كيف تدير المملكة العربية السعودية الملف اليمني؟

  • العربية السعيدة
  • منذ سنة - Wednesday 01 March 2023

كيف تدير المملكة العربية السعودية الملف اليمني؟
هدير أبوالعلا
كاتبة صحافية مصرية- محررة الشأن العربي في AF

AF 

تمتلك المملكة العربية السعودية، مفاتيح اللعبة في الملف اليمني لإنهاء الصراع الذي دام لأكثر من 11 عاما، فالرياض تدير الملف اليمني بشكل كامل مع جارتها الإمارات، كما أنها تتعاطى وتتعامل مع الأطراف في اليمن بدرجات مختلفة ومتفاوتة، فبعضهم من موالين بن سلمان والآخر من موالين وتابعين الإمارات، ليشتد الصراع الداخلي بين كافة الإطراف. 

 

في هذا الشأن يقول الباحث في الشؤون العربية محمود غريب، خلال تصريحات لـ العربية السعيدة، إن المكونات الفاعلة في المشهد اليمني، يمكن تقسيمها لأربع أطراف، الحوثيين، وحزب الإصلاح، والانتقالي الجنوبي، وجماعة طارق صالح. 
وأكد، أن الانتقالي الجنوبي، هو مدعوم وموالي للامارات، في مقابل حزب الإصلاح، وهو ظهير سياسي للإخوان وموالي للسعودية، أما جماعة الحوثيين معاديين للإمارات والسعودية، ولكن جماعة طارق صالح يتحركون وفقا لمصالحهم، فنراهم في مرحلة من المراحل مع السعودية وفي مرحلة أخرى في صف الامارات، والشاهد هو أن الاطراف باستثناء الحوثيين تحركهم دوافع سياسية واقتصادية. 
وأوضح أنه عندما تتوافر مصلحة التمكين السياسي للإمارات يذهبون في ضفهم، وكذلك الحال مع السعودية. 
وأكد، أن  الحالة الاقتصادية في اليمن مستباحة للسعودية والامارات من خلال القوى الفاعلة في اليمن للتحقيق مصالح، موضحا أن  أمراء الحرب في اليمن يمتلكون بيزنس كبير بالاشتراك مع الامارات والسعودية.
وأوضح أن السعودية تدخلت السعودية بقوة في هذا الملف لأسباب كثيرة منها البعد الامني السياسي، والمطامع في اليمن، لذلك، أن هناك فرص يمكن تخلقها السعودية لحل.
وأكد أن السعودية في حال تخلصها من أسبابها السلبية للحرب اليمنية، يمكنها أن تجد مقاربة للحل السياسي وحل الأزمة اليمنية، موضحا أنه إذا التقت مصالح كل من السعودية وايران ووصلوا معا إلى حل ستنتهي، لأن حل الأزمة من الخارج وليس من الأطراف الداخلية في اليمن. 


خلافات داخلية على تقسيم اليمن.. الرياض تتبنى رعاية التوافق بين مختلف الفرقاء 


قال المحلل والناشط السياسي الجنوبي عيضه بن لعسم، خلال حديثه مع  "العربية السعيدة"، إن الرياض تتبنى رعاية التوافق والتفاهمات بين مختلف الفرقاء في اليمن؛ موضحا أن ذلك يتجسد في مشاورات مجلس التعاون الخليجي ورعاية اتفاق الرياض بين قوى الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي. 
وأوضح المحلل والناشط السياسي، أنه تمخض عن مشاورات التي رعتها الرياض تشكيل مجلس القيادة الرئاسة من ثمانية أعضاء لهم ثقل سياسي وعسكري وقبلي.

