منذ سنة - Sunday 23 October 2022
مع بدء العد التنازلي لحلول الشتاء، تتسابق دول القارة الشقراء لتوفير وتخزين الطاقة للصمود في وجه التحدي، لكنه صمود فردي، كل دولة فيه على استعداد لسحق الاخرى فحتى لاينهار الاقتصاد وتسقط الحكومات، الذي مازالت تعالج اثار جائحة كورونا
بريطانيا كانت اول القافزين، واول من راى الشق في السفينة الغارقة، لكنها رغم قفزتها مازالت تعالج اثار الانفصال المالي، ففشل السياسيات المالية في بريطانيا خارج الاتحاد يعني ان الازمة في الاقتصاد الغربي برمته
اما من بقي في الاتحاد فوضعه بالتأكيد ليس افضل، هاهي مظاهرات فرنسا وازماتها تخرج الرئيس ماكرون ليتهم امريكا باستغلال الازمة لبيع لهم النفط الغاز باربعة اضعاف، لاتنسى ان الازمة الديبلوماسية بين باريس وواشنطن مازالت قائمة، منذ الغاء واشنطن لصفقة الغواصات فسخت أستراليا تعاقدها مع باريس لشراء 12 غواصة فرنسية وفقا لاتفاق مبرم بينهما عام 2016، وهو الأمر الذي وصفته الأخيرة بـ "طعنة في الظهر" اعتراضا على إلغاء الصفقة وإبرام تحالف ثلاثي بين أميركا وأستراليا وبريطانيا
وخاصة النرويج وهي اكبر المستفيدين الاوروبين، ايضا تفعل ، فقد رفضت خطة ماكرون بتحديد اسعار النفط، لان ارباح النرويج تضاعفت اربعة اضعاف، واستطاعت ان تكون اكبر المستفيدين الاوروبين من ازمة جيرانها
وليست النرويج وحدها من رفضت الاقتراح الفرنسي بتحديد اسعار النفط، بل حتى المانيا، في خطوة بدت انها صادمة لماكرون
المانيا بدات بالابحار وحيدة بعقد اتفاقيات منفردة مع دول في الشرق الاوسط "الامارات" لتستور د حصتها من الغاز، وطلبت قرضاً من الاتحاد الاوروبي
وطلبت قرضاً ب٢٠٠ مليار يورو من الاتحاد ، ووقفت بوجه فرنسا حتى لا يتم تحديد سعر للغاز والنفط الاوروبي، مع ان المنطقي يقول العكس، وهذا لان المانيا لديها خطة خاصة لانقاذ نفسها
فالمانيا تفكر ان تستفيد من الازمة لتكون صناعتها هي الاقل سعرا في اوروبا، وبالتالي الاكثر شراءا، ويعمل هذا على استقرار مالي يجذب لها رؤوس الاموال الهاربة من اوروبا، لذا لن تكون مستاءة من غرق فرنسا او تصدع الاتحاد الاوربي