إطلاق سراح رجب مناورة جديدة للحوثي جنوباً

  • منذ سنة - Wednesday 03 May 2023

إطلاق سراح رجب مناورة جديدة للحوثي جنوباً
رشا كافي
صحافية يمنية وناشطة سياسية-محررة  في AF

إطلاق سراح رجب مناورة جديدة للحوثي جنوباً

AF

في منتصف شهر إبريل الفائت جرت عملية تبادل أسرى بين طرفي الحكومة الشرعية اليمنية وجماعة الحوثي، في إطار تنفيذ إتفاق سويسرا كخطوة أولى تليها محادثات وخطوات قادمة للإفراج عما تبقى من الأسرى في سجون جماعة الحوثي والحكومة الشرعية.

أفضت المرحلة الأولى من تبادل الأسرى إلى خروج وزير الدفاع اليمني السابق في الحكومة الشرعية اللواء محمود الصبيحي واللواء ناصر هادي شقيق الرئيس السابق عبدربه منصور، وعدد من الشخصيات التي لها ثقل اجتماعي وإرتباطات سياسية مختلفة إلا أن هذه المرحلة أستثنت خروج اللواء فيصل رجب والذي تم أسره في مارس ٢٠١٥ وهو نفس اليوم الذي أسر فيه رفاقه الصبيحي وناصر هادي، مما أثار حالة إستهجان ورفض من مقبل أهالي ومحبي فيصل رجب وسط تبادل التهم بين طرفي الشرعية والحوثي.


 إذ صرح المتحدث الرسمي بأسم الوفد الحكومي في مفاوضات الأسرى والمختطفين/ماجد فضائل في تغريدة له على تويتر" بأن الوفد الحكومي طالب ومارس ضغوطات كثيرة بهدف إطلاق سراح اللواء فيصل ضمن الصفقة الأخيرة مع بقية الأربعة المشمولين بقرار مجلس الأمن، إلا أن الحوثي رفض رفض تام على عدم إخراجه أو مبادلته بأي شكل، إلا أنه بعد مفاوضات مضنية تم الإتفاق على أن يتم الإفراج عنه في المرحلة القادمة خلال هذا الشهر" .


في المقابل تحدث عبدالقادر المرتضى /رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى لدى جماعة الحوثي في مؤتمر صحفي قبل  أمس الأحد قال : " بتوجيهات من القائد عبدالملك الحوثي تم إطلاق سراح الأسير اللواء فيصل رجب إكراماً لوفد قبائل محافظة أبين ومن معهم من القبائل التي حضرت إلى صنعاء، وتابع: "نؤكد لقبائل أبين أن إسم اللواء فيصل رجب لم يكن ضمن صفقة التبادل المقبلة، وما تم نشره من أكاذيب كان هدفها إفشال مسعى الوفد الذي قدم إلى صنعاء".


وسط الإتهامات المتبادلة أثار إطلاق سراح اللواء رجب جدلاً كبيراً في الأوساط الاجتماعية خصوصاً بعد الإحتفاء به وتكريمه بمبلغ مالي وسلاح كلاشنكوف من قبل جماعة الحوثي التي كانت تعتقله، وهو ما أثار السخرية لدى شريحة كبيرة من الناس وكأن الرجل لم يكن معتقل لديهم منذ ثمان سنوات. 

يرى محللون بأن الجلبة التي صنعها الحوثي من إطلاق رجب قبل إخراج أسرى المرحلة القادمة والتي كانت ستشمله هي حركة إستباقية من قبل الجماعة، خصوصاً أن رجب يحمل ثقل عسكري كبير وله باع طويل في محاربة الجماعة خلال حروب صعدة الستة وهدفها من ذلك وضع موطئ قدم لها جنوباً وإستمالت أبناء محافظة أبين الجنوبية، التي لطالما عبر أبنائها عن تهميش قيادتهم في الجنوب من خلال البيانات التي أصدرت بأسم قبائل أبين عقب صفقة إطلاق سراح الأسرى في المرحلة الأولى التي لم تشمل إبن أبين اللواء رجب فضلاً عن عدم وجود تمثيل لهم داخل المجلس الانتقالي ،وهو ما يروه تهميش متعمد من قبل أبناء محافظة الضالع الذين يستحوذون على أعلى المناصب القيادية داخل المجلس الانتقالي ولديهم تمثيل جيد داخل الحكومة الشرعية.

 

 إستدعاء وإذكاء جذور الصراع البيني بين المحافظتين الواقعتين جنوب اليمن، والذي يعود إلى ما قبل حرب ١٩٨٦ في هذا التوقيت الذي يحاول فيه المجلس الانتقالي أن يكون مكون وحيد ومتماسك في الساحة الجنوبية كند قوي يوازي جماعة الحوثي هي لمصلحة جماعة الحوثي بالدرجة الأساسية، والتي تحاول جاهدة أن يكون لها يد في جنوب اليمن مقابل تفكك خصومها إلى أكثر من مكون بالإضافة إلى ضمانات مستقبلية لحصولها من نفط الجنوب.