الرئيسية المواضيع المقال التحليلي

السعودية تقود الشرق الاوسط! مالذي تحتاجه السعودية ليمكنها الامساك بذيل الصين!

  • منذ سنة - Monday 12 December 2022

السعودية تقود الشرق الاوسط! مالذي تحتاجه السعودية ليمكنها الامساك بذيل  الصين!
منى صفوان
صحافية وكاتبة- رئيسة تحرير عربية فيلكسAF

هل تقود السعودية الشرق الأوسط! ومالذي تحتاجه المملكة لتسطيع الإمساك  بذيل الصين ! 

لو كانت القيادة بالمؤتمرات وعقد القمم، فنعم، ولو كانت بالاقتصاد، فماهو نوع هذا الاقتصاد!

تحتاج السعودية للصين ، اكثر مما تحتاج الصين للسعودية ، فالنفط السعودي يمكن تعويضه، من أي بلد اخر، لكن من سيأتي للسعودية ببديل عن الصين!
الصين الان هي فرصة السعودية للعب دور القيادة الشرق أوسطية ، برعاية صينية ، تدرك السعودية ان الصين الدولة الأعلى نموا اقتصادياً وتنموياً ، تطمع ان يصبح اليوان  الصيني في مكانه الدولار الأمريكي، ويمكن للسعودية المساعدة بذلك، ببيع النفط السعودي بالعملة الصينية، لكن مقابل ماذا!؟
ماهو المقابل الذي ستدفعه الصين للمملكة السعودية ، في مقابل فكفكة حلف البترودولار والتحول للبترويوان!

(شراء الموقف السياسي) هذا هو المقابل الذي تطلبه السعودية، من القوة الاقتصادية الصاعدة بقوة لتصبح خلال ١٠ سنوات، الأولى عالمياً

القمة الصينية السعودية الأخيرة في الرياض، كانت مختلفة عن سابقتها، والأكثر حدة منذ بدءالعلاقات الصينية السعودية منذ اكثر من ربع قرن، ففي هذه القمة باعت الصين بضاعة جديدة للسعودية ، باعتها موقفاً سياسياً خفيفاً، كجزء من ترضية سياسية، لتحصل على ما هو اكبر

فكان البيان الختامي للقمة، الذي تظهر بين سطوره ادانة لإيران " حليفة الصين المركزية والاستراتيجية في الشرق الأوسط " بياناً يرضي السعودية في هذا الجانب، ويجعلها تبدو انها انتزعت موقفاً صينياً قوياً ضد ايران ، لدرجة استفزت ايران لتستدعي السفير الصيني في طهران للتشاور 
فاستدعاء السفير الصيني في طهران، من قبل الخارجية الإيرانية ، لايبدو خبراً عادياً، فمالذي فعلته الصين ليزعج حليفتها الاستراتجية!

الحديث عن الجزر الإماراتية، والمشروع او الاتفاق النووي، وهي نقاط عابرة في بيان ديبلوماسي ، لا يتخذ منه موقفاً او قراراً سياسياً، وكان يمكن ان يمر، لكن الامر متعلق بعلاقات بالغة الحساسية بين الجارين السعودية وإيران!

وهنا سجلت الصين نقطة إيجابية في رصيدها السعودي، وحتى استدعاء السفير الذي لن يغير من علاقتها مع ايران، سيكون لصالحها ، وستحصل على ماهو اكثر من مجرد بيان ديبلوماسي ، ستحصل على النفط بالعملة الصينية ، لتهدد تربع الدولار.

في هذا المؤتمر يظهر ان السعودية بشكل ما طلبت ، ان تكون هي القائد الحليف للصين في الشرق الأوسط، ولكن الصين لا تتعامل وفق المواقف السياسية، بل المصالح الاقتصادية ،،فالحليف عليه ان يكون دولة سريعة النمو الاقتصادي، وهنا ستبذل السعودية المزيد من الجهد ليتحول اقتصادها الى الإنتاج والصناعة، والاقتصاد غير النفطي.

لذا فعودة للسؤال الأول ان كانت القيادة بعقد المؤتمرات، ام بالاقتصاد، فبتاكيد ليست بالمؤتمرات والظهور الإعلامي، والبيانات والتصريحات ، لان الدولة التي تريد ان تمسك بذيل الصين وهي تنطلق بسرعة، عليها ان تخفف كلياً من شروط المواقف السياسية، وتفكر فقط بطريقة مالية، كما يفعل الحلفاء الاستراتيجيون للصين في الشرق الأوسط وعلى رأسهم " ايران، إسرائيل ،مصر" 

لذا فالدول المرشحة لتصبح حليفاً مركزياً للصين في الشرق الأوسط، قد لا تكون بينها السعودية على المدى الطويل، ان بقيت دولة مستهلكة فقط، وكل ما تملكه هو بيع براميل النفط، بعملة هذا البلد او ذاك، مرة بالدولار ومرة باليوان.