الإنترنت الجيد يقلل البطالة

  • العربية فيلكس
  • منذ سنة - Sunday 01 January 2023

الإنترنت الجيد يقلل البطالة
هدير أبوالعلا
كاتبة صحافية مصرية- محررة الشأن العربي في AF

AF

في الوقت الراهن، أصبح العمل عن بعد الخيار الأكثر مرونة للشركات التي ترغب في الحصول على أفضل المواهب العالمية بأقل التكاليف، وتوفير نفقات البنية التحتية، مع زيادة الإنتاجية وتحسين الاحتفاظ بالموظفين. 

“في يوم من الأيام، ستكون المكاتب شيئًا من الماضي”، هذه النظرية التي يعتمدها رجل الأعمال والملياردير الأمريكي ريتشارد برانسون، والذي أثبتت صحتها جائحة كورونا واتباع العديد من الشركات لنظام العمل عن بعد. 

إذ كشفت إحدى الدراسات أنّ  70% من الموظفين يعملون عن بعد مرة واحدة أسبوعيًا على الأقل على مستوى العالم، وأكثر من 50% منهم يعملون عن بعد لأكثر من 3 أيام أسبوعيًا. 
وللعمل عن بعد عدة مميزات ولكنه يواجه عقبات بالجملة في بلد مثل اليمن، وبالرغم من أنه من ضمن حلول البطالة، إلا أن مشاكل البنية التحتية تعيق نجاح هذه العملية. 

الانترنت الجيد يساهم في تقليل البطالة 


في هذا الصدد تخبر مهندسة الأي تي والبرمجة اليمينة، عنود محمد Anod Mohamed لـ ARABIA FEIX، عن أبرز المشكلات التي تواجه قطاع النت في اليمن وكيف يمكن للإنترنت الجيد أن يحل مشكلة البطالة. 
وقالت عنود محمد ، إن هناك عدة عقبات تواجه هذا القطاع الهام وهي أن الإنترنت في المدن والقرى اليمنية لا يتحمل الضغط، مؤكدا أنها لا تستطيع العمل في أوقات معينة مثل وقت الظهيرة الذي يتزامن في أغلب الوقت مع انتهاء الدوام اللدراسي أو عودة الموظفين من عملهم والشبكات في اليمن لا تتحمل الضغط. 
وأوضحت مهندسة الاي تي، أن  شركات النت في اليمن هي شركات صغيرة داخلية تعتمد في عملها على الشركات الخارجية، ولا يوجد أي تحديث للبينة التحتية للنت ليتحمل الضغوطات. 

العمل عن بعد يزيد الإنتاجية 

وأكدت المهندسة اليمنية، أن الانترنت يتشطيع حل مشكلة البطالة، موضحة أن نظام العمل عن بعد الذي اتبعته الدول جميعها خاصة أيام ذروة كورونا، قد نجح بشكل كبير حيث حقق الموظفين تارجيت عمل أكبر بكثر من الحضور للمكتب. 

ولفتت إلى أن هذا النظام لا يمكنه النجاح في ظل وجود إنترنت سيء، موضحة أن العمل عن بعد بمنزلة نظام عمل يسمّح للموظف بالعمل من منزله أو من أيّ مكان أخر خارج مقر الشركة. 

 


ما هي مزايا العمل عن بعد؟

وأكدت أن هناك مزايا كثيرة تحصل عليها الشركات عند تبنيها أسلوب العمل عن بعد، وتتنوع بين المزايا المادية المباشرة التي تتمثل في زيادة الإنتاجية أو تحسينها عبر توظيف الكفاءات العالية والنادرة، إذ أن العنصر البشري هو العامل الأساسي في نجاح أيّ شركة أو مشروع، ولعل أكبر إضافة تحصل عليها الشركة من اعتماد التوظيف عن بعد، هو أنّه يتيح لها توظيف الكفاءات من أي مكان في العالم، دون التقيّد بالمنطقة الجغرافية التي تنشط فيها الشركة 

 وأوضحت أن للعمل عن بعد باستخدام الانترنت خاصة في دول مثل اليمن له مميزات عدة أبرزها، زيادة الإنتاجية، و الرضا الوظيفي، والمرونة في الإدارة، بالإضافة إلى التكاليف الأقل على كل من الشركة والموظفين. 
 

