشاركته في القمة العالمية للحكومات في دبى في 13 فبراير 2023 من حيث دعم ومساندة الدول العربية لسوريا، ويتصل بذلك الموقف الداعم لها  في سياق الأزمة الإنسانية التي شهدتها سوريا جراء الزلزال الذى وقع في 6 فبراير.

العودة للجامعة العربية

ومن جانبها تأمل دمشق في ممارسة الأصوات العربية ذات النفوذ ضغوطاً من أجل رفع العقوبات المفروضة على النظام، والتي تهدف إلى معاقبة المسؤولين والمنظمات المتورطة في انتهاكات حقوقية، ولكنها أضحت تشكل عبئاً على جيران سوريا.
وقام بشار الأسد بزيارة سلطنة عمان الشهر الماضي، وكان في استقباله السلطان هيثم بن طارق في قصر البركة العامر في مسقط، وتعد الزيارة خطوة مهمة لفك العزلة مع النظام السوري ضمن مسار إعادة العلاقات العربية-السورية إلى طبيعتها، وتعكس زيارته إلى سلطنة عمان ومن قبلها الإمارات بداية لعودة تدريجية للعلاقات العربية مع سوريا وإعادة ترتيب هذه العلاقات، وربما تقوم سلطنة عمان بدور حلقة الوصل بين سوريا والدول العربية، بما ينعكس بعد ذلك في عودة سوريا إلى الجامعة العربية.

واستكمالًا لعدة خطوات أخرى قامت بها بعض الدول العربية؛ فكانت الجزائر من أولى الدول الساعية والداعمة لعودة سوريا إلى الجامعة العربية، متحفظة على قرار تعليق عضويتها ولم تقطع العلاقات معها، وحرصت خلال ترتيبات القمة العربية التي استضافتها في 21 نوفمبر 2022 على أن يكون الملف السوري على رأس أولويات الأجندة العربية.

 مؤشرات لعودة سوريا

ومن ضمن مؤشرات عودة سوريا للجامعة العبرية، ما قامت به السعودية من إرسال أول طائرة إغاثية إلى مطار حلب لمساعدة المتضررين من الزلزال، ليبلغ حجم المساعدات للمتضررين أكثر من 320 مليون ريال سعودي، ونحو 15 مليون دولار من الجزائر في إطار المساعدات العربية إلى سوريا. بما يعكس بوادر الاتجاه إلى عودة العلاقات مع النظام السوري وعودة سوريا إلى الحاضنة العربية.

وطالب مسؤولون في مؤتمر اتحاد البرلمان العربي الذي عقد في العاصمة العراقية بغداد، بإعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية، ومنها رئيس البرلمان المصري والعراقي وفق البراسنة.

وطالب الكاتب الصحفي مصطفى بكري، عضو مجلس النواب، برفع الحصار السياسي والاقتصادي عن سوريا، وأكد خلال كلمته بالجلسة العامة بمجلس النواب، على ضرورة رجوع مقعد سوريا بالجامعة العربية، بالإضافة إلى إزالة الحصار الاقتصادي والسياسي ضدها.