القضاء اليمني ينصف الطالب أسامة عمر بأحقية حصوله على منحة إبتعاث دراسية والتعليم العالي يرفض تنفيذ الحكم

  • منذ سنة - Sunday 04 December 2022

القضاء اليمني ينصف الطالب أسامة عمر بأحقية حصوله على منحة إبتعاث دراسية والتعليم العالي يرفض تنفيذ الحكم
رشا كافي
صحافية يمنية وناشطة سياسية-محررة  في AF

القضاء اليمني ينصف الطالب أسامة عمر بأحقية حصوله على منحة إبتعاث دراسية والتعليم العالي يرفض تنفيذ الحكم. 

AF

في يناير من هذا العام حصلت اليمن على الترتيب الثاني ضمن أربع دول عربية من ضمن قائمة أشد عشر دول فساداً في العالم، وذلك وفق التقرير السنوي لمؤشرات مدركات الفساد الذي تصدره منظمة الشفافية الدولية.

 

لم يمضي من الوقت كثيراً من صدور هذا التقرير، حتى تظهر بين فترة وفترة فضيحة جديدة عن فساد من يديرون البلد في شماله وجنوبه، سواء كان من حكومة الشرعية المعترف بها دولياً أو من قبل سلطة جماعة الحوثي.

 

إلا أن الكشف الذي تم تسريبه يوم أمس حصلت العربية فليكس على نسخة منه، يحتوي على وثائق رسمية عن فضيحة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في حكومة الشرعية، تمثلت بالإستيلاء على المنح الدراسية للطلاب المتفوقين لصالح قيادات ومسؤولين في الدولة من مختلف الإنتماءات السياسة.

 

  أبرزهم أبناء وأحفاد قيادات حزبية وقبلية وكذلك إعلامية موالية لحزب الإصلاح،  كانت هي الصدمة المدوية في فضيحة فساد غير مسبوق ولم تحصل من قبل بهذا الشكل الكبير، وتكشف حجم تمكن الفساد من مفصل مهم في الدولة وهو التعليم وإحتكاره لفئة معينة من الناس على حساب المتفوقين من المواطنين البسطاء، الذين لا يمتلكون أي وساطات أو قرابات مع مسؤولين في الدولة، وهو ما يجعلهم غير قادرين على حصولهم على مستحقاتهم التعلمية أو الإبتعاث الدراسي للخارج.

 


أثارت الفضيحة غضب شعبي واسع على منصات التواصل الإجتماعي، في مطالبة بإقالة الوزير وتشكيل لجنة تحقيق شفافة، كما طالبوا تحرك مجلس القيادة الرئاسي لوقف الفساد الحاصل في وزارة التعليم العالي، إلا أن الغريب في الموضوع أن من يطالبوه بإيقاف وزير التعليم العالي، رئيس مجلس القيادة لديه أبناء واحفاد ورد إسمائهم في الكشوفات المسربة ضمن من يدرسون في الخارج على حسب الدولة.

حكم قضائي لم ينفذ 

اسامة عمر صالح، خريج ثانوية عامة محافظة الضالع للعام الدراسي ٢٠١٨/ ٢٠١٩، كان من أوائل الجمهورية وطالب متميز، والأول على دفعته في كل عام حسب حديث أخوه علي للعربية فليكس  :
 تقدم أسامة لإمتحان المفاضلة، وأجتاز جميع الإمتحانات بدرجات عالية وتم توزيعه بناء على نتيجته لدراسة الطب في المغرب، بدأ أسامة تجهيز إجراءات السفر وقطع جواز السفر وجهز الفحوصات الطبية والأوراق المطلوبة منه وسلم الملف كاملاً لوزارة التعليم العالي وكان منتظر فقط تاريخ الإبتعاث.


 تفاجئ بعد شهور أنه تم إلغاء بعثته الدراسية، وعندما ذهب إلى مكتب الوزارة حيث أوعدوه بأنه سيتم إبتعاثه العام المقبل وطلب منه الوزير أن يدرس اللغة الفرنسية خلال العام الذي لم يتم فيه إبتعاثه، بحكم أن لغة التعليم في المغرب هي الفرنسية، درس أسامة الفرنسية عام كامل، وذهب إلى الوزارة كما تم وعده ليرد عليه الوزير بأن لدى الوزارة ١٥ منحة فقط سنوياً، وانت خريج العام ٢٠١٨/ ٢٠١٩ ولا مجال لإضافتك لهذا العام.

