طيران اليمنية من إحتكار السفر وغلاء الأسعار إلى الخدمات المتردية

  • منذ سنة - Saturday 24 December 2022

طيران اليمنية من إحتكار السفر وغلاء الأسعار إلى الخدمات المتردية
رشا كافي
صحافية يمنية وناشطة سياسية-محررة  في AF

طيران اليمنية من إحتكار السفر وغلاء الأسعار إلى الخدمات المتردية.

 AF


منذ أكثر من شهر أصدر نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي/ عبدالرحمن المحرمي، مذكرة رسمية موجهة إلى كلا من رئيس مجلس الوزراء ووزير النفط والمعادن ومدير شركة النفط اليمنية، جاء فيها فتح باب المنافسة حول إجراء مناقصة بشكل عاجل لشراء وقود الطائرات، والتي من خلالها سيؤدي إلى تخفيض أسعار تذاكر طيران اليمنية بإعتبارها شركة الطيران الوطنية الوحيدة العاملة في اليمن بسبب توقف شركات الطيران عن العمل في اليمن منذ بداية الحرب.


حيث أن شركة النفط اليمنية تبيع الوقود إلى الطائرات النفاثة لشركة طيران اليمنية بأعلى الأسعار في العالم، من نوع jet_a1 بسعر 2.46$، بينما سعر الوقود في كل العالم لا يزيد عن 0.8$، وهي الحجة التي لطالما ظلت طيران اليمنية تتعلل بها للرد على غلاء أسعار تذاكرها سوى الداخلية او الخارجية في السابق. 


وبسبب احتكار الخطوط اليمنية في تشغيل الرحلات الجوية، بعتبارها الطيران الوحيد الذي يسير الرحلات من وإلى اليمن، يتعرض المواطنين لظلم كبير جراء ارتفاع أسعار تذاكر السفر حيث تعتبر من أغلى خطوط الطيران في العالم، مقابل الخدمات السيئة التي تقدمها الخطوط ناهيك عن عدم إلتزامها بالمواعيد بحسب حديث عملائها من المواطنين اليمنيين.


فضلاً عن تزايد أعداد السماسرة العاملين  في الحجز الآلي لحجز تذاكر السفر إلى الخارج حيث يتاجرون في بيع مقاعد السفر بزيادة عن السعر الرسمي قد تصل أحياناً هذه الزيادة إلى مائة ومائتين دولار بحسب حديث (باسم سيف) لAF، إذ يقول:

" عندما قررت السفر للعلاج إلى القاهرة لم يكن أمامي غير الخطوط اليمنية ذهبت للحجز من إحدى مكاتب السفر، وعندما طلبت تحديد تاريخ معين قيل لي عليك الإنتظار أسبوعين، لأن المقاعد كلها ممتلئة لكن إذا أردت أن تكون رحلتك في الوقت الذي تريد بإمكانك دفع مائة دولار زيادة على سعر التذكرة الرئيسي، ونظراً لأني مستعجل على السفر دفعت لهم الزيادة وفعلا سافرت في الوقت الذي حددته وغيري الكثيرون ممن يتم النصب عليهم بحجة عدم توفر مقاعد مستعجلة.

 

بالمقابل لا يوجد أي إحترام لمواعيد الرحلات فقد ظليت في مطار عدن لأكثر من ثلاث ساعات نظرا لتأخر موعد الإقلاع، والحال ذاته حدث عند العودة حيث بقيت في مطار القاهرة منذ الصباح حتى السابعة مساء انتظر طيران اليمينة الذي لم يأتي في وقته المحدد على تذكرة السفر".

 

شركة النفط اليمنية لا تقوم بالإستيراد المباشر وتعتمد على الموردين 


صالح الجريري مدير فرع عدن لشركة النفط اليمنية يتحدث للعربية فليكس حول تسعيرة بيع الوقود للخطوط اليمنية فيقول :
  " شركة النفط  لاتقوم بالإستيراد المباشر لجميع المشتقات ومنها وقود الطيران وبالتالي تعتمد الشركه على الشراء للوقود من الموردين، بالنسبة لوقود الطيران ومنذ سنوات تعتمد في شرائها للوقود على مورد وحيد فقط، نظراً لخصوصية هذه المادة وكميات الطلب لكميات قليله لا يفضل الكثير من الموردين التعامل معها، فقبل استلامنا قيادة الشركة كان هناك مورد واحد فقط لوقود الطيران، لكن الوضع حالياً اختلف عن السابق، وبالتالي يتم تحديد أسعارنا للطيران على أسعار الشراء مع هامش بسيط كربح، سواء لليمنيه أو خطوط الطيران الواصلة الى عدن. 


