مسلسل نهب الأراضي في الحديدة حلقات دم لا تنتهي

رشا كافي

صحافية يمنية وناشطة سياسية-محررة  في AF

مسلسل نهب الأراضي في الحديدة حلقات دم لا تنتهي

AF

ما تزال قضية نهب أراضي المواطنين والسطو عليها من القضايا المتجددة بشكل دائم في مدينة الحديدة اليمنية الواقعة على ساحل البحر الأحمر، فهي قضية ليست بحديثة بل يعود جذورها إلى ما قبل ثورة سبتمبر 1962،  ومع تغير الأنظمة السياسة المتعاقبة في اليمن من نظام ملكي إلى جمهوري وإلى حكم إنقلابي لايزال يتم التعامل مع هذه المدينة كأرض مفتوحة لا مالك له وكأن إستباحتها والسيطرة على سهولها الخصبة الواسعة إحدى ركائز الحاكم عند من يصل إلى السلطة . 

أبناء محافظة الحديدة بوصفهم عمال وفلاحون ومدنيون مسالمون، لا ينتمون لثقافة حمل السلاح فقد تشكلت طباعهم من شكل الجغرافية التي يعيشونها وهو ما يفسر قول رئيس جمهورية اليمن الديمقراطي السابق علي سالم البيض 
" رأيت في كل اليمن بنادق قتل، ورأيت هنا في تهامة مناجل حصاد"  لذا  كانوا عرضه دائمة للنهب والسلب والسطو من قبل النافذين في الدولة أو من قبل عصابة تجار الأراضي.

 الذين لا طالما ظلوا يتسترون بسلطات الحكم المتعاقبة مما عزز ذلك غياب تطبيق القانون وعدم إستقلالية السلطة القضائية، بالإضافة إلى عملية الترهيب والتخويف التي تصل إلى القتل أحياناً على المواطنين من ملاك الأراضي، مما يجعلهم عاجزين من مواجهة هذه العصابات.

 ولعل آخرها ماحدث قبل يومين عندما تم نشر فيديوهات مصورة لمواطنيين وهم يواجهون إحدى العصابات المسلحة والتي بحسب مصادر مقربة من عائلة الضحايا للعربية فليكس: أنها تستقوي بسلطة الحوثيين في صنعاء وبأحد مشائخ خولان  كون زعيم العصابة ينتمي لمحافظة عمران الواقعة شمال العاصمة صنعاء، والتي قامت بقتل مواطنيّ وإصابة خمسة من أفراد عائلة آل عباقة بمديرية باجل شرق الحديدة وذلك أثناء تصديهم لعملية سطو على أراضيهم.

إذ وثق أحد المواطنين الحادثة بكاميرا هاتفه النقال قبل أن يسقط جريحاً إثر طلق ناري أصيب به من قبل إحدى النافذين على أرضه، مما أثار إستياء الرأي العام اليمني على مواقع التواصل الإجتماعي وغضبهم الشديد حول التساهل وعدم التفاعل لما يحدث في مدينة الحديدة من صمت حكومي وحقوقي، ودعوة إلى تحويل ما يحدث هناك لقضية رأي عام، وذلك بحسب تغريدات لنشطاء مهتمين بالشأن العام. 

حيث قامت العصابة، وذلك بحسب المصادر المقربة من عائلة الضحايا، بإطلاق النار على كلاً من هاشم عباقة ومقبل عباقة وإصابة خمس آخرين من عائلة عباقة بعد أن حاولت العائلة المالكة للأرض منع النافذين من حفر بئر ارتوازية في أرضهم، بعد أن قامت العصابة بالسطو عليها في وقت سابق.

 ويذكر أن زعيم العصابة المنحدر من محافظة عمران قد إشتهر بالنهب والسطو على الأراضي في الحديدة منذ وقت طويل وليس من الأن ولكنه مؤخراً صار ينهب بشكل أكبر من السابق.