قصة موت الطرق..حيث تقتل الطرقات والحصار اكثر من الحرب اليكم القصة

  • AF
  • منذ سنة - Sunday 04 September 2022

قصة موت الطرق..حيث تقتل الطرقات والحصار اكثر من الحرب اليكم القصة

دم ينزف في اليمن.. برصاص الحرب وطرق الموت!!

تعز / عبد القوي شعلان

أن تشير التقارير المحلية ان حوادث السير في اليمن تفوق نظيراتها في المنظفة العربية فذلك أمر يدعوا للقلق !
أن يكون عدد ضحايا الحوادث المرورية في اليمن يفوق عدد ضحايا فذلك أمر يثير الرعب !

أن تكون الرصاص ونزيف الأسفلت في اليمن في سباق على إزهاق أرواح اليمنيين فذلك أمر يدعوا للتوقف فورا عن استخدام طرقات الموت ،!

كما هي الدعوة لوقف الحرب فورا ، ورفع الحصار عن المدن ، باعتبار ذلك المسبب الرئيسي في حوادث نزيف الأسفلت في اليمن منذ إندلاع الصراع المسلح في البلاد عام 2015م .

نحن أمام مشهد إبادة جماعي ، لشعب عريق ، يستحق الحياة ، بل  أكثر من ذلك ، الرفاهية والسعادة ، وإعادة مجد غابر

لكن هيهات هيهات لمركبات أن تتوقف في بلد ثلثي سكانه يعيشون على ما تجود به تبرعات المانحين في زمن الحرب ، فالققر يقود الى التهلكة ، ولا خيار غير عبور المخاطر والتحديات حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا.
 
نزيف الاسفلت في اليمن مشهد قتل جماعي لا يتوقف ، حيث السفر اصبح مغامرة غير محسوبة , والاسرة اليمنية دأبت في الفترة الاخيرة البقاء في المنزل عن التنقل بين المدن ، ناهيك عن تفضيل بقاء ابناؤها حيث يقيمون في مدنهم ، مستكفية بمكالمة هاتفية عن زيارتها في المناسبات المختلفة وذلك خوفا عليهم من نزيف الاسفلت 


تعز الاكثر والاكبر مآساة

بعد ست ساعات سفر ، ومثلها أخرى ،  قضاها هذا العجوز السبعيني في جبل الاقروض محافظة تعز ، جنوب اليمن ، انتظاراً لفتح الطريق الضيق المحشور بمئات المركبات  ، قرر النزول من المركبة ليأخذ مكانه تحت صخرة محاذية للطريق ، ترك عصاه إلى جواره ، غير مكترث بمن حوله ، بعد أن خارت قواه

، أصبح غير قادر على مزيد من التحمل ، كل ذلك يحدث على مدار اليوم في طريق الاقروض ، التي اتخذتها المركبات  بديلا لطرق رئيسية تقع في مرمى نيران الحرب والحصار

اولئك هم المعذبون في الأرض !

تطاير السكر في جنبات الطريق ، وبين ثنايا الصخور ، وبصعوبة تم انتزاع جثة سائق شاحنة السكر ، كانت متجهة من الحوبان إلى مدينة تعز ، حيث هوت الشاحنة  في وادي سحيق ، ، في حادث مأساوي يتكرر بين فترة وأخرى  ،.

وحتى العام 2015م ، عام إندلاع الصراع المسلح في اليمن ، كانت محافظة تعز ترتبط بشبكة واسعة من الطرقات مع المحافظات ،
وذلك  لكونها تتوسط اليمن من جهة. ومن جهة أخرى لوجود وفرة  من الطلاب والكوادر من أبناء المحافظة يدرسون ويعملون في محافظات أخرى شمال وجنوب وشرق وغرب البلاد .

وصار هؤلاء اليوم ، كما آلمركبات والشاحنات الكبيرة يعبرون طرقا بديلة للطرق المعروفة ، و فضلا عن كونها بعيدة ،  هي أيضا منتهية الصلاحية ، كما أنها المنافذ الوحيدة للمدينة التي عبرها يتم تموين المحافظة بما تحتاجه من  المواد الغذائية والاستهلاكية والوقود والخضروات والفواكه ، كل ذلك بسبب الحصار الداخلي المفروض على  المدينة من قبل  جماعة الحوثي التي تسيطر على العاصمة صنعاء ومحافظات أخرى منذ العام 2015م

180 شخصا لقو حتفهم خلال عام واحد

وكشفت احصائية حديثة عن أرقام مخيفة لعدد ضحايا الحوادث المرورية في طريق هيجة العبد بتعز، المنفذ الوحيد للمحافظة المحاصرة من قبل جماعة الحوثي للعام الثامن على التوالي. 

