الرئيسية المواضيع المقال التحليلي

مطارات امراء الطوائف:الخارطة الجوية للسيطرة الارضية..مطار المخا ينافس مطار صنعاء.. ومطار مارب مازال جرافيك..ومطار عدن يفقد مكانته

  • مقال خاص
  • منذ سنة - Friday 27 January 2023

مطارات امراء الطوائف:الخارطة الجوية للسيطرة الارضية..مطار المخا ينافس مطار صنعاء.. ومطار مارب مازال جرافيك..ومطار عدن يفقد مكانته
منى صفوان
صحافية وكاتبة- رئيسة تحرير عربية فيلكسAF

الخارطة الجوية  

AF
ثُبتت الحدود، بين الدويلات اليمنية الناشئة، ولكنها لم تُعلن بعد ، وحالياً دخلت هذه الدويلات مرحلة مابعد التقسيم غير المعلن، بتثبيت الحكم، وارساء الاعمدة ، ورفع سقف المنافسة 
بينها

 

مطار المخا

مطار المخا، ليس مجرد مشروع هامشي في مدينة ساحلية تسيطر عليها قوات عسكرية يقودها " طارق صالح " بدعم اماراتي علني

بل هي اكبر وافجع من هذا، انها المشروع الاماراتي في الساحل الغربي/ وايضاً البديل السياسي في الشمال، والمنافس الاكبر للحوثي في صنعاء، ميناء ومطار المخا هو الجزء الظاهر من المشروع الضخم لدويلة الشمال بقيادة طارق، بينما في صنعاء بدعم ايراني تقوم دولة الحوثي

 

امراء الطوائف 

لحد الان حزب الاصلاح لا يملك مطارًا! برغم انه يستحوذ على ممر مائي ومناطق نفطية، لذلك يطالب بفتح مطارات الجنوب في المهرة وحضرموت، بعد ان فقد السيطرة على مطار عدن، المرشح ان يكون ضمن حصة الانتقالي ، ان احسن لعبة الصبر السياسي 

وبفتح مطار صنعاء ، بعد موافقة السعودية اخيراً اصبح للحوثيين شبه سلطة جوية، فمازلوا لا يسيطرون بالكامل على الرحلات الجوية، ولم تفتح كل الرحلات ، كما ان السعودية يمكنها بأي لحظة اعادة اغلاق المطار

لذلك طالت المفاوضات بين الحوثيين والسعودية، فيما يخص هذا الشرط تحديدًا " فتح المطار بالكامل امام المزيد من الرحلات" وان لا تتوقف الرحلة القادمة لصنعاء في اي مطار يمني، وذلك حتى يؤكد الحوثيون سيادتهم على اجواء دولتهم

 

تماماً كما هو حال مطار دولة المخا، او دولة طارق في الساحل ، والمرشح ان يكون من اكبر المطارات اليمنية وينافس نفوذ مطار صنعاء 
وبهذا سيقل الاقبال على مطار عدن، وسيعود كما كان مطاراً هامشيًا ، ويزداد إهمالًا ، فقد انتعش لفترة مؤقته بسبب اغلاق مطار صنعاء 

ومطار عدن هو النموذج المُصغر للطبيعة السياسية لمدينة عدن، وموقعها في خارطة الاهتمام ، فهي تعاني الاهمال والعزلة تماماً كمطارها، كدليل على تصارع القوى، وعدم وجود اجندة واضحة لاهم مطارات الجنوب، وعاصمة الجنوب

اهمال مطارات الجنوب

 

مما يعني ان قرار " دولة الجنوب" مُهمل ايضاً ومؤجل، ولن يصدق اي حديث عن مشروع الجنوب طالما الاهمال التنموي سيد الموقف

فأهم مؤشرات الاهتمام بانشاء دول الاطراف، هو الدعم السخي لها بتعزيز بُنيتها  التحتية، وفرض سيادتها البحرية والارضية والجوية.

فلكل دولة من دول الاطراف او الدول الوليدة، سيكون لها حصة مائية- منفذ مائي وميناء، ومطار جوي، ومنطقة نفطية، او جزء من ايرادات وحصة النفط تمامًا كالحالة الحوثية.

 

مطار مارب 

وبخصوص المطارات، وعدت السعودية ان يتم بناء مطار في مارب ، وتم نشر التصاميم الفنية " الجرافيك " له، قبل ثلاثة اعوام ، ولقى وقتها رد فعل ساخر من الجمهور ، الذي توقع بحدسه الطبيعي انه مشروع المطار طار في الهواء، واطلقت وقتها الكثير من النكات، ولم تكذب السخرية الخبر.

 

وهو فعلاً ما حدث ، فالمشروع السعودي لم يغامر حتى اللحظة ببدء تنفيذ مطار مأرب ، ربما لان السعودية لم تضمن الاصلاح بعد، وفضلت فتح مطار صنعاء للحوثيين ، على ان تبني مطار مارب للاصلاحيين

وذلك بعكس الامارات التي دخلت مدرج المطارات بقلب قوي، ودعمت دولة طارق واستقبل مُدرجه اولى الرحلات الى المخا، ليؤكد استقلاله عن اي مشروع اخر في الجوار ، سواء سعودي او قطري

وهذه احدى الاشارات التي ستجعل السعودية تتقارب مع الحوثيين ، لمواجهة مشروع الامارات وطارق في الساحل الشمالي الغربي 
بعد ان واجهته في الساحل الجنوبي، عن طريق الاصلاح، بتلك المواجهة العنيفة بين الانتقالي والاصلاح! 
وبعدها زادت   من اهمال مشروع الجنوب وعاصمته ومطاره، لتقلص نفوذ الامارات في الجنوب ، لكنه زاد قوة في الشمال 

مطار صنعاء

لذلك ابقت على مطار صنعاء مفتوحًا ، وحتى والحوثي يرفض تجديد الهدنة، لتكسب الخصم العنيد لطارق، والطرف الوحيد الذي يمكنه الحد من المشروع الاماراتي المنافس في اليمن، بعد ان ضمنت اضعاف الانتقالي والاصلاح..

فان اردت ان تعرف مدى قوة اي طرف، ونفوذ دولته الجديدة، ومستقبله وخارطه صراعاته.. انظر لحال مطاره.

فالمطار يؤكد السيطرة العسكرية على الارض ، والسيادة الكاملة عليها، كما انه جزء من الخارطة الدولية للرحلات اي اعتراف دولي، والاهم انه يضمن حرية الحركة، وسريتها، والتسليح، وحرية العلاقات الخارجية 
المطار ليس مجرد طائرة ومُدرج وبرج مراقبة ، بل مؤشر قوة، وسيطرة ، وتجهيزات دويلة وليدة. 

سلام