أرض الخوف.. مقتل طفل يمني كل يوم والأطفال: قلقون وخائفون بالرغم من الهدنة

  • العربية فيلكس
  • منذ سنة - Wednesday 23 November 2022

أرض الخوف.. مقتل طفل يمني كل يوم والأطفال: قلقون وخائفون بالرغم من الهدنة
هدير أبوالعلا
كاتبة صحافية مصرية- محررة الشأن العربي في AF

AF  

خلفت سنوات الحرب في اليمن خلال السنوات الماضية العديد من الدمار والأذى النفسي للأطفال، فبعد ما سلبتهم طفولتهم وحقهم الأساسي في الحياة، وزعزعت أمنهم يتعرض الأطفال حاليا وبالرغم من الهدنة للقتل والتشويه والإيذاء وإجبارهم على القلق بشأن البقاء في بلدهم كل يوم. 

يُقتل طفل يمني كل يوم  

ومن جهتها قالت منظمة العالمية لإنقاذ الطفولة، إن الأطفال في اليمن يطالبون الأطراف المتحاربة بإعادة الالتزام بمنع الهجمات والعنف ضد المدنيين، حيث يتصاعد الصراع مع مقتل أو إصابة طفل واحد في المتوسط كل يوم هذا العام، بسبب الانفلات الأمني وامتلاك العديد من الأشخاص الأسلحة. 

أخبر أطفال من تعز منظمة إنقاذ الطفولة، أنه منذ انتهاء الهدنة التي قادتها الأمم المتحدة لمدة ستة أشهر في أكتوبر، فإنهم يخشون باستمرار على حياتهم عندما يلعبون في الخارج أو يسيرون إلى المدرسة، والسلامة هي أكثر اهتماماتهم إلحاحًا.  

قالت ديانا  14 سنة، من تعز: "قبل الهدنة، كانت أذهاننا دائمًا في حالة تأهب قصوى، ونتخيل أن قذيفة قد تسقط في أي لحظة، ولم  نشعر أبدًا بالأمان ومع ذلك، خلال الهدنة شعرنا بالأمان في الخروج واللعب وكذلك الذهاب إلى المدرسة والدراسة، وكنا نعلم أنه لن يحدث شيء لأن هناك هدنة". 

على الرغم من المكاسب الإيجابية التي تحققت للأطفال خلال الهدنة على مستوى البلاد، فقد قتل أو جرح أكثر من 330 طفلاً يمنيًا في الحرب حتى الآن هذا العام. 

وكان زعماء العالم ، وفعوا في وقت سابق إعلانًا تاريخيًا لفرض قيود على استخدام الأسلحة المتفجرة  في المناطق المأهولة بالسكان لتقليل الأضرار المدنية وتقديم المساعدة للضحايا والمجتمعات المتضررة. 

اتسم الصراع في اليمن بالاستخدام المكثف للأسلحة المتفجرة، بما في ذلك آلاف الغارات الجوية وقذائف المدفعية والهاون، فضلاً عن الألغام الأرضية وغيرها من الذخائر المتفجرة.  

 


وتسببت هذه الأنواع من التكتيكات في إلحاق أضرار جسيمة بالأطفال، مما أدى إلى وفيات وإصابات وإعاقات مدى الحياة وتدمير البنية التحتية المدنية. 

الأطفال في اليمن يعبرون عن مخاوفهم 

ومن جهتها قالت ربا  التي تبلغ 17 عاما، من تعز، "كل شيء محاط بالخوف، بغض النظر عما نفعله حاليا، نحن خائفون، لا يمكننا اللعب أو الدراسة أو الخروج دون خوف  نحن دائمًا قلقون بشأن سقوط القذائف أو اندلاع إطلاق النار، فنحن لا نأمن أبدًا".

"لا يمكن أن يكون هناك أي مبرر لقتل الأطفال أو الإساءة إليهم، ويجب على العالم أن يتحرك الآن  لوقف الإفلات من العقاب على هذه الجرائم، فمستقبل اليمن يعتمدعلى أبنائه، وسلامتهم وهي المؤشرات الحقيقية للسلام والاستقرار، و يجب أن نستمع إلى أصوات الأطفال مثل ربا وديانا وأن نعمل جنبًا إلى جنب معهم للاستثمار بشكل كامل في تشكيل غد أفضل ". 

المبعوث الأممي إلى اليمن يعلن تمديد الهدنة شهرين إضافيَّين


وكانت  الأمم المتحدة أعلنت في مطلع نوفمبر الجاري، نقلا عن مبعوثها إلى اليمن، هانس غروندبرغ، أنّ الأطراف المتحاربة وافقت على تمديد الهدنة شهرين إضافيَّين، وفقاً للشروط نفسها.

وقال غروندبرغ إنّ "الطرفين (صنعاء والتحالف السعودي) اتفقا على تمديد الهدنة شهرين إضافيَّين، وهذا التمديد يشمل التزاماً بشأن استمرار المفاوضات بُغية التوصل إلى اتفاق هدنة موسَّع في أسرعِ وقتٍ ممكن".

وأضاف أنّ "الهدنة الموسّعة ستتيح فتح وجهات إضافية من مطار صنعاء الدولي وإليه، وتوفير الوقود المنتظم وتدفقه إلى ميناء الحُدَيْدَة".

ولفت إلى أنّ "اقتراح الهدنة الموسّع سيتيح المجال للتوصل إلى اتفاقٍ بشأن آلية صرف شفافة وفعالة لدفع رواتب موظفي الخدمة المدنية والمتقاعدين المدنيين بانتظام وفتح الطرقات في تعز والمحافظات الأخرى".

وأشار إلى أنّه "ما زال الهدف الرئيسي من الهدنة الحالية توفير انفراجة ملموسة للمدنيين في البنود التي تتضمنها الهدنة، وإيجاد بيئة مواتية لبلوغ تسوية سلمية للنِّزاع من خلال عملية سياسية شاملة".

وعوّل غروندبرغ على "التعاون المستمر للأطراف من أجل الوفاء بالتزاماتها، وتنفيذ جميع عناصر الهدنة، والتفاوض بحسن نية للوصول إلى اتفاق هدنة موسَّع ولوضع اليمن على مسار السلام المستدام".

يُذكَر أنّ الهدنة المعلنة بين التحالف السعودي وحكومة صنعاء دخلت حيّزَ التنفيذ، في 2 أبريل الماضي، وجرى تمديدها قبل التمديد الحالي بتاريخ 2 يونيو الماضي.