الرئيسية المواضيع المقال التحليلي

رابح -رابح :الجزء الاصعب من الصفقة المنتظرة..المقترن بعنصر المفاجأة! العام ٢٠٢٣..نهاية حرب اليمن..او نهاية خطط المنطقة

  • منذ سنة - Friday 30 December 2022

منى صفوان
صحافية وكاتبة- رئيسة تحرير عربية فيلكسAF

 

AF

سياسية  التبريد لن تنجح في المنطقة ، الا باعلان انتهاء الحرب  اليمنية ، وهذا لن يكون دون صفقة مع جماعة الحوثي.
هذه المتوالية المنطقية، متسلسلة الاسباب  والنتائج ، تُنبئ بها التقارير الاعلامية التي تكشف عن جزء صغيراً من صفقة يتم الاعداد لها.

سيبدو الحوثيون في الصفقة المنتظرة احد الرابحين، ولكنهم ليسوا الرابح الوحيد، فلانجاح الصفقة عليها ان تلتزم بقاعدة  "رابح- رابح" ، وقتها سيضمن الجميع استمرارها .

التشريع العسكري للحوثيين 

مايُثار عن شروط اقتصادية لجماعة انصار الله الحوثية، التي تشترط صرف جميع الرواتب للمدنيين والعسكريين من عائدات النفط، يكسبها ضم جنودها لقطاع الخدمة العسكرية المُغطاة مالياً على حساب موارد الدولة " وهو شكل من اشكال التشريع العسكري " لجماعة الحوثي، لذا يظهر الخلاف السعودي - الحوثي حول هذه النقطة.

ولتقبل السعودية بشرط " التشريع العسكري " والتغطية المالية للجنود الحوثيين ، من موارد الدولة اليمنية، سيرفع الحوثي من سقف تفاوضه، ليشترط رحيل " القوات الاجنبية" وهو يقصد بها القواعد العسكرية السعودية في الجنوب، وهو شرط خارج التفاوض، لكنه يستخدم للابتزاز السياسي.

الربح السعودي .. انتصارها في الحرب

لكن ماهو مقياس الربح السعودي من الصفقة! ان فكرة تفاوض السعودية مع جماعة الحوثي ، التي حاربتها ٨ سنوات، وتعهدت بالقضاء عليها ، بات مُهين جداً للسعودية ، ولولا متغيرات السياسة ، وحاجة السعودية لتبريد الجبهة اليمنية، لمضت في حربها دون تنازل.

لذا واحدة من شروط الصفقة ، هي عدم تصويرها بأنها تنازل سعودي، وهذا منطقي ، ونحن نتحدث عن بلد كبير بحجم السعودية ، الشريك الإستراتيجي المقبل للصين، والحليف الاقوى للامريكان، والدولة النفطية الاغنى، والصديق العربي لبوتين وشريكه في سوق النفط ولعبة رفع الاسعار وتخفض الانتاج، حيث ترفع البورصة، وتغير ارقام السوق العالمية

لم كشف الحوثيون خبر المفاوضات المباشرة !؟

لذا فان تصريح الناطق الحوثي الرسمي ، بان هناك جولة مفاوضات مباشرة تمت مع السعودية في مسقط، اضيفت لخانة المزايدات والانتهازية السياسية ، كما انها احد اوراق الضغط.

فان كانت للمزايدة ، فقد اختارت التوقيت الخطأ ، وان كانت للابتزاز، فكان يمكنها اختيار طريقة اخرى، غير التصريح الرسمي، كأن تكون عبر تسريبات غير مؤكدة
لكن يبدو ان الحوثيين ليسوا مرتاحين لسير التفاوض، وطريقته، وشروط السعودية ، ويرفضون الاعتراف بها كاقوى دولة في المنطقة ، بل يؤدون التأكيد ان " الرؤوس تساوت" وانهم باتوا بحجم ونفوذ السعودية وقوتها، بدليل " التفاوض المباشر".

وهي نقطة قد يدفع اليمن كله ثمناً لها، ان كان المقابل وقف التفاوض ، وانهيار المسار! 
فحين يقدم لك خصمك تنازلات في السر، يمكنك الاحتفاظ بها لاخذ مكاسب في  العلن، لكن هذا المكسب هو الذي ترفضه الرياض، التي تبدو المتحكم الوحيد بقرار النفط اليمني وموارد الدولة اليمنية المنهارة اقتصادياً وسياسيًا.

فالرفض في قضية "الرواتب" يوضح السطوة السعودية ، لانه كما قلنا سيعني التشريع العسكري للجماعة ، فمالذي يعينه ان تسلم الحكومة المعترف بها رواتب الضباط والمجندين الحوثيين ، من الميزانية الرسمية للدولة، ومن عائدات النفط!

هذا لا يعني فقط ان الحوثي نفذ شرطه، بل يعني انه اصبح الدولة، وانه حصل على ما يريد " عائدات النفط" دون حرب جديدة على موارد النفط

مفاوضات كسر الكبرياء 

تبدو القضية معقدة، وهذا سبب استنزافها لكل هذا الوقت، انها مفاوضات كسر الكبرياء ، كما يفهما كل طرف، وهذا ما سيجعلها اكثر تعقيداً.

وهي تحتاج لاكثر من مجرد وسيط ايجابي محايد، بل تحتاج لتدخل الهي ، فبدون مبالغة ، مستقبل المنطقة ، وخططها الاستراتيجية الطموحة، وعلاقاتها الاقتصادية، وترابطها مع المشروع الصيني الناهض، كلها مرهونه بنجاح المفاوضات السرية والعلنية مع جماعة صعده.

العام ٢٣ مرشح بقوة ليكون عام " نهاية الحرب اليمنية " لكن بشرط ان تخرج كل الاطراف منه وهي تشعر بأنها ربحت، وانتصرت ونجحت ، حتى لو لم يكن نجاحًا فعليًا

 ونحن نتحدث عن ٣ اطراف محلية يمنية، اضافة للحوثيين كطرف رابع ، وللسعودية كطرف اقليمي، اضافة للامارات، وايران! هل احصيت الإعداد كلها.. للاطراف التي تريد الصفقة العبقرية انجاحهم جميعًا!! 

 

الجزء الاول من الصفقة وعنصر المفاجأة 

ان الصفقة التي عليها انجاح كل هؤلاء، ليخرجوا جميعًا رابحين ، لابد انها صفقة " معجزة " لكن في الحقيقة ، هذه الصفقة لم تُطرح بعد.

 وما يحدث الان هو الجزء الاول من الصفقة وهي الاصعب والتي عليها تحقيق " رابح - رابح" بين الحوثيين والسعودية اولاً.. ، ثم تنتقل لبقية الاطراف المحلية والاقليمية ، فهل لدينا كل هذا الوقت! 

لابأس طالما سيكون الناس رابحين أيضاً ، بربح امراء الحرب، والدول الممولة للحرب! وهو ما يجعلنا نترقب بحذر !

بل بحذر شديد.. لان عنصر المفاجأة هو سيد الموقف، فبأي لحظة يمكن للحرب العودة من حيث اتت، ان فقد الجميع تفاؤلهم، وايمانهم وكبرياؤهم، فسيفقدون السيطرة على ابقاء الجسر ثابتاً.. وهذا الانهيار بين الطرفين، سيعني عودة الحرب بشكلها الابشع!

AF