البهائيين في اليمن تهجير قسري وإعتقالات متكررة

  • منذ 11 شهر - Wednesday 07 June 2023

البهائيين في اليمن تهجير قسري وإعتقالات متكررة
رشا كافي
صحافية يمنية وناشطة سياسية-محررة  في AF

البهائيين في اليمن تهجير قسري وإعتقالات متكررة

AF

في ظل الإنتهاكات المستمرة التي تقوم بها جماعة الحوثي ضد كل ماهو مختلف عنها بقمع كل مظاهر التنوع الديني وتضيق الحريات العامة في أماكن سيطرتها داخل اليمن، إقتحم مسلحون يتبعون جماعة الحوثي منذ اسبوعين تجمع سلمي للطائفة البهائية في صنعاء، إعتقلت فيه  17 شخصاً بينهم خمس نساء، بالإضافة إلى مداهمة عدداً من منازلهم في حادثة ليست الأولى من نوعها ضد الطائفة البهائية بل تأتي ضمن سلسلة حملات قادتها الجماعة ضد الطائفة منذ بدء الإنقلاب، توزعت بين مداهمة المنازل والاعتقالات التعسفية إلى الخطف والتعذيب الجسدي والنفسي  والتحريض عليهم، إلى المحاكمات خارج إطار القانون بتهم ملفقة، ومصادرة ممتلكاتهم بحسب ما رصدته منظمات حقوق الإنسان المحلية والدولية.

 


فيما إكتفت الحكومة الشرعية بالإدانة الشفوية، لم تعلق جماعة الحوثي عن حادثة الإعتقال الأخيرة بشأن الطائفة البهائية، يصرح نادر السقاف ممثل مكتب شؤون البهائيين في اليمن للعربية فليكس فيقول:
 "عانى البهائيون في اليمن سنوات من الإعتقال والسجن والإستجواب والتعذيب والتحريض العلني على العنف ضدهم، كما استولى الحوثيون على ممتلكاتهم، وكما تمت عملية تهجير قسري لهم ونفي العديد منهم إلى خارج اليمن" 

 

يضيف "لم يغلق الحوثيين بعد قضية 2018 ضد 24 بهائيًا إذ شكلت هذه التطورات تصعيدًا حادًا للنمط المنهجي للممارسات الذي تقوم به السلطات في صنعاء لقمع البهائيين اليمنيين، وهو نمط شمل الإعتقال الجماعي في أغسطس / آب 2016 لأكثر من 60 من النساء والرجال والأطفال المشاركين في تجمع تربوي وتعليمي نظمه البهائيون، كما أصدر أمر إعتقال في أبريل / نيسان 2017 بحق أكثر من عشرين عضوًا بارزًا في المجتمع البهائي اليمني تلاه إعتقالات للعديد من البهائيين، بمن فيهم أعضاء في المؤسسات البهائية، لتعلن إحدى المحاكم في صنعاء في يناير 2018 بإعدام السيد حامد بن حيدرة أحد أبناء الطائفة البهائية علنًا/تعزيراً" 

" حامد بن حيدرة أحد أبناء الطائفة البهائية الذي صدر حكم الإعدام بحقه " 

يكمل " حادثة  الإعتقال الأخير التي شنتها مجموعة كبيرة من مسلحي الحوثيين المقنعين قامت بمداهمة عنيفة على تجمع سلمي للبهائيين في صنعاء/ اليمن، يوم 25 مايو / أيار الماضي، واعتقلت يومها وأخفت قسراً 17 شخصاً، من بينهم خمس نساء،  جاءت على خلاف تجمع للطائفة لاختيار من يرعى شؤونهم الإنسانية والمجتمعية، حيث لا يوجد رجال دين في الدين البهائي، والاجتماع الذي كان من المقرر تشكيله هدفه الوحيد إختيار من يرعى الشؤون الإنسانية والمجتمعية للبهائيين في اليمن، وهذه العملية تحدث في كافة المجتمعات البهائية حول العالم، إذ يعتبر الهجوم انتهاكًا صارخا لحرية الدين والمعتقد وحقوق الإنسان، بموجب المواثيق الدولية، الحق في التجمع وإدارة شؤونهم الدينية والمجتمعية"

 

ويضيف " فهذه الأحداث هي دليل واضح على نمط الاضطهاد الممنهج الذي يتبعه الحوثيين منذ سيطرتهم على العاصمة صنعاء ضد الأقليات الدينية، حيث نشاهد الحكومات في أماكن أخرى في المنطقة العربية تسعى جاهدة نحو تحقيق السلام والتعايش وتنحي جانباً الاختلافات الاجتماعية والدينية التي عفا عليها الزمن، بينما جماعة الحوثي تمارس فكرة الإقصاء وعدم قبول التعايش مع الآخر المختلف ومحاولة التأثير في ترابط نسيج المجتمع اليمني، فالاضطهاد لا ينتهي لدى الحوثيين في القبض على البهائيين ومصادرة ممتلكاتهم، لكن يذهب لنشر خطاب الكراهية والمحاولة في إثارة الرأي العام ضد البهائيين بشكل مستمر".