في اليمن الحرب تغيب المشاريع التنموية للدولة لتحل المبادرات المجتمعية بديلاً عنها

  • منذ 11 شهر - Tuesday 13 June 2023

في اليمن الحرب تغيب المشاريع التنموية للدولة لتحل المبادرات المجتمعية بديلاً عنها
رشا كافي
صحافية يمنية وناشطة سياسية-محررة  في AF

في اليمن الحرب تغيب المشاريع التنموية للدولة لتحل المبادرات المجتمعية بديلاً عنها


AF

في الوقت الذي يسمع فيه العالم عن أخبار الصراع الحاصل في اليمن وتفاقم الأزمة الإنسانية وإستمرار أمد الحرب للعام الثامن تتوالى الأخبار عن كل ماهو سيء وبشع يحصل على تلك الجغرافية من الصراع، بينما تغيب الأخبار الإيجابية التي تعكس عظمة وإصرار الإنسان اليمني على الصمود والإستمرار في بناء الحياة ومواجهة مخاطرها. 


فلقد شهدت مناطق مختلفة في محافظات يمنية عدة إطلاق مبادرة ذاتية بشكل فردي أو جماعي لمشروعات كبيرة متصلة بالبنية التحتية من شق الطرق وتعبيدها الى حفر الآبار وإعادة ترميم وبناء المدارس، عجزت الدولة عن القيم بها سوى خلال فترة الحرب أو قبل ذلك. 

 

إلا أن هذه المبادرات ليست بعمل جديد على اليمنيين الذين إستلهموا ما يقوموا به اليوم من إرث عظمة حضارتهم القديمة ومن أجدادهم الذين حولوا الجبال الوعرة الى مدرجات زراعية تهب لهم الحياة وشيدوا السدود المائية وعبدوا الطرقات، بالإضافة إلى إرتباط المبادرات كعمل منظم بفترة حكم الرئيس إبراهيم الحمدي خلال عقد السبعينات، فلقد تبنى سياسة وطنية داعمة للمشاريع التنموية التي كان يقوم بها المواطنين بجهود ذاتية. 


مشاريع لا تتوقف 

خلال فترة الحرب الحاصلة أنجزت مئات المشاريع التنموية بجهود ذاتية في مجالات عدة، وتركزت أغلبها في المناطق  التي لم تصلها الحرب وكانت معظمها في أرياف محافظات إب، ذمار، تعز وريمة بالإضافة إلى مدريات يافع التابعة لمحافظة لحج جنوب اليمن، بينما المناطق التي نالت منها الحرب فقد انخرط أبنائها في عملية القتال وأنشغل سكانها في البحث عن توفير أساسيات ومتطلبات الحياة من مأكل ومشرب وملبس.


 إلا أن أبناء الريف الذين ينعمون بإستقرار نسبي بعيد عن الصراع، وأساسيات الحياة لديهم متوفرة كونهم بيئة منتجة تسطتيع توفير الطعام من الثروة الحيوانية والزراعية التي يمتلكونها، ولأنهم قد فقدوا الأمل بوصول الدولة لهم لتقوم بمهامها، فمعظم الطرق التي تربط بين مناطقهم الريفية والمدن الرئيسية في المحافظات أصبحت مغلقة بسبب الحرب، وأصبح التنقل عبرها شاقاً على المواطنين كما أنه يأخذ وقت وتكلفة مرتفعة وجهد أكبر نظراً لإستحداثهم طرق فرعية وعرة، لذا إتجهوا إلى المبادرات الذاتية .


وبحسب نشر القائمين على تلك المبادرات فقد شهدت مديرية جبل حبشي في محافظة تعز تأسيس أكثر من 120 جمعية، شاركت في رصف أكثر من 80 طريق وذلك بحسب ما تم نشره قبل عام، لتنتشر هذه المبادرات في قرى مختلفة من محافظة تعز في جبل صبر وريف مديريات شرعب ومناطق متفرقة في الحجرية،  أما في مديريات يافع محافظة لحج الواقعة جنوباً تم إعادة تأهيل أكثر من 30 طريق تربط مديريات يافع ببعضها البعض.

كذلك هو الحال في مديرية بعدان التابعة لمحافظة إب والتي تعتبر من أوائل المديريات التي شهدت إنطلاق المبادرات التعاونية ذات الطابع التنموي في اليمن وذلك في العام 2016 والتي توزعت على شق الطرق وبناء المدارس وحفر الآبار، لتتبعها مديريات أخرى في محافظة إب كمديرية القفر التي يعاني أهلها من وعورة الطريق وصعوبة التنقل بين المديريات، لتنفذ فيها عدة مبادرات تنموية مجتمعية لتعبيد الطرق وشقها. 

 


لتأتي بعدها مديرية وصاب التابعة لمحافظة ذمار والتي شهدت هي الأخرى مشاريع تنموية متنوعة أبرزها كان شق طريق بطول 47 كم يخدم أكثر من 500 الف مواطن .


تليها محافظة ريمة المحافظة المنسية والمحرومة من المشاريع التنموية في زمن الدولة وأثناء فترة الحرب والتي تم تنفيذ مبادرات مجتمعية تنموية فيها بمجال الطرق والصحة  والتعليم وكانت أبرز تلك الطرق طريق " صرع الربوع" بطول 13 كيلو متر يربط أكثر من ثلاث مديريات مع بعض، كما تم توسيع مركز "السلام الصحي" في مديرية بلاد الطعام بإضافة غرفة خاصة بالولادة وتدعيم المركز بالأجهزة المخبرية، بالإضافة إلى بناء فصول دراسية في إحدى قرى مديرية الجبين إذ لا يوجد مدرسة أساسية في القرية وحيث أقرب مدرسة للقرية تبعد حوالي 3 كيلو مشياً على الأقدام في طرق جبلية وعرة مما يجعل الطلاب يعزفون عن التعليم بحسب ما ينشره الأهالي هناك.