الرئيسية المواضيع المقال التحليلي

متى نرى امرأة مكان المشاط.. او الناطقة الرسمية للحوثيين اسوة بايران

  • منذ سنة - Tuesday 25 October 2022

منى صفوان
صحافية وكاتبة- رئيسة تحرير عربية فيلكسAF

 

لم تتعض جماعة انصار الله الحوثية من المظاهرات في ايران، ومحاولة قمع النساء، وفرض طريقتهم، برغم ان المجتمع اليمني محافظ اكثر من المجتمع الايراني، واليمنيات اكثر التزاما واقل تطلباً

لكن الجماعة تريد  اعادة اختراع العجلة، فهي تصر على اعادة تشكيل المجتمع اليمني وفق هواها، وصبغه بلون واحد، لفرض سيطرة مطلقة، وكعادة الجماعات الدينية المتطرفة، يتم استهداف التعليم، والاعلام، والخدمات الاجتماعية، والنساء والشباب، والحريات الشخصية.

 

لكن مشكلة الحوثيين انها جماعة وصلت للحكم متاخرة جداً، بعد عقود من النضج والتجارب، وبعد ان شب المجتمع عن الطوق ، وصار يصعب تشكيله، حيث اصبحت له شخصيته الخاصة، وقيمه وافكاره، وضوابطه

 

فمن يحكم اليمن ، او يطمح للمشاركة في حكمه عليه احترام تنوعه، وتعدده، وانه ليس مجتمعاً قاصراً، وعليه ان يظهر احتراماً واجلالاً خاصاً بالمراة، ليس بصفتها شريك في المجتمع، بل بصفتها اهم قادة المجتمع المعاصر، وجزء من تاريخه السياسي وحراكه الاجتماعي، ورسوخه ونهضته.

النساء تحديداً يجري اضطهادهن، تحت مسميات القيم، الدين والاعراف، مع انهن محافظات،ومجتهدات، ومخلصات، واثبتن جدارة وتفوقاً في كل المناصب الادراية التي شغلنها، وكانت قدرتهن على المنافسة عالية، ابتداء من كونهن طالبات متوفقات، وحتى التحاقهن بمجال العمل

وهنا تظهر احدى ملامح الاقصاء والتهميش للنساء، بانعدام  تواجد العنصر النسائي في حكومة الحوثيين في صنعاء، ليس فقط كمنصب وموقع قيادي وسياسي، بل حتى كمنصب اداري، مما يطرح سؤالاً عن نظرة هذه الجماعة للمرأة

 وكنت قد سالت معظم قادة الحوثيين الذين قابلتهم عن السبب ، لماذا تغيب المرأة من مجلسكم السياسي، او التشكيله الحكومية، او حتى المناصب الثانية في الادارة، وتكتفون بها موظفة فقط ، وبعيداً عن ديبلوماسية الردود، والاجابات المعتادة المبتذلة عن احترام المراة وحقوقها ومشاركتها، فان فحوى الاجابة كان ليس الوقت مناسباً الان لمشاركة المراة.

دعوني اقولها لكم، ان الوقت  المناسب لن يأتي ابداً، مع انه لايوجد ما يمنع ان يكون منصب   وزير الخارجية في صنعاء لامراة، او كبيرة المفاوضيين بدلاً من محمد عبد السلام ليعود هو بجانب رفاق السلاح في الجبهة، ووتولى زميلاته الامور التفاوضية ، فمهمة التفاوض ليست حكراً على الرجال، بل هي وظيفة جندرية وليست رجالية فقط، كحمل السلاح مثلاً، او يمكن ان تشارك الحوثيات في الفريق التفاوضي الزيارات ليظهر للعالم ان جماعته تقدر مشاركة النساء

مالذي يمنع ان تكون رئيسة المجلس السياسي امراة بدلاً من مهدي المشاط ، فهي مجرد وظيفة مثلها كأي وظيفة في الشأن العام، هل يعقل ان جماعة كبيرة كجماعة انصار الله لاتوجد فيها نساء ينتمون للجماعة ويدينون لها بالولاء، وقادرات على تحمل المسؤولية ومشاركة زملاؤهن العمل، فيكتفون هم بتولي المناصب العسكرية، والامنية وهن يمسكن ملفات الصحة والتعليم والخارجية والديبلوماسية والمواصلات والخدمات، والناطقة الرسمية

 مثل ايران حليفتهم واستاذتهم التي تقلد النساء مناصب عليا وتعين ناطقات رسميات باسم الحكومة، ولا تسافر فيها النساء بمحرم،  رغم انها جمهورية اسلامية، ام ان الحوثيين يقلدون ايران بمظاهر التشدد والظهور السياسي فقط

 

السؤال اجابته مع كل خبر عن تصرفات الجماعة الاهوج تجاه المجتمع، انهم يحتقروة المراة، او ربما يخافون النساء، او يخشون الندية والمنافسة، كما هي عادة الرجال مهزوزي الثقة من الداخل، فتفوق المراة سيحصرادوارهم ، ويقلل سيطرتهم، ويكشف قلة تاثيرهم.

 

النساء في اليمن قياديات بالفطرة، ولا عجب ان نراهن اكثر براعة وذكاء في التعليم والعمل، ولديهن قوة تحمل، وصبر، واردة فولاذية، ومعظم الفتيات الصغيرات لديهن طموحات عالية، لذلك من الطبيعي ان يخاف الرجل التقليدي منهن، ويحاول يائساً قمعهن، وتحجيم ادوارهن، ويستخدم اي سلطة يمكلها لفرض ذلك بالقوة، سواء كانت قوة السلاح او قوة الدين.

 

كما قلت هي محاولة بائسة لاننا في عصر الاعلام والنت والتيك توك، وليس فقط لان المجتمع نضج وكبر وتكون وشب عن الطوق، وبات من الصعب اعادة تشكيله، فجيل الفتيات الصغيرات حتى داخل الجماعة لديهن طموحات قيادية، ولايرن انفسهن مجرد ربات بيوت، وحصرهن داخل الادوار التقليدية مسالة وقت ، مها تكلف وقت قمعهن

اما بقية اليمنيات خارج جماعة الحوثي، وهن بالملايين، فلديهن الطموح والامكانيات، والحرية، لذلك تصطدم كل محاولة حوثية لقمع النساء بالنساء انفسهن من داخل وخارج الجماعة

 

لاخوف على اليمن ولا على المجتمع رجاله ونسائه، فهو مجتمع ذكي بالفطرة، وقادر على استيعاب الصدمة  وامتصاصها، والخروج منها باقل الخسائر، ثق انه مجتمع يعيد ويواصل بناء نفسه، واي محاولة للالغاء والطمس والتهميش، ستستجل في التاريخ كتجربة فاشلة 

 

سلام