ولفت، إلى أن الحالة اليمنية معقدة للغاية ومتشعبة وتتصدر قضية شعب الجنوب المطالب باستعادة الدولة الجنوبية بحدود ما قبل عام ١٩٩٠، موضحا أن تصريحات رئيس مجلس القيادة الأخيرة عن "تأجيل" حل القضية الجنوبية أثار ردود فعل غاضبة في الشارع الجنوبي؛ واعتبره جنوبيون كُثُر انقلابا على مخرجات مشاورات مجلس التعاون الخليجي واتفاق الرياض.


وأوضح، أن دور السعودية الفعال في الحفاظ على التوازن في الساحة اليمنية خصوصا بالشمال وحّد إلى حد ما القوى ولو ظاهريا لمواجهة المشروع الإيراني باليمن ممثلا بالانقلاب الحوثي.


وأشار، إلى أنه تلاشى دور الإصلاح على مستوى صنع القرار بالشرعية وبقي طارق صالح وقوات حراس الجمهورية المكون اليمني بقوة عسكرية بعد أن عبث الإخوان المسلمين بجيش الشرعية وسلموا سلاح التحالف العربي لجماعة  الحوثي في مواضع كثيرة.

 


وأوضح، أن المفاوضات بين الرياض والحوثيين ليست وليدة اللحظة فقد شهدت السنوات الماضية مباحثات بين الطرفين لإطلاق أسرى من الجانبين وترتيبات أخرى. 


ولفت إلى، أن المجلس الانتقالي الجنوبي أثبت صلابة موقفه في دحر المشروع الحوثي وتخوض قواته حربا شرسة ضد الإرهاب في الجنوب بعد هزيمة الحوثيين؛ ما جعله موضع ثقة للتحالف العربي، وأضفى لنفسه شرعية على الأرض لنيل ثقة اللاعبين الدوليين.  


مساعي لضم الحوثيين.. كيف تدير السعودية الملف اليمني؟ 

 
من جتهه يرى الدكتور علي الخشيبان المحلل السياسي السعودي، أن السعودية هي المسؤول الأكبر في جزيرة العرب بغض النظر عن كل الاعتبارات أو المحاولات الهادفة لتغيير هذه المعادلة، السعودية وعطفا على كل تلك التحولات السائدة في المنطقة تجد نفسها اليوم مضطرة الى أن يتفهم الجميع دورها كدولة كبرى فاعلة في هذه المنطقة وحساباتها السياسية من جميع الاطراف المحيطة سواء ايران او غيرها لابد وان تؤخذ بالحسبان. 


وأكد، أن سؤال ماذا تريد السعودية من اليمن ينطوي على فكرة ان السعودية التي تتربع على قواعد السياسة والاقتصاد والجغرافيا والتاريخ في الجزيرة العربية ترغب في صناعة الاستقرار في جنوب الجزيرة العربية وأغلاق الفرص أمام اي شكل من الاطماع الاستراتيجية التي يمكن للأزمة اليمنية ان تفتحها امام الاخرين سواء دولا او غيرها ومن اهمهم بالتأكيد إيران.

 

ولفت، إلى أن السعودية لاتريد لليمن أن يكون بوابة عبور لإيران مهما كان الثمن وعلى إيران ان تدرك ان الحوثيين ومهما كان موقعهم يجب ان يتحولوا الى جزء طبيعي في الخارطة السياسية اليمنية دون اي تميز، السعودية وعبر هذه التجربة العسكرية في اليمن تدرك ان حلفاءها الكبار يجب ان يدركوا احقيتها في الدفاع عن حدودها وإتخاذ القرارات العسكرية التي تخدم الأمن القومي للسعودية والامن الإقليمي للمنطقة، بعد هذه السنوات من الحرب اصبح من الواضح للجميع ان الرسالة السعودية تتكون من ثلاث زوايا:

الأولى انه من غير المسموح لإيران ومليشياتها الحوثية بالسيطرة على اليمن

ثانيا أن الامن القومي السعودي مرتبط بالاستقرار السياسي في اليمن، ثالثا الا يتحول اليمن الى بوابة عبور نحو الجزيرة العربية.