الاحصائية التي نشرتها منظمة سام للحقوق والحريات، قالت إن أكثر من 180 شخصا توفوا وأصيبوا في حوادث سير بطريق هيجة العبد نتيجة تعرضها للخراب المستمر وذلك لغياب أعمال الصيانة عنها منذ سنوات طويلة. 

أسباب كوارث المرور في اليمن!

حسب تحذيرات الإدارة العامة للمرور  للسائقين فإن معظم أسباب حوادث المرور في اليمن تتركز فيما يلي :

_ طرق منتهية الصلاحية ، لا سيما الطرق البديلة التي يسلكها السائقون بسبب الحصار الداخلي للمدن

_ سائقي المركبات والشاحنات يقودون مركباتهم  ، رغم عدم اشباع حاجتهم من النوم
_ السرعة الجنونية التي يقودون بها سياراتهم الأمر الذي يحدث معه خلل في التوازن
_تعاطي القات اثناء القيادة في المسافات الطويلة
_ غياب الوعي المروري
_استخدام التلفون السيار أثناء القيادة

*الحلول ؟*

يقول خبراء المرور في اليمن ان من أهم الحلول للحد من كوارث المرور في البلاد في  الوقت الراهن ، هي إنهاء الحصار وفتح الطرق بين المدن ، علاوة على توسعة الطرق وصيانتها باستمرار وتنفيذها حسب المواصفات القياسية.

العودة الى عصر الحمير

ينصح احمد _ شاب يعمل قي إحدى الشركات الخاصة ب العاصمة المؤقتة عدن  بالعودة الى بركوب الحمير والجمال  بدلا من التنقل عبر طرق الموت حد وصفه !

يضيف : الحرب من جهة وطرق اليمن من جهة ، والجوع ظن جهة أخرى .. إلى متى على هذا الحال ؟


ويرى سام 25 عاما _ سائق باص أجرة خط تعز _عدن أن طرقات اليمن لم تعد صالحة ، وأن المرور بالمركبات مجازفة ومغامرة ، ويضيف: سيارتنا في اليمن تحمل الفقراء وامتعتهم وليست للاستعراض والتفحيط كما هو الحال في دول الخليج


حوادث الطرق المرعبة دفعت اليمنيين للبقاء في مدنهم 


حاى عهد قريب كان يزحف آلاف الناس صوب القرى لتمضية أيام الأعياد والمناسبات بين الأهل والأصدقاء ،وتصبح الطرق كخلية نحل ، لكن حوادث الطرق المرعبة في سنوات الحرب ، ومع حصار المدن ، لا سيما مدينة تعز ، فضل الكثير البقاء في منازلهم أو مقرات أعمالهم عن أن يزورون المدن الأخرى أو يزورون أهاليهم خلال أيام العيد والمناسبات المختلفة


يقول محمد - 35 عاما- أب لستة اطفال أنه قرر أن يبقى في مقر عمله في مدينة عدن ، والسبب أخبار حوادث السير التي تتكرر كل يوم , خاصةً في طريق هيجة العبد والقبيطة والاقروض


أما نبيل – 28 عاماً- من أهالي محافظة اب ، يعمل في مطعم بالعاصمة صنعاء فيقول أنه عدل عن السفر الى القرية وفضل البقاء في صنعاء ,بعد اتصال من أسرته التي طلبت منه البقاء حيث يكون ، بسبب أخبار طرق الموت البديلة في اليمن


مشاهير قضو بسبب حوادث السير*


*تسجل الذاكرة الشعبية ان العديد من المشاهير في اليمن قضو بحوادث مرورية على طرقات الموت فب في اليمن ومن هؤلاء :*


*مجاهد ابو شوارب- من ابرز قيادات الدولة ومناضل كبير*

*يحي المتوكل- مسئول حزبي ومناضل كبير*

*الدكتور عبد العزيز السقاف - رئيس تحرير يمن تايمز *

*حميد شحرة حمود الدخين- عضو مجلسنواب *

*احمد بن احمد قاسم -موسيقار*

*فهيم العبسي- صحفي*


وفي كل الأحوال تبقى الطرقات المنتهية الصلاحية ، لا سيما تلك البديلة للطرق المعروفة ، ومن ناحية أخرى ضيق مساحة الطرق وعدم وجود ارشادات مرورية كما هو الحال مع الطرق البديلة التي تعبر عبرها المركبات منذ إندلاع الحرب في العام 2015م .