ابتدعها اليهود وأجازتها دار الإفتاء.."القايمة" عُرف أعفى الدين منه المرأة وأجبرتها التقاليد المصرية

  • العربية فيلكس
  • منذ سنة - Monday 10 October 2022

ابتدعها اليهود وأجازتها دار الإفتاء.."القايمة" عُرف أعفى الدين منه المرأة وأجبرتها التقاليد المصرية
هدير أبوالعلا
كاتبة صحافية مصرية- محررة الشأن العربي في AF

يتميز المجتمع المصري، بعادات وتقاليد وأعراف متوارثة، والتي تكونت بفعل امتزاجه بأطياف عديدة من الطوائف المختلفة التابعة للأديان السماوية الثلاث. 

وللمصرين عادات مختلفة عن الشرق خاصة في الزواج، بداية الحنة وهي أصلها فرعوني، والزفاف وقائمة المنقولات التي ابتدعها اليهود في مصر، لحفظ حق بناتهم عند الزواج من المسلمين، لينتقل هذا التقليد لجميع طوائف الشعب المصري حتى يومنا هذا تحت شعار "بنت شمعون مش أحسن من بنتي"، ففي مصر تساهم الزوجة في بناء بيت الزوجية مناصفة مع الرجل، وهذه العادة بالأخص مختلفة عن باقي البلدان الشرقية والعربية والإسلامية. 

لا يعلم جميع المجتمع المصري، أن العادة التي تناقلتها الأجيال منذ مطلع القرن الثاني عشر، وهي "القايمة" فائمة العفش المنزلي التي تشتريه المرأ في منزل الزوجية، هي في الأصل عادة يهودية.

 في داخل جدران دار حفظ الوثائق التابعة للمعبد اليهودي في محافظة القاهرة، هناك نسخة ما زالت محفوظة لأقدم قائمة زواج كُتبت في مصر منذ نحو 850 سنة تقريبا، ويرجع تاريخها إلى عام 1160 ميلادية، وتتضمن بعض مواصفات قائمة الزواج الحالية، بكل ما فيها من منقولات، وعفش منزل الزوجية، بكامل تفاصيله من الملعقة وحتى الأثاث. 

قائمة المنقولات، التي ابتدعها اليهود المصريين في بداية القرن الثاني عشر، وثقت بعض المنقولات في مسكن الزوجية مثل "زوج ملاعق، معرقة، بردة، رداء قلموني، جوكانية مشهر وردة، نصف رداء مشفّع، جوكانية بياض، منديل، مرتبة طبري 4 قطع، زوج مخدات شمعي، زوج مخدات رُماني، سطل، وطاسة، وكوز زيت بغطاه".

 

 

قبل القرن الثاني عشر لم يكن يعرف في مصر مايسمى قائمة منقولات، ولكن في مطلع القرن الثاني عشر انتشر زواج المصريين المسلمين من اليهوديات، ولكن بسبب تخوف العائلات اليهودية من أن يترك المسلم ابنتهم، خاصة أن الرجال حينها كانوا يجمعون بين زوجتين مسلمة ويهودية ولخوف اليهود على مستقبل بناتهم قاموا بتقييد الرجل المسلم بقائمة منقولات من خلال توثيق جميع المنقولات، والمشغولات الذهبية لتستردها الزوجة حال الطلاق.

 

ولم تنتهي ظاهرة قائمة المنقولات باختفاء ظاهرة الزواج من اليهوديات ورحيل اليهود من مصر بعد ثورة ١٩٥٢، بل توارثه المجتمع المصري، وظل يردد ما كان يقال قديما عندما ابتدع اليهود قائمة المنقولات "بنت شمعون مش أحسن من بنتي"، ولأن راشيل وماريكا جارتان، لفوزية المسلمة فانتقل هذا العرف من عائلات اليهود في مصر إلى عائلات البنات المسلمات، من منطق التفاخر الطبقي والغيرة في تقدير الرجال لبنات اليهود والاستهانة بهن، فكيف تتزوج ماريكا بقائمة منقولات ثمينة، وفوزية تتزوج من دون قيد أو شرط!.

 من جهتها أحلت دار الإفتاء المصرية قائمة المنقولات، خاصة أن القائمة تعد حقا من حقوق المرأة والتي تشاركت مع زوجها في بناء المنزل وفقا للعادات والتقاليد المصرية، وهو بند أعفى الدين منه المرأة، ففي الأديان جميعها خاصة الإسلامي يلزم الرجل ببناء منزل الزوجية وحده دون أن يجبر المرأة في مشاركته بشراء أي عفش من أركان المنزل، كما أن الرجل ملزم بدفع مهر للمرأة وغيرها من الواجبات التي وضعها الدين الإسلامي.

قال الدكتور أشرف تمام، رئيس مركز المعلومات واتخاذ القرار الأسبق بمجلس الوزراء، إن قائمة منقولات الزوجية تواجدت في مصر منذ ما يقارب الـ850 عاما، عندما كان يعيش اليهود في مصر، وكان يتزوج الرجال من اليهوديات، وبنص الشريعة اليهودية فلا ترث المرأة من زوجها حال وفاته، لذا لجئ هؤلاء إلى وضع قائمة المنقولات.

 

تعتبر تلك القائمة ضمن المهر

وأضاف «تمام»، أن هذا العرف قد انتقل مع مرور القرون، حتى وصل إلى زمننا هذا، وتعتبر تلك القائمة ضمن المهر، ومن الممكن أن يكون المهر عينيا أو ماليا، حيث أن الزوجة تحصل على المهر متمثلا في الشبكة.

 

زاد الحديث حول القائمة مؤخرا بسبب زيادة حالات الخلع

وأوضح «رئيس مركز المعلومات واتخاذ القرار الأسبق بمجلس الوزراء» أن زيادة الحديث حول القائمة ظهر منذ عام 2000 وزاد مؤخرا بسبب زيادة حالات الخلع، حيث أنه وفي أخر إحصائية صادرة من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء وجد بأن 88.4% من قضايا الطلاق في المحاكم تتم عن طريق الخلع، «الخلع شرعا وقانونا المفروض الزوجة ترد المهر، ودلوقتي الزوجة بقت بتخلع من غير ما ترد المهر»، مؤكدا أن هناك نوعا من التعنت بمطالبات أهل الزوجة، حيث أن القائمة طريق لسجن الرجل، والدين والشرع أقر المهر كما أن قائمة الزواج تحافظ على حقوق المرأة، واصفا قائمة الزوجية ويكأنها إيصال أمانة على الرجال.