عودة طاش المُلهمة والمهمة.. نحن اقرب المجتمعات للسعودية مزاجاً ومزاحاً..لذا كان يؤثر في اليمن.. كوني من متابعيه القدامى..ارى انه ساهم بالتغييرات الاجتماعية في السعودية..كأكثر مسلسل داعم للنساء..ونريد للعودة ان تكون مُعدية

  • منذ سنة - Sunday 26 March 2023

عودة طاش المُلهمة والمهمة.. نحن اقرب المجتمعات للسعودية مزاجاً ومزاحاً..لذا كان يؤثر في اليمن.. كوني من متابعيه القدامى..ارى انه ساهم بالتغييرات الاجتماعية في السعودية..كأكثر مسلسل داعم للنساء..ونريد للعودة ان تكون مُعدية
منى صفوان
صحافية وكاتبة- رئيسة تحرير عربية فيلكسAF

AF

 

عودة طاش .. انها عودة الصديق القديم، الشخص الذي تأنس بالحديث معه والضحك معه، او عليه، والاستماع لما يقول، فيؤثر فيك بكل لطافة.

طاش ..ليس مسلسلاً عادياً، ولا حتى سعودياً فقط، فبجانب كونه من افضل المسلسلات الكوميدية في الوطن العربي، وخفة الدم السعودية ظاهرة فيه، ولم يفشل منذ 30  عاماً في جمعنا حوله، ومتابعة اجزائه ال١٨ قبل ان يختفي في ظروف غامضة ، كثر الحديث حولها.

 الا ان تأثيره منذ منتصف التسعينيات ، تجاوز المجتمع السعودي ليصل للخليجي واليمني، وحتى العربي ، فهناك من يتابعه ليتعرف على السعودية، ولان دمه خفيف وقصصه ساخرة وواقعية، وقد يدهش المشاهد المصري من خفة الدم السعودية.

وهناك من يتابعه ليراقب مالذي يحدث في السعودية، كونه واحد من اهم المرايات التي تعكس الواقع والتغييرات هناك. 

 

ولعل ظهوره ، وسطوعه، ومن ثم اختفائه، وبعدها عودته، واحده من مؤشرات التغيير السعودي ، فمن اسباب الاختفاء التي شاعت، ان الخلاف الفكري بين ابطال وصُناع المسلسل، ساهم بانهاء العمل، ليعود بامر شبه ملكي او رسمي  

فالمسلسل الذي صوب بندقيته في وجه هيئة الامر بالمعروف المتشددة ، والتي الغاها ولي العهد السعودي، عاد بأوامر ،  هيئة الترفيه التي انشأها ولي العهد محمد بن سلمان ، كبديل منفتح عن الهيئة المتشددة، ليبدأ عصر السعودية الجديدة 

 

كان للمسلسل دوره المهم في تمهيد ظهور السعودية الجديدة، ودعم قيادة النساء للسيارات ، قبل اصدار قرار يلغي منع القيادة ويسمح لهن اخيراً بقيادة سيارتهن، دون سائق. 

 

لقد تحدث طاش كثيراً وفي قالب كوميدي خفيف وذكي، عن اكثر قضايا المجتمع والنساء تعقيداً وحساسية، ولاننا نتأثر بالمجتمع السعودي، وتنعكس تغيراته علينا في اليمن، سواء تلك المتطرفة او حتى المنفتحة حالياً، فان طاش كان قريباً من الجمهور اليمني ، لان القضايا متشابهة، والطرح قريب، وحتى  المزاح والمزاج والثقافة واللهجة والعادات.

 

نحن اقرب المجتمعات للسعودية 

فنحن اقرب المجتمعات للمجتمع السعودي ، لذا فان طاش كان يؤثر في اليمن، مثلما يؤثر في السعودية، فالنسيج الاجتماعي قريب، ومتشابك ومتشابه، ذاتها العادات القروية والقبلية، وطرق الحديث، والعلاقات والعبارات.

بالتأكيد تركيبته النفسية، اقرب لنا من المسلسلات المصرية، على جمالها وشهرتها وروعتها، فطاش اقرب من ليالي الحلمية للمجتمع اليمني ، كثقافة وسلوك، لذلك فتقليد اليمني له ابسط لانه الاقرب والاقوى تأثيراً، ورسائله كانت بالغة الاهمية والحساسية ، كونه عُرض وقتها في السعودية القديمة ايام التشدد والانغلاق ، ومشى الطريق ليُمخد ويساهم للسعودية الجديدة اليوم.

 

لقد اثر كثيراً في المجتمع اليمني دون شك ، لكن الفرق انه في اليمن كان منفصلاً عن القرار السياسي،  وليس جزءاً منه ولا يُمهد له، على عكس السعودية ، التي كان فيها طاش جزء من تركيبة القرار السعودي، الذي كان يُمهد لقرارات جريئة ، يبدأ فيها عصر التنوير

 

الا ان رسالته التنويرية خلال سنواته الاخيرة، قبل انقطاعه ايام هيئة الامر بالمعروف ، كانت مهمة وساهمت ومهدت للتغييرات التي تحدث في السعودية اليوم، والعودة قد تعدي مسلسلات اخرى لتعمل على التغيير، فالفن يؤثر، ويُشكل الوجدان، ولا يجعل القرارات جامدة ، وكأنها فرمانات، بل يُقنع الناس.. ان القرار السياسي بالتغيير في مصلحتهم

فاهلاً بعودة الصديق القديم  

 

سلام