الرئيسية المواضيع المقال التحليلي

خطة قنا فشلت.. حاولت اخراج النفط خلسة.. فكشفها الحوثي

  • منذ سنة - Friday 11 November 2022

خطة قنا فشلت.. حاولت اخراج النفط خلسة.. فكشفها الحوثي
منى صفوان
صحافية وكاتبة- رئيسة تحرير عربية فيلكسAF

 AF

عبر ميناء خلفي مهمل، اقصى الجنوب، تتسرب اقدام الحكومة بهدوء وحذر، وتمشي على رؤوس اصابعها حتى لا يسمعها الحوثي، القابع في الطرف الاخر من اليمن،  المهمة المستحيلة كانت تهدف  اخراج الكنز.    
لتتمكن من اخراج شحنة نفط تجارية ، ففشلت للمرة الثانية على التوالي، فبدون موعد  تُباغت الحكومة النفطية بهجوم  بالطائرات المسيرة، وتفشل الخطة 
ميناء قنا التأريخي القديم، بقي  بعيداً عن الاخبار طيلة عقود،  قبل ان يعاد تدشينه قبل عام، فهو ميناء قديم في اقصى جنوب اليمن، لكنه الان الخبر الاول عن اليمن. 


 قنا ليس  من الموانئ الرئيسية للتصدير، وخاصة تصدير النفط، فهذا الميناء الذي اصبح يعرف ببير علي اهملته دولة الجنوب ، بعد تنشيط موانئ حديثة أخرى في حضرموت والجنوب عموماً، وبعدها استخدم كميناء للتهريب الأسلحة والمخدرات والبشر

ولم يفعل الا قبل أعوام قليلة، واهتم به حزب الاصلاح، وكان طموحه ان يكون احد منافذه الرئيسية في الجنوب،  لقد أُهمل باعتباره ميناء فرعي، انه اشبه بميناء المخا التاريخي، المهمل في غرب اليمن، الذي خرج عن الخدمة بسبب استحداث ميناء الحديدة. 


السؤال: لماذا تلجاء الحكومة لتصدير نفطها من ميناء فرعي، قديم مهمل!؟ ميناء، استخدم في تهريب المخدرات، هل كانت كحكومة تصدر النفط، ام تهربه كعصابة

فهل تخاف الحكومة من الحوثيين لهذه الدرجة!!، وتحاول تهريب النفط خلسة بعد احباط المحاولة الأولى لاخراج النفط عبر ميناء الضبة  بحضرموت،  قبل ان تحبط العملية المسيرات الحوثية  
 
انه مشهد مضحك بالفعل، ان تحاول الحكومة ومن خلفها التحالف السعودي اخراج النفط  اليمني خلسة، ومن ميناء قديم مهمل، خوفاً من جماعة متطرفة مسلحة في اقصى الشمال، تمنع بقوتها أي طرف في اليمن من التصرف بالنفط، قبل ان تنفذ شروطها، المتعلقة بحصتها من النفط. 

اذا عاد الميناء التاريخي القديم للواجهة الاخبارية العالمية بعد الهجوم الحوثي ، وهو الذي كان  مجرد منفذ احتياطي توقعت الحكومة والتحالف انه سيغيب عن عين الحوثي، مما يجعلنا نرى ان الحادثة كشفت ثلاث نقاط هامة :
 الأولى: ان القوة المعلوماتية والمخابراتية عند الحوثيين قوية 
والثانية :ان تهديدهن جاد جداً وهم مستعدين للتصعيد 
الثالثة :ان الحكومة ظهرت اضعف واجبن مما كنا نتوقع 


بعد ٨ سنوات من الحرب المدمرة، هاهو الحوثي في صعده يهدد الحكومة في الرياض، ويمنعها من استخدام النفط والموانئ 


 

فهل هناك مشهد اكثر دهشة،  من هذا لوصف الوضع الكارثي لليمن، وهشاشة حكومته!؟

عليك ان تعرف عزيزنا القارئ ان ميناء قنا استخدمه اشهر واقوى ملوك اليمن، في عصر الممالك اليمنية القديمة، وذُكر في النقوش اليمنية والاثار الاغريقية، فقد كان يؤدي ذات الدور التاريخي الذي لعبه ميناء المخاء في اقصى غرب اليمن .
    
  وبرغم تاريخه الحافل في العصر الذهبي لليمن، هاهو اليوم يعود كمنفذ تهريب، في هذا العصر المخزي لليمن، والذي لانعرف كيف سيصفه التاريخ. 
 ياترى بماذا تفكر الحكومة الان في فندقها في الرياض، هل لديهم خطة بديلة اخرى، نتمنى ان لا تكون الخطة (ب ) هي تهريب النفط بشوالات على ظهر الحمير كما يهرب القات،  لان النفط مش مخدرات.

 

AF