الرئيسية المواضيع تدوير الزوايا

صنعاء: صراع العربة والحصان..

  • منذ 8 أشهر - Thursday 07 September 2023

صنعاء: صراع العربة والحصان..
AF متابعات
متابعات عبر وكالات الانباء 

AF

رغم التهميش والتشتظي، التي يعيشها حزب المؤتمر، الا رائحة الطموح السياسي للعودة للحكم لا يمكن اخفاؤها.

 ومن هذه النقطة ستبدأ المنكافات السياسية بين الحلفين اللذين  شكلا خلال سنوات الحرب الاولى منذ الاستيلاء على صنعاء2014  ، جبهة سياسية وعسكرية واحدة، كانت متماسكة ومثلت سبباً قوياً لصمود الجماعة ومواجهتها لخصومها الملتحفين بالتحالف السعودي. 

لقد مضت سنوات منذ ذاك الحين على تهميش حزب المؤتمر الشعبي ، الحزب الحاكم سابقاً، وهذه هي السياسة

لكن الغريب في حالة المؤتمر الذي من حقه ان يطمح للعودة، أنه استمر بتحالفه مع جماعة انصار الله الحوثية بعد مقتل زعيمه علي عبد الله صالح ديسمبر ٢٠١٧ على يد الجماعة.

منذ ذالك الحين والتحالف في صنعاء لم يعد برأسين، بل برأس واحدة، لا تقبل المشاركة، وتم التهميش الكامل للحزب وقياداته، التي أختار الكثير منها الخروج من اليمن ، فحدث الانقسام الاول في تاريخ حزب المؤتمر.

 

 

الحكم في اليمن بات لا يقبل فكرة الشراكة، فإما رأس واحدة، منذ عقود، قلت فكرة الشراكة، وصار المؤتمر هو حزب الاغلبية، الاغلبية المُريحة، وهذا النوع من الحكم باسم الديمقراطية ، خلق لها عدوات كثيرة من الاحزاب التي تطمح هي الاخرى للسلطة 

ومنذ انتفاضة المؤتمر بقيادة صالح على حليفه الحوثي، عاد مسلسل حكم المنتصر مجدداً في اليمن ، فكما حكم المؤتمر اليمن بعد هزيمته لحليفه الجنوبي وقتها الحزب الاشتراكي في ١٩٩٤، حدث ذات الشيء للمؤتمر الذي جرب الانفصال عن الحوثي وفشل ، فبات بحكم الرهينة ، في شراكة شكلية عنوانها تهميش المؤتمر الشعبي العام.

لم ينس الحوثيون ما فعله المؤتمر، والتحالف يحتاج للنسيان  والتجاوز والثقة، وهنا الثقة معدومة تقريبًا ، لذلك سترى من يهدد رئيس المؤتمر الحالي الشيخ البكيلي صادق ابو رأس بمصير زعيمه علي عبد الله صالح.

فهل سيقتل الحوثيون ابو رأس أيضاً 

لحد الان يبدو ان الامر لا يخرج عن المنكافات السياسية ، والاعلامية، وليس هناك تهديد حقيقي، لا أمنياً  ولا عسكرياً ،  والا لكنا رأينا اجراء مختلف بحق قادة المؤتمر في صنعاء ، الذين يتهمون في الاعلام الحوثي بالخيانة.

فقد جرت " قصقصة" اجنحة وريش المؤتمر الحزب القوي الغني سابقاً، ولم يعد كذلك، على الاقل في الداخل ، لذلك فلا خطر حقيقي من حديث ساسة المؤتمر في صنعاء ، والامر يجعل الحوثيين يكتفون بالرد السياسي والاعلامي دون اجراءات فعليه.

وهذا لا يمنع حذر الحوثيين من حلفائهم المهمشين ، وبلا شك انهم يراقبون تحركاتهم وتنفسهم، وينتظرون اي غلطة، ليثبتوا انهم خونة ومتأمرين مع الخارج وعملاء، وعندها سترى اجراءات امنية وقضائية بحقهم، واتهامات كبرى قد يصل الحكم فيها للاعدام!

فما هو الخطر الذي يمثله المؤتمر على الحوثيين

ان خطر المؤتمر الحقيقي هو قدرته على سحب الحاضنة الشعبية للحوثيين في مناطق سيطرتهم في الشمال، باستغلال القضايا الحقوقية والانسانية ، واستغلال تقصير جماعة الحوثي في هذا الجانب، وخصوصًا ازمة الراتب 

فازمة الراتب كانت هي الخطاب المستفز من قبل صالح لحلفائه قبل مقتله، وهي العنوان العريض لجمع الناس، وتحريضهم ضد الحوثيين، وجماعة الحوثي تعلم هذا جيداً وتدرك نقاط ضعفها، وان انتهاء الحرب الخارجية والعدوان عليهم من قبل التحالف ، سيجعل الساحة الداخلية مهيئة للانقلاب ضدهم، خاصة انهم فشلوا ادراياً وتنموياً

 

العودة للحرب طوق نجاة الحوثيين

ليس امام الحوثيين حالياً الا معالجة الامر وتقوية نقاط الضعف، وخاصة الراتب، وهذا سيعني قبولهم بالتسوية التي سترغمهم على صرف الراتب دون تلبية كافة شروطهم المتعلقة بالنفط

هذا ان لم يختاروا التصعيد والهروب للاعلى، باعادة الحرب مع السعودية، وهذا ما ركز عليه الخطاب السياسي لرئيس المجلس السياسي مهدي المشاط بقوله ان الحرب لم تنته بعد، وانه يمكن عودتها، فالحرب هي الحامي الحقيقي لبقاء سلطة وقوة ونفوذ الجماعة ، وصمام أمان ضد اي تحريض او ثورة او انقلاب شعبي ضدهم.

 

AF