المسيرات: سلاح الحرس الثوري الاخطر ..من اليمن لصحراء المغرب مرورواً بفلسطين..واخرها اوكرانيا..بسبب العقوبات على سلاح الجو الايراني.. أصبحت المسيرات الايرانية الاشهر عالمياً

  • تقارير خاصة
  • منذ سنة - Monday 31 October 2022

المسيرات: سلاح الحرس الثوري الاخطر ..من اليمن لصحراء المغرب مرورواً بفلسطين..واخرها اوكرانيا..بسبب العقوبات على سلاح الجو الايراني.. أصبحت المسيرات الايرانية الاشهر عالمياً
AF متابعات
متابعات عبر وكالات الانباء 

 

هل الطائرات الايرانية المسيرة عالية الدقة والكفاءة لهذه الدرجة لتطلبها روسيا، ماهي قدرتها الحقيقة، نقاط قوها وضعفها، وترتيبها العالمي،  هذه الطائرات شاهد ١ و ٢ والتي بدأت ايران تصنيعها، بعد الحرب العراقية، عبر وزارة الدفاع والتصنيع الحربي، وشاركت عدد من الشركات الايرانية والجامعات بمجال التصنيع والتطوير الحرب، حتى تتمكن ايران من الاعتماد الكلي على الخبرات الايرانية في هذا المجال 

فقد كانت ايران قبل الثورة تستخدم السلاح الامريكي والاوروبي ، لكنها بعد الثورة  وبدء حكم نظام معادي للغرب، اردات ان تملك سلاحها وتكلنوجيتها الدفاعية الخاصة، كخطة استراتيجة تمكنها من المواجهة العسكرية دون الحاجة للاعتماد على الغرب.

 


فقد استخدمت طائرات الرافال الفرنسية التي كان يملكها الجيش الايراني ، لتستخدمها في الحرب العراقية الإيرانية، للتجسس، لكن افتقد الإيرانيون أهم وسيلة موثوقة للحصول على معلومات عن مواقع القوات العراقية في ساحة المعركة.

 ولذلك، قام الحرس الثوري الإيراني بعدها ، بأخذ بعض هواة صناعة الطائرات المسيَّرة، التي كانت عبارة عن مسيَّرات بسيطة تطير بسرعة وارتفاع منخفض جدًا ومزودة بكاميرات عادية، إلى جبهات القتال، لتجريبها على أرض الواقع؛ حيث تم التعاون مع مصمميها لحل عيوب هذه الطائرات التي كانت لبنة الأساس في مشروع صناعة الطائرات المسيَّرة الإيرانية

 

اذا  بدأت ايران بصناعة الطائرات المسيرة مع الحرب العراقية بداية الثمانيات، ولم تكن تنوي وقتها تصنيعها للبيع، ولكن اليوم بعد اربع. عقود، اصبحت هذه الطائرات مطلوبة من دول وجماعات وكيانات كثيرة حول العالم، اخرها ما تم كشفه في اوكرانيا، من استخدام روسيا لطائرات شاهد الايرانية، والتي انكرت روسيا شرائها من ايران مباشرة، وتقول تقارير اعلامية ان الصفقة تمت عبر دولة ثالثة.

تلاش 1 (باللغة العربية تعني مسعى رقم 1) أول طائرة مسيَّرة إيرانية يتم تصنيعها ضمن هذا المشروع في مصانع القدس، حيث كانت طائرة تدريبية تستعمل كهدف لسلاح قوات الدفاع الجوي في تدريباتهم.

