الرئيسية المواضيع تدوير الزوايا

ما هو مستقبل حزب الإصلاح في اليمن؟

  • العربية السعيدة
  • منذ سنة - Tuesday 07 March 2023

ما هو مستقبل حزب الإصلاح في اليمن؟
هدير أبوالعلا
كاتبة صحافية مصرية- محررة الشأن العربي في AF

ِِAF

بعد انهيار نفوذه السياسي، وتآكل مراكزه العسكرية، وتراجع أعداد حلفائه في شتى بقاع اليمن، أصبح حزب الإصلاح اليمني عالقا بين خيارات ضيقة، أقربها الانسحاب من المشهد اليمني.

يرى خبراء ومراقبون للملف اليمني، أن حزب الإصلاح اليمني كان يلهث خلف مصالحه الشخصية فقط طوال السنوات الماضية، فبعد نبذ وطرد الجماعات الإخوانية من بلدان عدة أصبحت الدول المفككة أقرب طريق لهم، موضحين أن المستور انكشف وتعرى الحزب الإخواني من صورته وأوشكت نهايته على الاقتراب. 

بينما يرى موالين وحلفاء لحزب الإصلاح، أن الحزب سيظل مستمرا في مسيرته وتفككه أمر مستبعد.. فما هو مستقبل حزب الإصلاح اليمني؟

حزب الإصلاح انتهز ثورة 2011 

يقول الخبير العسكري والاستراتيجي اليمني، العميد ثابت حسين، إن حزب التجمع اليمني للإصلاح تعامل مع الأحداث بانتهازية منذ 2011، فهو يعتبر السلطة ملك خاص به بحيث سيطر على كل مفاصل الدولة وسيطر بصورة أكبر بسبب ضعف الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي.

وأضاف في حديثه خلال حوار متلفز، أن الرئيس هادي كان عبارة عن رئيس شكلي، لذلك انتهز حزب الإصلاح هذه الفرصة وسيطر على كل شيء، وأيد تدخل التحالف العربي في البداية، ظنا منه أن التحالف سيحسم المعركة سريعا، وسيكون هو بديل للحوثيين.

وأشار الخبير العسكري، إلى أن داخل حزب الإصلاح فاسدون كبار اعتبروا الحرب بالنسبة لهم فرصة للتكسب والغنى وفرصة لترتيب الأوضاع، ما يعني عمليا، الإصلاح لم يحارب الحوثيين بجدية على الإطلاق، كان كل حربه إما موجهة ضد الجنوبيين، وإما عبارة عن إثبات حضور وابتزاز

خسارة السلطة

 

من جانبه، يقول العميد جمال الهلالي الخبير العسكري الجنوبي، إن الإصلاح خسر السلطة في اليمن بعد إزاحة نائب رئيس الجمهورية علي محسن الأحمر، الذي توجه له أصابع الاتهام بدعم الجماعات المتطرفة لزعزعة الأمن والاستقرار في اليمن.

وأضاف، أنه خلال السنوات الثمان الماضية دعم حزب الإصلاح جماعة أنصار الله بمعلومات عن التحالف وتحركات قوات الشرعية والتحالف، مما ساعد الحوثيين في استهداف قوات التحالف وقيادات من الجيش والأمن، خاصة القيادات العسكرية أمثال القائد أبو اليمامة، وكذلك أحمد سيف اليافعي ومحافظ محافظة عدن 

إزاحة حزب الإصلاح من المشهد اليمني 

وتابع الهلالي: مؤخرا انكشف عداء الإصلاح للتحالف، وفعلا تم إزاحته من المشهد اليمني والمتمثل بـ علي محسن الأحمر، لهذا يقوم الإصلاح بكل الوسائل والطرق لعرقلة جهود التحالف العربي وذلك من خلال تواصل قيادات الإصلاح مع الحوثي، وكذلك مع بعض الدول الأخرى التي تعادي دول التحالف العربي. 

وأشار الخبير العسكري إلى أن حزب الإصلاح يلهث وراء مصالحه فقط، ولا يهمه شعب اليمن واستقراره وازدهاره واعتقادي أن نهاية هذا الحزب باتت وشيكة وقياداته ليس لها وجود على أرض اليمن، فهي بحثت عن مصالحها وهي خارج اليمن وانكشف أمرها ولا يوجد لديهم حاضنة شعبية على أرض الواقع وتدريجيا سوف ينتهي ويزول هذا الحزب. 

 

تفكك حزب الإصلاح سيناريو مستبعد 

 

وكان لـ الباحث في الشأن اليمني الدكتور مسعد ضيف  الله مثنى، رأي مختلف، قائلا إن سيناريو تفكك حزب الإصلاح الاقتصادي هو من ضمن السيناريوهات المستبعدة، ويصعب تحققه لأنه يفترض انتصارا كبيرا لإيران في اليمن، وحصول تقسيم مدعوم سعوديا، فالعوامل التي قد تؤدي إلى انقسام حزب الإصلاح يقيسها مدى تمكن الحوثيين المدعومين من إيران من السيطرة على الشمال، والمجلس الانتقالي المدعوم من الإمارات على الجنوب، وقبول السعودية التعامل مع واقع التقسيم ودعمه في مقابل إنهاء دعم الشرعية، وحصول ضعف وانقسام في بنية الإصلاح.

وأكد من خلال ورقة بحثية له، أنه لو حصلت كل هذه العوامل ستكون مبررا لتفكك الحزب وتوجه قيادات اصلاحية في الخارج إلى انشاء تيار سياسي جديد، فيما التيار القبلي في الاصلاح والتيار الديني، بالذات أعضاء الاصلاح الموجودين في مناطق خاضعة لجماعة الحوثي أو المجلس الانتقالي كل منهم سيعلن عن تيار سياسي خاص به يتلاءم مع المرحلة، كما ستسعى الدول المتصارعة في اليمن لاستقطاب بعض مكونات الحزب وتشكيل تيارات موالية لها، لكن الأخطر هنا أن يتحول أعضاؤه المنخرطون في القتال ضمن قوات الشرعية والمقاومة إلى تيار مسلح لا يخضع للقيادة السياسية.

 وأضاف، أن السيناريو الأقوى الذي يتجه الإصلاح لتحقيقه، البقاء على التحالفات المحلية المرتبطة بالشرعية والأحزاب السياسية، وتلك الاقليمية المرتبطة بالسعودية قائدة التحالف العربي، مع بعض الإصلاحات في العلاقة.

ولفت، إلى أنه قد تدفع قيادة الحزب ببعض شبابها للمساهمة في تحمل بعض الملفات خاصة ذات الارتباط بسمعة الحزب الدولية، مثل ملفات الاعلام والسياسة والعلاقات الدولية، وأيضا في بعض الملفات الميدانية والتنظيمية ذات الارتباط الكبير بشباب الحزب المنخرطين في المقاومة والموجودين  في المناطق التي تحت سيطرة الحكومة اليمنية، أو المعنية بالاهتمام الفكري لشباب الحزب في المناطق التي تحت سيطرة  جماعة الحوثي في الشمال أو المجلس الانتقالي في الجنوب.