الرئيسية المواضيع المقال التحليلي

عودة الحرب وشيكة: طموح الحوثيين السيطرة على كامل العربية السعيدة .. وهذا ما يقلق السعودية العربية

  • مقال خاص AF
  • منذ سنة - Saturday 29 October 2022

منى صفوان
صحافية وكاتبة- رئيسة تحرير عربية فيلكسAF

 

صمت  الحوثيين العسكري  بعد انتهاء الهدنة قد لا يدوم طويلاً، فالتصعيد العسكري مازال حاضراً ، وانتهاء صمت حركة الحوثي وعودة سماع اصوات الصواريخ يبدو وشيكاً

 تسريبات تحدثت عن مهلة زمنية اعطيت من الحوثيين للتحالف، ويبدو انها  تكاد تنفذ، وهنا تظهر جدية الحركة بالعودة لميدان القتال، كما ظهرت جدية تحذيرها من تصدير الغاز والنفط من قبل القوات الحكومية  ، حين اطلقت ضربات تحذيرية  بطائرات مسيرة على سفينة حاولت الاقتراب من ميناء في اقصى الجنوب، لتصدير النفط الخام .

 

الذراع العسكري الطويل للحوثي في اقصى الشمال، بات قادراً على الوصول لخصومه في اقصى الجنوب، هذا العبث بالجغرافيا العسكرية، لن يكون مرحباً من قبل المملكة العربية السعودية، التي تحاول احتواء الموقف، واغلاق ملف الحرب، لهذا ذهبت بعيداً الى صنعاء، ويمكنها ان تذهب اكثر وتفتح خطوطاً سياسة وديبلوماسية ، وكذلك  تعيد فتح الخطوط الجوية المباشرة  بين صنعاء وجدة، كما كتب السفير السعودي في اليمن في تغريدة له. 

فالسعودية لديها خطط ومعارك اخرى في مضمار الحرب العالمية، ومعركتها الاخيرة مع الادارة الامريكية، ستساعد بانهاء ملف اليمن، ان كانت الاطراف اليمنية مستعدة للتنازل، وللقبول بالاخر، فان ابدت السعودية رغبتها بانهاء الحرب، عن مضض او عن اقتناع، ففي الجوار اليمني في العربية السعيدة من له وجهة نظر اخرى.

فحين يظهر الحوثي بانه قادر على التحكم بخارطة اليمن او " العربية السعيدة" ، ويتحكم بالحركة الملاحية خارج حدود سيطرته، فهذا يعيد الحرب لمربعها الاصلي، والهدف الرئيس منها وهو محاولة تقليص نفوذ الحوثين في الجنوب، فلا تنسى ان الحرب اشتعلت بمجرد خروج الحوثيين من الشمال وسيطرتهم على عدن، وما يحدث اليوم يجعلنا نسأل هل مازال الحوثيون يطمحون بالسيطرة على الجنوب؟

لن تمهلنا الاخبار المتلاحقة الوقت للبحث  عن اجابة، فالواقع يخبرنا ان هذا ما يحدث فعلياً، فمطالبة الحوثيين بصرف الرواتب من عائدات النفط ، هو تدخل بالسياسة الاقتصادية للقوات الحكومية حلفاء السعودية، وتحكم اقتصادي  بآلية  صرف عائدات النفط، التي تقع خارج سيطرته في الشرق والجنوب

ومطالب الحوثيين تتكئ على عصا الطائرات المسيرة والباليستي، مما يعني تدخلاً  عسكرياً ايضاً ، اضافة للسياسي والاقتصادي، ليجعله هو المتحكم في منطقة تصنف جغرافياً بأنها  خارج سيطرته ومنطقته ، لكن بحسب منطقه  فهي ضمن حدود الجمهورية اليمنية وله الحق بالتحكم فيها، بل والدعوة لتحريرها ، وتحرير ثرواتها " أي الاستيلاء عليها" وهذا المنطق هو الذي يجعلنا نتوقع أنه بأي لحظة قد ينتهي  الصمت الحوثي، ونسمع صوت الصواريخ. 

 

في هذه الحالة لاتملك العربية السعودية حالياً  الا الضغط  السياسي، لادراج الحوثيين في قائمة الارهاب، بمعنى استثناء الحركة من اي عملية سياسية، ونبذه  وعزله ووقف التفاوض والتعامل معه ، وهذا المستوى من الضغط السياسي دليل ان السعودية لا تفكر  بالتحرك العسكري في الوقت الراهن. 

الضغط السعودي يتخذ مساره الدولي  عبر  مجلس الامن، لكنه لحد الان ليس تحركاً جاداً، بمعنى ان المطالبة لم تتحول لقرار، فهو مازال  محاولة  لارغام الحوثيين للقبول بتجديد الهدنة، ولكن هذه المحاولات لا تحقق اي استجابة ، وما نراه هو العكس، فكلما صعدت السعودية من نبرتها ، ارتفع مؤشر تهديد الحوثيين  لكسر الهدنة.

حركة الحوثي تصر على تنفيذ شروطها كاملة وخاصة المتعلقة بالنفط والغاز ، وترد على الضغوط السعودية بالتلويح بالقوة الصاروخية الباليستية، مما يعني ان جاهزيتها الحربية اعلى من جاهزيتها التفاوضية،  فليس هناك ما يرغم الحركة على القبول بخطط السلام المعروضة، انها تنظر لما يطرح عليها بانه الفتات، في حين تتطلع للاستحواذ على الكعكة كاملة وتتحدث عن " تحرير الجنوب من الاحتلال السعودي" 

 

ايام قليلة تفصلنا عن المشهد الذي تهدد به الحركة، ومنذ الليلة بدأ العد التنازلي، اما حل يتحرك في الكواليس تحت الطاولة، او صواريخ تطلق في السماء ، وفي هذا التوقيت الحرج من ازمة الطاقة العالمية، فالغاز اليمني ممنوع من التصدير ، حتى اشعار اخر

 

سلام