وتطير (تلاش 1) بسرعة 120 كم في الساعة، وتصل إلى مدى 5 كم، وارتفاع 2700 متر بعد ذلك تم تطوير نسخة محسنة من تلاش 1، باسم تلاش 2، التي تمتاز عن سابقتها بسرعة أكبر (140 كم في الساعة)، وبقدرة أفضل على المناورة

 

في بداية الثمانينيات، عام 1984 تم البدء بصنع طائرات (مهاجر 1)، التي تم تجهيزها بكاميرا مائلة للأسفل ومثبتة في مقدمتها، وتستطيع التحليق إلى مدى يصل إلى 30 كم، وهذا يعني أن مهاجر 1 كانت قادرة على استطلاع الخطوط الأمامية للقوات العراقية، وكان يتم التحكم فيها بواسطة جهاز اتصال لاسلكي ضعيف (بقدرة أقل من 100 ميغا هرتز)، ويمكن التشويش عليه بكل سهولة

توالت بعدها تجارب الحرس الثوري، لتطوير هذا السلاح، واصبح هناك نسخ كثيرة من شاهد وابابيل، ومهاجر ورعد، وتم تطوير عدد منها للبقاء  ساعتين في الجو، وسرعة تحليق 180 كم في الساعة، وتأتي بعدها نسخة مهاجر 4 التي تمتعت بمدى يصل إلى 150 كم، مع قدرة على البقاء في الجو مدة 5 ساعات، وارتفاع يصل إلى 4500 متر، وسرعة تحليق 180 كم في الساعة  وتم تزويد بعض نسخ طائرات مهاجر 4 بمحرك مكبسي ألماني الصنع يدعى ليمباخ 550، والبعض الآخر زُود بمحركات مكبسية نوع

AR-741 -  المحركين 

شراء محركات المانية! 

 

ادعت إيران أنها استطاعت استنساخهما وصناعتهما محليًا، الأمر الذي ما زال موضع شك كبير، بالنسبة إلى العديد من الخبراء، ويكشف زيف ادعاءات القادة الإيرانيين، حول عدم قدرة الرادارات على كشف المسيَّرة أبابيل، هو إسقاط “إسرائيل” طائرتين مسيرتين لـ “حزب الله” من نوع مرصاد في عام 2006

 

برغم ذلك استعانت الحكومة السورية بالخبراء الايرانيين لصنع طائرات شبيهة بابايل، نظراً لقدرتها الاستطلاعية، والهجومية، وبعض المسيرات الايرانية كانت محركاتها المانية، وهو نوع ليمباخ ٥٥٠، بقوة ٥٠ حصاناً ، فقد حاولت ايران عبر شركات وهمية شراء هذا النوع من المحركات من المانيا، وارسالها الى ايران بحسب تسريبات ويكليس.

 

وفي ٢٠١٤ حوكم ايرانيان في المانيا ، بتهمة بيع هذه المحركات لايران، لذا يظهر ان لدى  إيران ضعف في مجال تصنيع وإعداد المحركات الخاصة بالطائرات المسيَّرة.

لكن جاءت المقاتلة كرار كتحول نوعي في التجارب الايرانية، حيث تعمل هذه المسيرة بمحرك نفاث، ويقول خبراء ان اغلب تفاصيلها تحاكي الطائرات الامريكية التجريبية ام كيو ام ١٧٠ حيث كانت ايران تستخدم هذا النوع من الطائرات  في الجيش الايراني ايام الشاه.

 

 ثم جاءت شاهد، التي اعلن الحرس الثوري الايراني في ٢٠١٣ انه يمكنها التحليق لمدة ٢٤ ساعة متواصلة، بمدى ١٧٠٠ كم ، وصرّح عدد من المسؤولين الإيرانيين، خلال مراسم عرض شاهد، بأنه سيتم تجهيز كل طائرة بثمانية صواريخ جو-أرض، من نوع “سديد”، وعُرض فيلم على بعض القنوات التلفزيونية الإيرانية، بدأ بإطلاق أحد الصواريخ من طائرة (شاهد)

 

معظم انواع المحركات المستخدمة في المسيرات الايرانية، مستنسخة  بريطانية، الماني، فرنسية، وأغلب الطائرات المسيَّرة الإيرانية هي طائرات مسيَّرة قصيرة ومتوسطة المدى، وأغلب المسيَّرات الإيرانية صنعت لأهداف استطلاعية وانتحارية، وفي بعض الأحيان صُنعت لهدف انتحاري بحت

