الصراع يشتد.. أزمة الانشقاقات تدق أبواب جماعة الإخوان المسلمين بلندن

  • العربية فيلكس
  • منذ سنة - Wednesday 22 March 2023

الصراع يشتد.. أزمة الانشقاقات تدق أبواب جماعة الإخوان المسلمين بلندن
هدير أبوالعلا
كاتبة صحافية مصرية- محررة الشأن العربي في AF

AF 


أثار تعيين جماعة الإخوان المسلمين "فرع لندن" قائما جديدا بأعمال المرشد خلفا للإبراهيم منير، الذي توفي في نوفمبر الماضي، تساؤلات حول تأثير ذلك على صراع الجبهات الذي تعيشه الجماعة، وتجلياته على الوضعية التي تعيشها منذ سنوات. 

وأعلنت جماعة الإخوان المسلمين "فرع لندن" الأحد الماضي اختيار صلاح عبدالحق قائمًا جديدا بأعمال المرشد خلفا لإبراهيم منير. 


وعبدالحق محسوب على ما يعرف بمجموعة القطبيين، نسبة إلى سيد قطب، حيث كان عضوًا بتنظيم 1965، وهو المتهم رقم 34 فيها مع سيد قطب وقيادات التنظيم.
وتنوعت آراء المختصين حول تأثيرات الخطوة السالفة الذكر على مستقبل الجماعة ووضعية الصراع المستمرة منذ سنوات خصوصا بين ما يعرف بجبهة لندن وجبهة إسطنبول.

استمرار الصراع 


في هذا السياق، رأى الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية هشام النجار أن الخطوة تكريس للانقسام الحاصل في صفوف الجماعة وابتعاد جديد عن لم شملها الممزق.
وقال النجار في تصريحات خاصة لـ العربية فيلكس: "الخطوة بحد ذاتها دليل على استمرار الصراع كونها تؤكد فشل التنظيم في التوافق على قائد عام يوحد التنظيم بكافة جبهاته تحت قيادته وبعد فترة فشلت فيها الأجنحة المتصارعة في توحيد الجبهات خلف قيادة واحدة وفقًا لصيغة تتوزع فيها الثروة والمناصب بين الجبهات المختلفة".
وأضاف: "اكتفت كل جبهة بتصعيد قائد تزعم أنه يمتلك شرعية قيادة الإخوان دون غيره وهذا بمثابة عودة للمربع الأول لصورة الصراع الذي كانت عليه حال الجماعة في وجود إبراهيم منير وأكثر من رأس قيادي".
غياب عن الواقع
وأشار النجار إلى أن الخطوة، التي اعتبرتها جبهة لندن نجاحا لها في اختيار قائد جديد، هي محض انعكاس للفشل الواقعة فيه والذي يتبلور في إبقاء انقسام الجماعة على نفسها.
وقال: "أرى أن ما تعتبره جبهة لندن نجاحًا في تولية قائد جديد لها هو انعكاس لفشل وعجز عن مواكبة التطورات والأحداث؛ فهو نقطة انطلاق لتجديد الصراعات والانقسامات فيما تبدو الجماعة معزولة عن التطورات سواء في مصر أو المنطقة العربية".
انكفاء
وأشار الباحث المصري إلى أن الخطوة تعكس أيضا انكفاء واضحا للجماعة على ذاتها وتعميق شروخها الداخلية وكأنها بمعزل عن مجريات الأحداث وتطوراتها لاسيما في الشرق الأوسط.
وقال: "الجماعة في حالة انكفاء على صراعاتها الداخلية وانقساماتها وهي متأخرة جدا عن التطورات المتسارعة بالإقليم؛ فهي بالكاد وبشق الأنفس استطاعت تسمية اسم قائد لمجموعة ضمن مجموعات متصارعة على القيادة في ظل جمود وبطء شديد في التحرك جعل الأحداث تتجاوزها بشكل كبير بالنظر لتطورات كبيرة ذات تأثير قوي على تيار الإسلام السياسي مثل تطوير العلاقات بين تركيا ومصر والاتفاق السعودي الإيراني فضلا عن الإجراءات التي تتخذها دول أوربية ضد نشاطات التنظيم".
وشرح: "الجماعة غائبة ومرفوضة ومنبوذة بالإقليم؛ فبعض الدول، والحديث هنا قد ينسحب على تركيا وقطر، لم تعد تقيم لها اعتبارًا أو تسند لها دورا وظيفيا بعد أن انخرطت في تحقيق مصالحها عبر علاقات طبيعية مع الدول العربية الفاعلة في الإقليم مثل مصر والسعودية والإمارات". 

دلالة التأخير


في السياق ذاته، رأى الباحث في شؤون الجماعات الدينية طارق أبو السعد أن تعيين جبهة لندن لمرشد جديد جاء متأخرا جدا؛ بالنظر إلى مرور نحو 5 أشهر على وفاة إبراهيم منير.
وقرأ الباحث المصري في دلالة هذا التأخير، في تصريحه لـ العربية فيلكس، أن "هناك خلافات حول استحقاق صلاح عبد الحق قيادة الإخوان داخل جبهة لندن نفسها، والتي تسعى أن تكون هي الإخوان". 
وقال إن "التعيين جاء عبر وصية منير؛ لأنه لا يثق إلا في جيله من الإخوان والذين كانوا معه في تنظيم 1965"، مشيرا إلى أن "تعين صلاح سيزيد من الخلافات بين الإخوان وحتى بين جبهة لندن نفسها".
ولفت أبو السعد إلى أن "جبهة محمود حسين (إسطنبول) رفضت هذا التعيين وادعت أنهم منشقون ولا يحق لهم الحديث باسم الاخوان، كما سخرت ما تعرف بجبهة المكتب العام أو الكماليون من تعيين عبدالحق".
مهام صعبة
ونوه طارق أبو السعد إلى أن "أمام صلاح (مرشد لندن الجديد) العديد من المهام الصعبة إذا أراد للجماعة الخروج من أزمتها الحالية؛ ومنها (أزمة) المسجونين ومشكلة الانشقاق، بالإضافة إلى إعادة خطاب الجماعة بعيدًا عن الأكلاشيهات التقليدية".
كما رأى أن من بين التحديات أيضا "إعادة تموضع الجماعة في السياسة وفي العمل العام وعلاقات الجماعة بأفرعها حول العالم".
واختتم تصريحه بالقول: "المؤكد أن تعين صلاح لن يحل أزمة الإخوان ولن يعقدها أكثر مما هي عليه