بائعات الورد في اليمن.......رسل الحياة في وجه رسل الموت!

  • منذ سنة - Friday 02 September 2022

بائعات الورد في اليمن.......رسل الحياة في وجه رسل الموت!


على سفح "جبل صبر" بتعز، جنوب اليمن ثمة لغة للحب والسلام لا يزال يتقنها الصغار والكبار في زمن الحرب , لكن صناعة الحياة لغة يومية لسكان الجبل توارثونها جيلا بعد جيل , مهنة بيع الورد تقف صامدة في وجه كل رسل القبح والدمار 

كل صباح يصطفن نساء علي سفح الجبل بانتظار مركبة تقلهن الي مدينة تعز حيث يعرضن الورود والمشاقر لصناع الحياة وعشاق الجمال 

زراعة الورد 

زهرة : 50 عاما : تقول انها تعمل في هذه المهنة منذ ثلاثة عقود , وتأسف لكون مساحة زراعة الورد في جبل صبر بدات تختفي ؛ والسبب في رأي زهره غياب السياحة الداخلية والخارجية والامن المفقود منذ اندلاع الحرب عام ٢٠١٥

مهنة النساء 

وتري امنة 35 عاما : من سكان الجبل : ان مهنة بيع المشاقر والورد مهنة مناسبة للنساء افضل من بيع القات الذي يتطلب جهدا كبيرا ووقتا اطول , وتضيف : اشتري حزمة الورد ب200 ريال وابيعه ب400 ريال , وكل يوم وله ظروفه والحمد لله العمل افضل من البقاء في المنزل خاصة في مثل هذه الظروف الصعبة .

القات منافس 

وتتمنى "حسن 50 عاما " لو يتجه الناس في جبل صبر لزراعة الورد بدلا عن القات الذي ينافس زراعة الورد والزهور والمشاقر بشكل كبير , والقات نبات مخدر حساب تصنيف منظمة الصحة العالمية ،  تضيف حسن :. انا اعمل في هذه المهنة منذ عشر سنوات وكنت اعمل في بيع القات والرمان والفرسك ولكن الان تحولت الي هذه المهنه لانها اسهل وايسر ولا تتطلب زحاما في السو

مظاهر القبح 

لغة الورود هي لغة رومانسية, تكشف خبايا الصدور وهي لغة الحب والسلام , هكذا يعبر عن رأيه مجلي الصبري 55 عاما : ويضيف : احرص علي اقتناء الورد والمشاقر وهي عاده في قريتنا من زمان ولكنها بدات تندثر بفعل الافكار المتطرفة وتفشي مظاهر القبح علي حساب لغة الجمال

اصوات الديكة 

يرتفع " جبل صبر " عن مستوى سطح البحر بمقدار 2300 قدم ، وعلي صوت  الديكه  ؛ عند الخامسة فجرا يستيقظ سكان مدينة تعز , وما هي الا ساعة فقط حتى تري النسوة يحملن فوق رؤوسهن الجمال وادواته , هناك من تحمل الفرسك والرمان والكاذي والزيتون والقات والسمن والخبر البلدي والخوعة والحلص والحلبة واللوز وهناك من تحمل الورد والمشاقر 


  و حتى عهد قريب كانت النسوة في جبل صبر ومحافظة تعز بشكل عام يرتدين اللباس التقليدي المتوارث منذ قرون طويلة ، وهو لباس ملون ، يسمى ( الدمس )  يعكس روعة الطبيعة الخلابة المكسية بالخضرة وبكل مفردات الجمال ، مع غطاء رأس تسمى ( المقرمة ) مربوطة بحزمة ورد أو  باللهجة المحلية ( المشاقر ) ، ومع بداية التسعينات ، وانتشار المد الوهابي ، والجماعات الإسلامية المتشددة ، تراجع اللباس التقليدي النسوي ، وحل محله اللباس الأسود ( النقاب) في كثير من المناطق في اليمن ، في حين تمكنت نسوة صبر من امتصاص الهجمة المتطرفة ، ليحتفظن ببعض المشاقر على رؤوسهن ، ويطفن بالمدينة وعلى سفح الجبل كبائعات ورد للزوار ، في تحد واضح لرسل القبح والدمار