 


لاجئ أسامة إلى القضاء ورفع  شكوى ضد وزارة التعليم العالي، كسب القضية وصدر حكم قضائي مع تعجيل التنفيذ بتاريخ ٤ سبتمبر من هذا العام بأحقية إبتعاثه للدراسة في الخارج، وتم إرسال صورة من الحكم لمكتب البعثات بالوزارة من قبل المحكمة ولم تستجيب الوزارة للحكم، ذهب أسامة إلى مقر الوزارة لمقابلة الوزير و إعطائه ورق من الحكم فرفض مقابلته وأعطى أوامر بمنع دخوله كما رفض تنفيذ الحكم بحسب حديث أخ أسامة.

 

ويضيف أسامة منذ ثلاث سنوات دون تعليم تدمرت نفسيته وهو يطرق أبواب الدولة لإنصافه، من قبل لصوص المنح الذين أسقطوا أسمه لمجرد أنه من أسرة كادحة لا ظهر لها ولا تنتمي لقبيلة أو لشيخ نافذ وليس لديه حزب يقف خلفه.

 


الصمت مقابل إستمرار المنحة 

 

معاذ الصوفي، طالب دكتورة مبتعث في ماليزيا تم عرقلته وتوقيف منحته بسبب تحدثه الدائم عن الفساد الحادث في وزارة التعليم العالي، يقول للعربية فليكس :  "بدأ عهد من الفساد الفج منذ تعيين الدكتور خالد الوصابي الوزير الحالي في العام 2017م كنائب لوزير التعليم العالي، حيث كان هو المسؤول الأول عن لجنة الإبتعاث، ومنذ تعيينه عمل الوزير على تفخيخ كشوفات الإبتعاث بأبناء قيادات حزب الإصلاح الذي ينتمي إليه، كما شاهد الجميع في الكشوفات المسربة، والتي طالبتُ منذ العام 2017م على صفحتي في الفيسبوك وفي القنوات الفضائية بضرورة وأهمية نشرها تحت مبدأ الشفافية وحق الحصول على المعلومة.

 

 ويضيف: كما عمد الدكتور خالد على شراء رضا الكثير من قيادات الدولة عن طريق صرف منح لأبنائهم وأقاربهم في مختلف دول الإبتعاث وكان هذا هو السّلم الذي صعد به إلى هرم الوزارة وأصبح وزير للتعليم العالي، وكما هو ملاحظ في الكشوفات المسربة أنه منذ توليه منصب الوزير حصد أقرباء قيادات حزبه في الداخل والخارج مئات المنح.

 

وكما عمل على شراء صمت عدد من الاعلاميين في القنوات، ويلاحظ المتتبع لقضايا الطلاب في الخارج كيف توقفت القنوات الإخبارية عن تغطية قضايا الطلاب بعد أن أصبح الدكتور خالد الوصابي أستاذ الجيولوجيا في جامعة تعز وزير للتعليم العالي.

 

حيث إستخدم الوزير أساليب قمعية ماضوية ضد الطلاب الناشطين المطالبين بنشر كشوفات الإبتعاث، إذ استدعى طلاب للتحقيق بناء على منشورات في الفيسبوك وعلى مقابلات تلفزيونية، وأجبرهم على توقيع تعهدات بالصمت، واسقط طلاب من كشوفات الإبتعاث.

 

 

وكنت أنا أحد هولاء الطلاب الذين تم استدعائهم للتحقيق بناء على منشور طالبت فيه بنشر الكشوفات وتحدثت عن منح اعطيت لأقرباء الوزير، وتم إسقاط إسمي تعسفاً من كشوفات الإبتعاث وحرماني من حقوقي ولازلت أعاني من هذا التعسف حتى هذه اللحظة" .

 


تواصلنا في العربية فليكس مع وزير التعليم العالي الدكتور خالد الوصابي  للتعليق حول موضوع الوثائق المسربة والتي تكشف حجم الفساد الحاصل في وزارة التعليم العالي، فكان رده أنه قد تحدث عن هذا الموضوع مع قناة يمن شباب يوم أمس وما سيقوله سيكون مكرر.

 

وعندما سألناه عن الحكم القضائي الذي صدر لصالح الطالب أسامة عمر، تحفظ عن الرد وقال : انا لست صاحب اختصاص في هذا الموضوع وأحلنا إلى عبدالرقيب جبران مدير عام البعثات في الوزراة، والذي أستقبل رسائلنا ولم يرد عليها.