 وبناءاً على  توجيهات القائد ابو زرعة المحرمي عضو مجلس القيادة الرئاسي بضرورة إنزال مناقصه لشراء وقود الطيران لكل الموردين، قمنا نحن بالشركه بإنزال مناقصة شراء وقود الطيران بنسبة تقدر عن السابق ب 50%، فنحن نسعى دوماً إلى تقديم أفضل الأسعار إلا أن أسعار  الوقود بشكل عام ترتبط بالأسعار العالمية بالبورصة وكذلك  الشركه أيضاً مرتبطة بأسعار العملة الصعبة مقابل الدولار.


أما بالنسبة لتخيفض تذاكر الطيران الأمر  يتعلق باليمنية للتخفيض بأسعار تذاكرهم، وإذا كانت أسعار شركة النفط هي السبب سابقاً بالسعر المرتفع  للتذاكر، فان  التخفيض الحالي  يلزم اليمنية بتخفيض 50% من قيمة التذاكر".


وزارة النقل لا تحتكر الأجواء لصالح طيران اليمنية


محسن حيدرة المدير التجاري لشركة الخطوط الجوية اليمنية يعلق للعربية فليكس حول التهم المختلفة التي توجه للشركة فيقول:
" لا يوجد هناك إجحاف بحق المواطن اليمني، بل هناك إجحاف بحق الخطوط اليمنية والنقل الوطني في اليمن بشكل عام، فالراكب اليمني ومعظم الناس لا يدركوا ما تعانيه وتواجهه الشركة من ضغوطات وأعباء مالية كبيرة فيما يخص التشغيل.


عناصر التشغيل كبيرة وتخفيض عنصر واحد من عناصر التشغيل أي سعر الوقود وحده لا يكفي، فسبب إرتفاع تذاكر الطيران في البداية هي هبوط العملة اليمنية أمام العملات الصعبة، فسعر التذاكر لم تتغير وهي نفس أسعار ما قبل 2015 قبل الحرب.


 فتذاكر السفر من عدن إلى القاهرة وكذلك من صنعاء إلى القاهرة لو قسمناها على سعر الصرف بالنسبة للدولار سنجدها  نفسها، المشكلة أن الريال اليمني هوى أمام العملات الصعبة بما فيها الدولار، وأيضاً تكاليف التأمين بالنسبة للطائرات مرتفعة جداً وبالنسبة لشركات التأمين الدولية تصنف الخطوط اليمنية بأنها تعمل في أجواء خطرة لذلك رسوم التأمين عالية بسبب الحرب ووضع اليمن المأساوي الراهن.


بالإضافة إلى العدد الكبير لموظفين الشركة الذي يتجاوز 2015 كل هذه العوامل هي الدافع الرئيسي في عملية إرتفاع أسعار التذاكر، بالرغم تحسن سعر شرائنا للوقود بعد تدخل النائب ابو زرعة المحرمي والذي بذل جهد في عمل مناقصة ليكون سعر اللتر الواحد في اليمن 1.25$، إلا أنه لا يزال في الدول الخارجية مرتفع جدا أهمها الهند ومصر والأردن وهي الدول التي تتجه لها رحلات طيران اليمنية .


أما بخصوص أن  وزارة النقل تحتكر الأجواء لشركة اليمنية للطيران فقط ولا تسمح للشركات الأخرى فهذا مجافي للحقيقة وعاري عن الصحة تماماً، وزارة النقل ممثلة بالوزير  بذلوا جهد كبير  كما قدموا تسهيلات لشركات طيران لكي تقبل بالتشغيل إلى اليمن، إنما جميع شركات الطيران الأجنبي رفضت التشغيل على اعتبار أن وضع اليمن وضع حرب وشركات التأمين سوف ترفع سعر تأمينها.


 ولأن وضع اليمن لا يؤهل فمن الصعب على شركات الطيران  أن ستأنف التشغيل إلى اليمن حالياً إلا بعد إنتهى الحرب وإستقرار الوضع والدليل على كلامي أن هناك شركات بدأت تشتغل مثل الإسكندرية وبلقيس ولكن كل هذا الشركات تجد صعوبات في التشغيل وتضطر لتحلق خارج اليمن، وهكذا تبقى سنة أو ستة أشهر ثم تعود من جديد لكنها لم تتمكن من إستئناف عملها في اليمن. 

رغم كل ذلك هناك إصلاحات تم العمل عليها مؤخراً، مثل تثبيت الأسعار في كل مكاتب بيع التذاكر بنفس النظام مع إختلاف درجة الركاب، ومعظم المشاكل والمعضلات التي كان يواجهها المواطن في منافذ بيع التذاكر الرسمية تم معالجتها بنسبة 80% بما فيها الرشاوي" .