لقاء د. رفيق عبد السلام مع AF : لا يمكن لايران قيادة المنطقة وحدها.. العرب لا يرون اسرائيل خطراً استراتيجياً.. السعودية أخطأت بإضعاف اليمن..

  • خاص AF العربية فيلكس
  • منذ أسبوعين - Wednesday 17 April 2024

لقاء د. رفيق عبد السلام مع AF : لا يمكن  لايران قيادة المنطقة وحدها.. العرب لا يرون اسرائيل خطراً استراتيجياً.. السعودية أخطأت بإضعاف اليمن..
منى صفوان
صحافية وكاتبة- رئيسة تحرير عربية فيلكسAF

AF

لقاء خاص مع السياسي والكاتب التونسي د رفيق عبد السلام، في حوار عن تطورات الاوضاع في المنطقة ، ومحاولة استشراف المستقبل، كيف يرى الصراع الايراني الاسرائيلي، ومآلات الحرب السعودية في اليمن، وخارطة الخلافات الخليجية، وايضاً رأيه في مستقبل  واستمرار مشروع التطبيع.

رفيق عبد السلام أو رفيق عبد السلام بوشلاكة هو سياسي تونسي وعضو المكتب التنفيذي لحزب حركة النهضة.

شغل منصب ووزير الخارجية في حكومة حمادي الجبالي. أسس رفيق عبد السلام في 24 يناير 2014 مؤسسة بحثية وهي مركز الدراسات الإستراتيجية والدبلوماسية ، ويقع مقراه في تونس العاصمة ولندن وهو مديره العام.

ايران واسرائيل 

-AF- ماهو تاثير تطور الصراع الايراني الاسرائيلي على الحرب في غزة ؟

د- رفيق عبد السلام: بالتأكيد هذه جبهة كبيرة فتحتها اسرائيل على نفسها باستهدافها القنصلية الايرانية في سوريا، ورغم ان المواجهة مع ايران ليس لها علاقة مباشرة بما يجري في غزة، الا انها وبكل تأكيد تمثل،  تصعيدا سياسياً وعسكرياً. ونفسياً، وتمثل التحدي الاسرائيلي الذي لا يمكنه ان يخوض معارك كثيرة في نفس الوقت.
اسرائيل الان مستنزفة وتخوض حرب اكبر من امكاناتها وطاقتها.

AF- هل ترى ان الارضية مهيأة لمواجهة مباشرة بين ايران واسرائيل؟

د- رفيق: اتصور ان حدث ذلك سيكون معارك خاطفة وسريعة، لان حلفاء اسرائيل وخاصة امريكا ، لا يريدون الدخول في حرب مفتوحة، خاصة ان الاولوية الامريكية الان هي مواجهة الصين في بحر الجنوب، ومواجهة روسيا في اوكرانيا.

الوحيد الذي يدفع لامتداد الحرب هو نتياهو، وليس لأمريكا مصلحة تكتيكية واستراتيجية.


……

AF- كيف ترى مستوى الرد والتعامل الايراني مع الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة؟

د- رفيق : الى حد يبدو لي الرد الايراني عقلاني ومحسوب، ويدخل في نطلق  الدفاع عن النفس، وضمن اطار  القانون الدولي وخاصة اتفاقية فينا وجنيف ، وقد حقق الهجوم بالطائرات المسيرة والصواريخ حقق هدفه بالردع ، انه لايمكن استباحة اراضي الغير بهذه السهولة، لكن ان تم التمادي في العدوان،  فبالتأكيد سيكون منسوب الرد اكبر وافخم وسيكون لايران استخدام ما تملكه من ادوات القوة العسكرية لتدافع عن نفسها.


واضح ان ايران تمارس ما تسميه الصبر الاستراتيجي، بينما تمارس اسرائيل ما يمكن تسميته بالتسرع الاستراتيجي، اي انها تريد ان تورط الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في حرب سريعة، لان لها مصلحة في ذلك وتدرك ان عامل الزمن لا يشتغل لصالحها.
………..

AF- مالذي يمكن توقعه لايران ومستقبل المنطقة، وهل تجدها مؤهلة لقيادة الامة الاسلامية؟ 

د . رفيق : لاشك ان ايران قوة وازنة ولا شك انها تمتلك موارد من القوة الصلبة والناعمة، لكن قيادة المنطقة تحتاج حركة ثلاثية عربية ايرانية، تركية في اطار مشروع اسلامي لكل الشرق.
لكن للاسف الحلقة المفقودة لحد الان هم العالم العربي، لان العدد الاكبر من الدول العربية اختارت التطبيع مع اسرائيل، واختارت الموقف الخطا من التاريخ والجغرافيا.
لكن شعوب المنطقة مترابطة ومتداخلةد وتدرك مواطن الخطر الاستراتيجي ومن هم اصدقاء والحلفاء ومن هم الاعداء.

الخلافات الخليجية 

AF- برايك ماهو سبب تفجر الخلافات الخليجية، واخرها الخلاف السعودي الإماراتي، واثرها على مستقبل المنطقة؟

د: رفيق - نعم هناك خلاف سعودي اماراتي، ويتعلق ببعض الملفات الجزئية ولا يتعلق بالخيارات الاستراتيجية الكبرى.
ولكن السعودية دولة اقليمية وزانة، وليس من اليسير عليها ان تكون تابعة  أو منقادة للامارات، بينما تصر ابو ظبي بدعم اسرائيلي على لعب دور اكبر من حجمها، هي تريد ان تؤثر في الاوضاع الداخلية في مصر والسودان وان تقود المنطقة، مع اسرائيل.
وهذه الرؤية الاماراتية للمنطقة.

اليمن والسعودية 

AF- كيف ترى سياسة السعودية بعد الحرب على اليمن، وتقييمك الشخصي لطريقة انهاء هذه الحرب؟


د. رفيق: ايقاف الحرب اقل الخيارات سوء ، لكل الاطراف، وكان يفترض ان تسخر اموال الحرب للبناء والتعمير لما يخدم مصلحة البلدين.
السعودية ودول الخليج ارتكبت خطاءا استراتيجيا باضعاف اليمن وإبعاده، بدلا من تشكيل شراكة استراتيجية، لكن هذه نتيجة طبيعية، لخيارات خاطئة، حينما تكون المقدمات خاطئة، تؤدي لنتائج خاطئة. 

AF- هل يمكن التنبوء بمستقبل اليمن والسعودية؟

د. رفيق : اعتقد لا بديل عن الاتفاق السياسي، والعلاقات العقلانية والمتوازنة امام البلدين، وليس امام اليمن الا تضميد جراحه، عبر مصالحة وطنية شاملة لتقوية جبهته الداخلية ويعزز حضوره في المنطقة.

هل مازال هناك مستقبل لمشروع التطبيع؟

د. رفيق: مشروع التطبيع وصل الى مأزق كبير، وهو يتحرك في العراء، بدون غطاء شعبي او سند سياسي، ولن تكون الامور بعد السابع من اكتوبر كما كانت قبلها.

بالتأكيد مازال النظام الرسمي العربي ، يريد المضي بخيار التطبيع، باعتباره يمثل خياراً استراتيجياً، لان كثير من الدول العربية اعتبرت ان الخطر الاستراتيجي لا تمثله اسرائيل، بل تمثله ايران، والإسلام السياسي واحيانا تركيا، ويرون اسرائيل حليفاً استراتيجيا.
لكن هذا المشروع وصل لمازق كبير، ولا اتصور انه سيستمر كما كان ، رغم وجود مشروع تطبيع بين النظام العربي واسرائيل، بدعم امريكي.

AF -خاص