أزمة في الانترنت باليمن 


عند بدء المظاهرات في اليمن في عام 2011، أصبحت ملكيّة خدمات وشركات الاتصالات مسألة سياسية، ووجدت الجهات التي تقدّم خدمات الاتصالات نفسها في صعوبات جمّة فيما يتعلّق بمواصلة إسداء الخدمات نظرا إلى الاضطرابات المدنية القائمة والتفجيرات العشوائية في البلاد علاوة على انقطاع الكهرباء والمزاعم المرتبطة بالأعمال التخريبية المتعمّدة التي استهدفت معدّات الألياف الضوئية. 

وبدأت أسعار الانترنت في الارتفاع بشكل كبير خلال السنوات الماضية حتى الان. 


وقد مرّ سعر إحدى باقات الإنترنت التي تحظى بشعبية كبيرة من 115 دولار أمريكي مقابل سعة 450 غيغابايت إلى 160 دولار أمريكي مقابل سعة 400 غيغابايت أو 105 دولار أمريكي مقابل سعة 200 غيغابايت، وهذا ما يمثّل زيادة بـ50%. 
لم تحظ هذه الأسعار الباهظة بشعبية خاصة في ظلّ أزمة كوفيد-19، وبالتالي، أطلقت إحدى النقابات الوطنية التي تُعنى بالشبكات في اليمن حملة على مواقع التواصل الاجتماعي ضد شركات الاتصالات باستخدام هاشتاغ يمن نت… ضد المواطن”. 

الفرص الضائعة

عانى العديد من الاشخاص في اليمن، بسبب انقطاع التيار الكهربائي المتكرر والذي إلى تفاقم مشاكل الإنترنت في اليمن.

انقطاع الكهرباء يعمق أزمة الانترنت والعمل عن بعد 

 


وعندما أغلقت المكاتب ومقاهي الإنترنت بسبب القتال أو قيود COVID-19، كان على الناس العمل من المنزل، ولكن انقطاع الكهرباء الذي يمكن أن يستمر  لأكثر من 20 ساعة، عرقل الأمر.

ووفقا لحديث العديد من الشباب اليمنين، الذين أكدوا أنهم حاولوا 
 الذهاب إلى الفنادق للحصول على الإنترنت والكهرباء، لكن الجلوس في الردهة يكلفهم الكثير.


النت اليمني أبطأ انترنت في العالم 

 


تتمتع اليمن بأبطأ سرعة إنترنت في العالم، وفقا لخدمة تحليل الويب SpeedTest، بمتوسط سرعة تنزيل يبلغ 53. ميغابايت في الثانية. أما الأبطأ التالي، في تركمانستان، فهو أسرع بست مرات.

معدلات انتشار الإنترنت منخفضة أيضا، ما يزيد قليلا عن ربع اليمنيين لديهم إمكانية الوصول إلى الإنترنت، مقارنة بمتوسط ثلاثة أرباع في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وفقا لتقرير عام 2022 عن البلاد من قبل المكتبة المرجعية عبر الإنترنت DataReportal.

كما أن اليمين يدفعون أعلى معدل في المنطقة عند 16 دولارا لكل غيغابايت، مقارنة بحوالي دولار واحد في البلدان المجاورة.

ويرجع ذلك إلى البنية التحتية القديمة للإنترنت التي لم تتم صيانتها والتي تضررت بسبب أكثر من سبع سنوات من الصراع، والانخفاض الحاد في قيمة العملة المحلية الذي حد بشدة من القوة الشرائية في الأشهر الأخيرة، أصبح الاتصال بالإنترنت أكثر صعوبة في المناطق الريفية.