منذ سنة - Sunday 04 September 2022
تعز : عبد القوي شعلان
أحلام عبد الحبيب ، شابة في العشرينات من عمرها ، من أهالي قرية النقيع _ جبل مشارف العبان ، مديرية المعافر ، محافظة تعز ، جنوب اليمن
التحقت ( أحلام) كعاملة تأهيل مجتمعي لدى الصندوق الإجتماعي للتنمية ، في إطار برنامج الحماية المجتمعية cbr ، الذي نفذه الصندوق بالمحافظة قبل فترة، وهدف الى إعادة تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة .
قصة نجاح مؤلمة ، تسطرها أحلام _ ابنة عزلة السواء _ المنطقة الريفية _ على خدود سلسلة جبال شاهقة ، تقطعها (أحلام ) كل يوم، صباح مساء ، غدوة وريحة ، للوصول إلى أطفالها العشرة ، من ذوي الاحتياجات الخاصة ، هكذا تصفهم وتحنو عليهم ، وتهزم معهم كل يوم صنوف اليأس ، من إجل النهوض من جديد ، ومباشرة الحياة .
عشرة أطفال منحتهم ( أحلام ) بعضا من أمل ، باخضاعهم لعشرة تمارين وتدليك كل يوم ، وجانبا من التدريب والمعارف للامهات ، غير عابئة بوعورة الطريق ، رغم إصابتها بمرض السكري ،ناهيك عن شوك ونزيف ، ظمأ وجوع ، تحديات تجابه تحديات جبال المعافر الشاهقة ، فالغاية إنسانية عظمى ، حسب أحلام
تضيف : ( أني مصابة بمرض السكري منذ فترة ، ولكن التعب يتلاشى مع نبل المسألة ، ومساعدة هؤلاء الأطفال ، الذين شاءت الأقدار أن يجدوا أنفسهم بلاسند ولا عون ، إلا من أهاليهم المتعبين أصلا ، في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي تمر بالبلاد بشكل عام ، والمديرية بشكل خاص !
عند الساعة السادسة صباحا تصحو ( أحلام ) لتحضر نفسها استعدادا لصعود جبل مشارف ( ٢٠٠٠قدم ) ارتفاعا عن سطح البحر ، لتمر بعدها بسلسلة حبال وقرى مختلفة ، صعودا وهبوطا ، حتى تصل الى مركز التدريب في مدينة النشمة ، حيث تلقت ٢٢ عاملة تأهيل مجتمعي دورات على يد اخصائيين وأطباء مهرة ، من اجل اكسابهن معارف ومهارات التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة في مناطق عزلة السواء _ مديرية المعافر .
يقول مختار هزاع _ مشرف مشروع الحماية المجتمعية بمديرية المعافر أن عاملة التأهيل ( أحلام ) تحرص ألا تفوت أية فرصة من فرص التدريب التي يوفرها الصندوق الإجتماعي للتنمية ، ويزيد :_ رغم إصابتها بمرض السكري لكنها حريصة في أن تؤدي واجبها على أكمل وجه ، تجاه المرضى ، وأسرهم .
وترى ( أحلام) وهي شابة ناحلة الجسم ، متقدة الذهن ، أن الاجتهاد والمثابرة ، شرطان مهمان لنجاح اي مهمة ، وثمرة أي نجاح هو السعادة ، وتضيف :_ ( بالنسبة لي أرى سعادتي في تحسن الأطفال الذين اتابعهم ، وكم هي سعادتي أن أرى ابتسامة أم لطفل يعاني ، صار يؤدي وظيفته كإنسان سوي مثله مثل بقية أفراد المجتمع ، فالطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة صار نافعا لمجتمعه بعد تلقيه المساعدة ، ولم يعد عبئا على أسرته والمجتمع .
تتمنى ( أحلام ) أن تجد كل ذوي الاحتياجات الخاصة بمديرية المعافر ، وفي اليمن كلها ، قد تعافوا ، وتحسنت صحتهم ، وألا نجد يوما معاقا ، كما تشكر الصندوق الاجتماعي للتنمية على تدخله بمديرية المعافر ، التي يتواجد بها عدد كبير من ذوي الاحتياجات الخاصة ، وتطالب بإنشاء مراكز خاصة في مناطق مديرية المعافر ، كون المسافات بعيدة بين بعض القرى و مدينة النشمة .
وكان مشروع الحماية المجتمعية ( CBR) ، بمديرية المعافر ، الموجه لذوي الاحتياجات الخاصة بالمديرية ، قد استفاد منه نحو 1183 ، من ذوي الاحتياجات الخاصة ، بكافة انواعها _ الصم والبكم والإعاقة الحركية والذهنية ، والهدف إعادة تأهيل هذه الفئة حتى تكون قادرة على ممارسة الحياة بشكل طبيعي ، وبما يحقق مساهمتها الفاعلة في المجتمع .