 

لاتوجد صناعة طائرات مسيَّرة إيرانية محلية بحتة، فأغلب الطائرات الإيرانية المسيَّرة مستنسخة من طائرات مسيَّرة مصنوعة خارج إيران ، أغلب المسيَّرات الإيرانية تعمل بمحركات مكبسية ضعيفة (ألمانية أو بريطانية أو نمساوية) تم استيرادها من الخارج، وادعت إيران تصنيعها محلياً

 

اذا لماذا تطلبها روسيا

السبب السياسي هو تحالف المحور الوحد، وعدم قدرة الصين على المساعدة العسكرية، اما السبب التقني هو التطور الايراني ، فإيران ثاني بلد في العالم في مجال تكنولوجيا الطائرات المسيَّرة، وتعد إيران من بين الدول العشر الأولى في المجال العسكري، ومن بين الدول الخمس الأولى في مجال تكنولوجيا الطائرات بدون طيار، بلا شك استفادت من قدراتها لتسد حاجتها العسكرية، وتطور قدراتها، واستطاعت تسويق طائراتها ضمن محورها

ونقلت خبراتها لحلفائها في اليمن وفلسطين والعراق ولبنان، لتصنيع طائرات شبيهه بتكنولوجيا الطائرات الايرانية، ونقلتها وباعتها ايضاً لجبهة البليساريو قبل اشهر، لاستخدمها ضد المملكة المغربية.

 ثم تمكنت عبر دولة ثالثة ببيعها لروسيا، وبرغم قيام روسيا بالتعديل عليها ، الا انها استخدمتها في حربها ضد اوكرانيا ، وهذا هو الحدث الذي يهدد ايران بعقوبات اضافية ، لانها خرقت العقوبات عليها. 

لقد أنتجت إيران، على الرغم من العقوبات الدولية المفروضة، طائرات مسيَّرة تتمتع بقدرات عالية  نسبية (استطلاعية وانتحارية وقتالية في بعض الأحيان). وعلى الرغم من شح التقارير الإعلامية المنتشرة، فإن شهود عيان عديدين في سورية تحدثوا بأن المسيَّرات الإيرانية (مهاجر وأبابيل) قد ساعدت قواتِ الجيش السوري في توجيه الصواريخ والمدفعية بشكل دقيق نحو مواقع المعارضة السورية، من خلال تقديمها المعلومات الدقيقة عن أماكن تموضع تلك القوات.

 إضافة إلى أن العمليات العسكرية التي استهدفت منشآت (أرامكو) السعودية، والتي  تمت بمسيَّرات وصواريخ نقلت ايران خبرتها لليمن، واتهمت بالضلوع فيها،  دون تقديم أي دليل ملموس من جانب الولايات المتحدة على ضلوع إيران في هذه الهجمات، واكتفائها بالحديث عن وجود معلومات استخبارية، وأن الهجوم نُفذ من جهة الغرب والشمال الغربي، وليس من المنطقة التي يسيطر عليها الحوثيون

 

استخدام الطائرات المسيَّرة الإيرانية عوّض جزئيًا عن أوجه القصور في سلاح الجو الإيراني، الذي يواجه تحديات خطيرة بسبب العقوبات المفروضة عليها، واستفاد الحرس الثوري  من الطائرات القديمة المتبقية منذ زمن الشاه. 

لكن اعتماد إيران في إنتاج أغلب مسيَّراتها على الطراز الانتحاري حوّل هذه الصناعة إلى سلاح خطير في يد إيران ووكلائها وحلفائها في المنطقة ، فالمسيَّرات الإيرانية لا تقلّ خطورة عن البرنامج الصاروخي الإيراني، بل انها  جزء لا يتجزأ من المشروع الصاروخي الإيراني.