الرئيسية المواضيع المقال التحليلي

يد ايران لم تنقذ لبنان..الذي ظهر عارياً بدون العباءة السعودية. ونعم يا نصر الله مصر اهم من لبنان ليس فقط للسعودية بل ايضاً لايران

  • منذ سنة - Friday 20 January 2023

منى صفوان
صحافية وكاتبة- رئيسة تحرير عربية فيلكسAF

 

 

AF

 تدخلت اليد الايرانية في لبنان، ذو النفوذ السعودي منذ انتهاء الحرب اللبنانية الاهلية، حاولت ان تزاحم هذا الزخم السياسي لبلد محسوب على الرياض ، مالياً وسياسيًا ، وزادت حدة هذا التواجد بعد حرب تموز ٢٠٠٦، والتي ظهر فيها التصدع بين شارعين في لبنان ايراني، وسعودي


فقد زاد نفوذ حزب الله الحليف القوي لايران، بعد حربه الاخيرة مع إسرائيل ، وهاهو يستعد ليظهر حجمه الحقيقي في الداخل اللبناني امنياً ، وهذا ماحدث في ٢٠٠٧- ٢٠٠٨

هنا مازالت السعودية تراقب بحذر، وتنفق المزيد من المال، تدعم وتسلح ايضا بعض الجماعات الُسنية المتطرفه، وبعض الاحداث المتفرقة في لبنان ومنها احداث مخيم نهر البارد، كانت تنذر باندلاع موجة عنف اهلية، لولا ان الحزب لم يواجه اي جماعة لا في صيدا ولا في طرابس وترك الامر للجيش

نخبة سياسي لبنان كانوا مدعومين بشكل كامل بالغطاء السعودي ، في مقابل الوقوف امام تغلغل الحزب سياسياً، لكن صاحب الثلث المعطل في الحكومة مازال يحوز على حاضنته الشعبية، كما هي في كل انتخابات ، ويضاف اليها تحالفات سياسية من خارج دوائره السياسية والطائفية

٢٠١١ كان هو بداية العد التنازلي لسحب الدعم المالي، وبقاء لبنان عارياً بدون العباءة السعودية، الحزب الان يظهر قوته العسكرية في سوريا ، ضاربا بالحائط القرار اللبناني المتوافق مع الرغبة السعودية بعدم التدخل في سوريا دعماً للرئيس والنظام السوري، في مواجهة من تدعمهم السعودية.

مواجهة سوريا بين الحزب والسعودية ٢٠١٢ لم تقل كل شيء، فخلال سنوات قليلة سيتدخل في اليمن خاصرتها الجنوبية، وتُقطع شعره معاوية

دعم الحزب جماعة انصار الله الحوثية بكل قوته ٢٠١٥ من على منبره السياسي والاعلامي وخبراته العسكرية ، سلاحه وخططه ، وخاض حرب اليمن كانها حربه الثالثه في المنطقة بعد سوريا والعراق.

وهنا اشتعلت  المواجهة بين الحزب والسعودية، فيشتم حسن نصر الله الملك السعودي ، ويرد الاعلام السعودي بشتم نصر الله!

بعد ٢٠١٥ كان الدعم السعودي في لبنان قد سجل ادنى مستوى! رفعت اليد السعودية بشكل شبه كامل، وكأن الحال يقول، ان كانت ايران تريد منافسه السعودية في لبنان، فلتاخذ لبنان اذاً، وسنرفع يدنا تماماً ولترينا ما ستفعل!؟

سقط الاقتصاد اللبناني وانهار مع اول انهيار للعملة اللبنانية من ١٥ عاماً، فخلال عقود كان سعر الصرف ثابتًا لليرة امام الدولار، بسبب دعم وقرار سعودي ، وبمجرد ان طارت العباءة السعودية قفزت الليرة من ١٥٠٠ ليرة مقابل الدولار الى ٥٠ الف ليرة - بحسب اخر تسعيرة للسوق السوداء- 

اذن نحن امام كارثة سياسية وليست اقتصادية، فعملياً لا قيمة حقيقية لليرة اللبنانية دون الدعم السعودي ، ويمكنها ان تنهار بشكل غير مسبوق وتسقط معها لبنان ، دون ان تستطيع اليد الايرانية انقاذها!

لبنان تغرق، وايران ليست ذات مقدرة مليارية مالية لانقاذها، والسعودية كانت تعلم ان ليس للبنان اقتصاد مستقل، فكيف يريد الاستقلال بقراره عنها! ويدعم حزب الله  والايراني!؟

حسن نصر الله الامين العام لحزب الله  صعد من على ذات المنبر الذي شتم به  السعودية وملوكها ،ليستجدي اموالها بصوت خافت، ويقارن لبنان بمصر او رونالدو وميسي! 
‏وقال ان لبنان اولى بالدعم السعودي وانها اهم من مصر للسعودية! 
‏الغريب انه يعلم ان الدعم المالي يتبعه الموقف السياسي !

‏فهل يطرح حزب الله نفسه كلاعب يمكن شراؤه! وماهي اللعبة التي يجيدها الحزب!؟ هل يستطيع تحقيق الرقم القياسي كميسي، او يلعب بمهاره رونالدو! طبعاً في مجاله؟

اما مصر ، فنعم هي اهم من لبنان ، سواء عند السعودية او عند العالم كله، مصر اثقل واهم واعرق واقوى، واكثر قيمة من لبنان كبلد، وهي مجدية لاي دولة امريكا ، الصين ، روسيا، السعودية ، وايران نفسها 

فهي ايضاً اهم من لبنان عند ايران ان وجدت نفسها في خيار بينهما، لكن مشكلة ايران مع مصر، ان مصر لم ترغب بعلاقات قوية معها، وابقت علاقتها بطهران جامدة وفاترة 

لا مقارنة يا نصر الله بين مصر كدولة وبين لبنان ، ثم ان السعودية تدرك ان وجود مصر الى جوارها يزيد من قيمة السعودية ، لانها دولة كبيرة، وليست تابعاً اقتصادياً

انت تتحدث عن اكبر دولة عربية ، واقوى جيوش المنطقة، على الاقل اقوى من الجيش الايراني، لكن نصر الله يرى ان لبنان يستحق الدعم اكثر من مصر او حتى ميسي

فهل ستدفع قيمة هذا الدعم السعودي لانقاذ لبنان؟ من موقفك السياسي الذي عليه ان يتفق او بالاصح يتبع السعودية التي تتهمها بالارهاب والتطبيع! 

سلام