الرئيسية المواضيع المقال التحليلي

الله يا فلسطين : عمليات نوعية ،ومطاردات ونهايات بطولية ..عدى التميمي شهيداً بعد ١٠ أيام دوخ بها إسرائيل

  • منذ سنة - Thursday 20 October 2022

الله يا فلسطين : عمليات نوعية ،ومطاردات ونهايات بطولية ..عدى التميمي شهيداً بعد ١٠ أيام دوخ بها إسرائيل
منى صفوان
صحافية وكاتبة- رئيسة تحرير عربية فيلكسAF

 

 

بعد ١٠ أيام من المطاردة والحصار لمخيم شعفاط، سقط البطل، وكان امامنا مشهد اسطوري، ملحمي، باتت فلسطين تكرره دومًا ، تكرر لتذكر ان القضية ستبقى لاخر طلقة

تابعنا على مدى اكثر من أسبوع نتاج عملية قام بها شاب فلسطيني في مقبل  العمر ٢٣ عاماً، من عرب فلسطين ، حيث قام باطلاق النار على جنود إسرائليين في احد حواجز مخيم شفعاط -شمال القدس- حيث قتلت  مجندة وإصاب عنصري أمن اخرين. 

البطل تماماً كما الأساطير يطلق النار، يصوب على الهدف ، فتبلعه الأرض ولا تجد له أثرًا ، ارض فلسطين تتعاون كالعادة في إخفاء الأثر
 ويلعب الأهالي دورهم في البطولة الجماعية المذهلة، فتحرق كاميرات المراقبة، ويتم التخلص من أي تسجيلات قد تدل على التميمي

جيش الاحتلال يكاد ان يجن، لم يترك شيئاً لم يفعله ، مداهمات ، اعتقالات ، مطاردات، اخذ عائلة البطل رهائن، اين اختفى!! فعليًا انشقت الأرض وابتعلته

المصيبة انه طوال فترة المطاردة كانت إسرائيل تخاف ان يظهر ليقوم بعملية أخرى مجدداً ويهرب! فتصبح الصفعة صفعتين

ويبدأ العصيان المدني المفتوح لاهالي المخيم، الذي كان بمثابة اعلان حرب شعبية على قوات الاحتلال 

مرة أخرى يؤكد اهل فلسطين في الداخل ، لإسرائيل ان " عرب ٤٨" فشل تدجينهم.

وخرجت المسيرات والاحتجاجات ،مع العصيان المفتوح  وتعطيل المدارس، ومنع استعمال السيارات في ساعات محدّدة، "إلا للحالات الطارئة" في المخيم، وتضامن طلاب جامعات بيرزيت، والخليل والقدس، لاعلان إضراب، دعمًا لمخيم شعفاط.

ان أسوأ حرب تخوضها إسرائيل ، هي التي تواجه فيها الفلسطينين وجهًا لوجه ، لقد واجهت جيوشاً وصواريخ وطائرات مسيرة، وحرب عصابات، وانتحاريين، ويبقى الاضراب والعصيان والرفض، حرباً أخرى من نوع خاص، تكسر العصا، ولا ننسى ما فعله أهالي الشيخ جراح في القدس.

 


الاحتلال فرض حصاره على مخيم شعفاط وبلدة عناتا ومنع الفلسطينيين من المغادرة لهما ، الى حملة مداهمة وتفتيش بحق المنازل وعاثت فيها خرابا، وهذا كل ما يستطيع فعله، فهو بعد ٧٠ عامًا لم يخضع الفلسطيينين في مناطقه.

اللحظة الأخيرة

جاءت اللحظة التي سيظهر فيها البطل، وتبكيه الارض ومآذن المساجد في المخيم، وتدس أجراس الكنائس في كل فلسطين .

شاء الله ان توثق اللحظة الأخيرة بالكاميرات، فليرى العالم ان حقيقة شباب فلسطين ، وصدق تمسكهم بقضيتهم، وكيف يفدون ارضهم

لحظة البطل الفلسطيني الأخيرة، وهو يطلق النار من مسدسه وهو مصاب، كانت اسطورية بمعنى الكلمة، ومؤثرة، وخدمت قضيته واوصلت صوته للعالم ، لقد وظف لحظة مقتله ليخدم فكرته، لانه صادق وبطل حقيقي، لم يبحث عن استعراض او بطولة وهمية 

ان إسرائيل منذ اشهر تكثف مداهماتها ومطارداتها للشباب الفلسطينيين ، كحملة امنية، راح ضحيتها عشرات الشهداء


عرين الأسود 
ووحدهم الفدائين والمقاومين المرابطين داخل فلسطين يعيدون صياغة التاريخ ، ويرسمون الحدود الفلسطينية ، وكل يوم يعلنون عن تشكيلات بطولية جديدة، كدليل على تدفق الدماء داخل العروق القديمة

فعرين الأسود، وغيرها تذكر بالتشكيلات الفدائية في الثمانينات ، عدي التميمي ورفاقه جزء من ثقافة فلسطينينه جديدة، تضخ دماً جديداً، لقضية لا تموت