فرض الهوية الحوثية نمط قمعي للتضييق على النساء

  • منذ سنة - Wednesday 16 November 2022

فرض الهوية الحوثية نمط قمعي للتضييق على النساء
رشا كافي
صحافية يمنية وناشطة سياسية-محررة  في AF

فرض الهوية الحوثية نمط قمعي للتضييق على النساء 


AF


في بلد يعيش فيها أكثر من ١١ مليون طفل بحاجة عاجلة للمساعدات الإنسانية ويموت فيها كل عشر دقائق طفل نتيجة للمجاعة والأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات،  وذلك بحسب منظمة اليونيسيف التابعة للأمم المتحدة، فيما يوجد نحو أكثر من مليون موظف بينهم 135 ألف معلم، في مناطق سيطرة جماعة الحوثي بدون مرتبات منتظمة، بحسب إحصاءات نشرتُ.


وفي ظل إقتصاد منهار وغير مستقر، تتجاهل جماعة الحوثي في مناطق سيطرتها كل ذلك وتضاعف كل جهودها على تضييق الخناق أمام الحريات الفردية للنساء والمواطنين، فكل يوم تصدر توجيهات أكثر تطرفاً من قبل فيما يخص النساء، في منافسة شرسة تريد أن تكون أكثر فضاعة فيها من داعش، وكأنها إنقلبت على الحكم فقط لتثأر من النساء.


فمنذ إنقلابها على الدولة في العام 2014 ونحن نشهد بشكل شبه يومي قرارات تحد من حركة النساء في الفضاء الخارجي وصلت حد التدخل بشكلهن، وتفردت على غيرها من الحركات المتطرفة بمنع النساء من إستخدام وسائل موانع الحمل، وصادرت كل وسائل موانع الحمل من المراكز الصحية والمستشفيات بل وأصدرت قرارات شديدة اللهجة وعقوبات للمرافق الصحية لمن يثبت تواجد أي وسيلة من هذه الوسائل معه، في نظرة قاصرة ودونية تنظر فيها للنساء كأدوات إنتاج لمقاتلين المستقبل، لضمان إستمرار حربها العبثية على المدى البعيد.


إنتهاكات ممنهجة 

تحت يافطة" الهوية الإيمانية " تشن جماعة الحوثي إنتهاكات ممنهجة ومختلفة ضد النساء في مناطق سيطرتها، تحت مزاعم مواجهة الحرب الناعمة .

بدءاً من إختطاف وإخفاء النساء قسراً منذ العام ٢٠١٧ حتى الأن، في ظاهرة تعد دخيلة على المجتمع  اليمني الذي كان يوصم معتدي المرأة بالوصم والعيب الأسود، ولأول مرة تحدث في اليمن أن يتم اعتقال النساء بالألآف لمجرد خلفيتهم السياسية المغايرة لمنهج الحوثي، والتي تقدر منظمات دولية أن عددهن يتجاوز الألفي معتقلة يتعرضن لشتى أقسى أنواع التعذيب والاستغلال الجنسي والجسدي داخل المعتقلات.

"إحدى المتظاهرات تم الإعتداء عليها قبل خطفها أثناء تظاهرات 2017"

كما أصدرت الجماعة جملة من القرارات التعسفية بشكل تدريجي منذ سنوات في مناطق سيطرتها، منها قرار منع النساء من مزاولة العمل وإجبار النساء ترك أعمالهن بحجة محاربة الاختلاط الذي يخالف الهوية التي تريد الجماعة إضافتها وتغليفها على اليمنيين، كما قامت بمداهمة المطاعم وإجبار فصل الرجال على النساء وتحديد أماكن خاصة لأكل النساء ومن أرادت الأكل مع زوجها أو أحد من عائلتها تحضر وثائق تثبت ذلك.

 

وكما قامت بحرق ومصادرة صور النساء المطبوعة على الإعلانات من محلات الكوافير وصالة الأعراس، ومغلفات الملابس الداخلية بحجة أنها غير محتشمة ومخلة بالأداب، لتقوم بعد ذلك بمصادرة وحرق احزمة البوالط النسائية.

"إحدى محلات الكوافير تم تغطية وجه النساء عليها في صنعاء"

 

وتتخذ إجراء الفصل بين الجنسين داخل الجامعات والمعاهد الخاصة مع تحديد شكل ملابس الطالبات داخل الجامعات في مجتمع جميع نسائه محجبات ومعظمهن منقبات، ومنع حفلات التخرج المختلطة وتحت شروط تكاد تكون تعجيزية، رافق كل هذه القرارات خطابات لأئمة المساجد بتخصيص خطب في يوم الجمعة لمهاجمة النساء معتبرين عملها في مجالات غير  تدريس الفتيات وتطبيب النساء أمر خارج عن الشرع والدين وغير مقبول.

"تعميم صُدر من جماعة الحوثي على إحدى جامعات صنعاء"

 

لتستمر الجماعة بتشديد الخناق على النساء بفرض حمل وثائق الزواج أو وثائق صلة القرابة أثناء التمشي في المنتزهات والحدائق العامة، وإيقاف نسبة كبيرة من الاعمال الصغيرة والمشاريع التي تقودها نساء، في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة وتضيق عمل النساء خصوصاً أنهن المعيلات الوحيدات في ظل ذهاب الرجال إلى معارك القتل وأسر وقتل جزء كبير منهم، قد يجبر هؤلاء النساء مع تزايد التضيق عليهنّ وإرتفاع نسبة الفقر للعمل ضمن "الزينبيات" القوة النسائية الحوثية التي تستخدم للقمع والتجسس والتعذيب. 

صورة "الزينبيات" في إحدى التجمعات في صنعاء.

لتكون أخر نزعات الجماعة إصدر قرار يقيد حرية النساء من الحركة والتنقل أثناء السفر إلا بمحرم .