القوات المسلحة المصرية في مهام دولية على سواحل خليج عدن ومضيق باب المندب والحوثي يهدد بالرد عسكرياً 

  • منذ سنة - Monday 19 December 2022

القوات المسلحة المصرية في مهام دولية على سواحل خليج عدن ومضيق باب المندب والحوثي يهدد بالرد عسكرياً 
رشا كافي
صحافية يمنية وناشطة سياسية-محررة  في AF

القوات المسلحة المصرية في مهام دولية على سواحل خليج عدن ومضيق باب المندب والحوثي يهدد بالرد عسكرياً 


AF


أعلنت القوات المسلحة المصرية الثلاثاء الماضي توليها قيادة المهام المشتركة (153) المكلفة بحماية وتأمين حركة الملاحة البحرية ومكافحة الإرهاب في مياة البحر الأحمر وخليج عدن وباب المندب، إذ تضم هذه القوات كلاً من الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية بالإضافة إلى الإمارات والأردن تحت قيادة مصرية.


وعبر الحسابات الرسمية للمتحدث العسكري بإسم القوات المسلحة المصرية العقيد أركان حرب/ غريب عبدالحافظ، نشر بيان صحفي جاء فيه

" تتولى مصر قيادة القوة إنطلاقاً من دورها المحوري وتعاونها الوثيق مع القوات البحرية للدول المشاركة لتحمل مسئولياتنا المشتركة نحو تحسين البيئة الأمنية بكافة المناطق والممرات البحرية وتوفير العبور الآمن لحركة تدفق السفن عبر الممرات الدولية البحرية والتصدي لكافة أشكال وصور الجريمة المنظمة التي تؤثر بالسلب على حركة التجارة العالمية ومصالح الدول الشريكة " .


إذ يمر من مضيق باب المندب وخليج عدن أعداد كبيرة من سفن التجارة العالمية التي تعرضت خلال السنوات الأخيرة لهجمات وصفتها الولايات المتحدة ودول التحالف العربي بالإرهابية، ومع تصاعد أزمة الوقود العالمية نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية ودخول فصل الشتاء بات ضرورياً للغرب تأمين كل الطرق والممرات التي تصلها بالطاقة العالمية.


الحوثي وخيار الحرب 

على الصعيد ذاته هددت جماعة الحوثي بعد ساعات من إعلان بيان القوات المسلحة المصرية بإتخاذ إجراءات عسكرية في حال تم الاقتراب من المياه الإقليمية اليمنية وذلك وفقاً لوكالة سبأ التابعة لجماعة الحوثي وعبر وزير دفاعها في حكومة صنعاء اللواء /محمد ناصر العاطفي 


أن " مضيق باب المندب وخليج عدن والبحر العربي والامتداد الإقليمي لأرخبيل سقطرى والجزر اليمنية هي أرض يمنية سيادتنا عليها كاملة، وأن القوات المسلحة اتخذت كافة الإجراءات التي تضمن التعامل بقوة وحزم مع أي تطور يمثل تهديداً أو المساس بالسيادة الوطنية أو الاقتراب من السيادة البحرية " 

 

كما أضاف  " هناك خيارات تأديبية سيتم اتخاذها والإعلان عنها في الوقت المناسب لا يلومنا عليها أحد إن لجأنا إليها، لأننا قدمنا كل السبل للوصول إلى نهاية إيجابية، لكن العدو يأبى إلا أن يسير عكس التيار، وقد أعذر من أنذر".

 

مصر تحظى بإحترام الجميع 

الدكتور بشير عبدالفتاح الكاتب والباحث السياسي في مركز الأهرام للدراسات يتحدث للعربية فليكس فيقول : " أن  تولي مصر هذه المهمة أمر له دلالات في غاية الأهمية، فمصر تحظى بإحترام كافة الأطراف في باب المندب والبحر الأحمر وحتى من قبل إيران وجماعة الحوثي نفسها، وبالتالي هذا يُكسب هذه المهمة المزيد من القدرة على التحقيق،  برغم تهديد جماعة الحوثي بأن أي قوات في باب المندب ستكون مستهدفة، إلا أنني اعتقد أن هناك خط أحمر بالنسبة للحوثي وهو الإصطدام بالقوات المصرية". 


ويضيف "هذا يأتي في سياق إلتزام مصر بالتوافق العربي والدولي الداعم لحماية أمن الممرات وأمن الملاحة وأمن الطاقة العالمي، لأن أمن باب المندب مرتبط بأمن قناة السويس وهي البوابة الجنوبية للأمن القومي المصري، فضلاً عن أنه متصل بالأمن العالمي ككل، إذ يؤثر على أمن الطاقة بالأساس في ظل دخول فصل الشتاء وحدوث ارتباك في سوق الطاقة العالمي جراء الأزمة الروسية الأوكرانية.


وممكن يكون هناك صلة ما بين التحرك المصري الحالي وأزمة الطاقة بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، لأن الولايات المتحدة والدول الأوروبية تحاول تأمين المتاح من إنتاج النفط والغاز العالميين، وإفساح المجال أمام منافذ وموارد أخرى عديدة في دول عديدة جدول الخليج وأستراليا وغيرها فيما يخص الغاز والنفط". 


وكما أضاف " لذلك توسيع دائرة إستيراد النفط والغاز عالمياً يتطلب التأمين في الممرات الملاحية العالمية وفي القلب منها باب المندب وقناة السويس والخليج العربي،  لذلك أتصور أن الدور المصري سيعطي زخم للجهود الدولية والعربية الرامية لتأمين الملاحة البحرية والحفاظ على أمن الطاقة العالمي.

وأعتقد أن دلالة قيادة مصر لهذه المهام تعكس مدى التظافر العالمي والتعاون الدولي، من أجل لجم تهديد الحوثي للملاحة البحرية بمختلف الأنشطة التي يمارسها، من قرصنة وتهديد للملاحة وغير ذلك، وهذا سيكسب المهمة فعالية أكثر في الأيام المقبلة". 

كما يتحدث المحلل العسكري العميد/ ثابت حسين صالح  لAF فيقول : " تداعيات الحرب الأوكرانية وأزمة الطاقة العالمية بالإضافة إلى نشاط إيران الهدام في المنطقة ونشاط الجماعات الإرهابية، كل ذلك إستدعى تأسيس هذه القوات وإسناد قيادتها في هذه الظروف الخطيرة لمصر قيادة وجيشاً .

 

فقيادة مصر لهذه القوة المشتركة، التي تضم ٣٠ دولة معنية بأمن البحر الأحمر وخليج عدن، يدل على تعاظم دور مصر وقواتها المسلحة وكفاءتها وخبراتها القتالية والأمنية" .