الرئيسية المواضيع المقال التحليلي

المحورالايراني سيهزم امريكا وإسرائيل لكن هزمته نتفلكس!! ماذا في بيوت قادة الثورة الاسلامية وحزب الله

  • منذ سنة - Tuesday 04 October 2022

المحورالايراني سيهزم امريكا وإسرائيل لكن  هزمته نتفلكس!! ماذا في   بيوت قادة الثورة الاسلامية  وحزب الله
منى صفوان
صحافية وكاتبة- رئيسة تحرير عربية فيلكسAF

 

 


 لامريكا اقوى قوة ناعمة على وجه الارض، ومازالت متصدرة بصفتها الأكثر تأثيرًا ، دون قدرة على المنافسة لا من الحلفاء " الغربيين ، ولا الخصوم الشرقيين" 
فافضل فيلم أوروبي، يهزم تجاريًا من أسوا فيلم أمريكي، بسبب التسويق ، الانتشار، المؤثرات السينمائية 

فهوليود تحكم العالم ، وتحدد للاجيال المتلاحقة ، منذ الثمانينيات وحتى اليوم، ماذا ياكلون ويلبسون، وكيف يتحدثون!!

 

وكنا قد اشرنا في مقال سابق "انتصار بوتين او عالم بدون روسيا"  كيف اثرت البروبجندا الامريكية ، على الاتحاد السوفيتي ، وهزمته من الداخل، وكيف  نجح الاعلام الأمريكي بذكاء يشهد له، بتصدير النمط الغربي الأمريكي لعقر دار الدول الاشتراكية، وتوغل داخل البيوت الشيوعية، وسخف من الأفكار اليسارية.

صحيح تفكك الاتحاد السوفيتي وسقط، وقامت بدلاً عنه روسيا الاتحادية، التي تنافس عسكريًا ، وتقوي نفوذها المالي ، لكنها بلا قوة تأثير ناعمة.

الاعلام، الفنون التجارية، ونجوم السينما، والروك والبوب، وعارضات الأزياء، والتأثير عبر وسائط التواصل ، مهارة يفتقدها الشرق، فاكثر من يؤثر بالجيل الجديد هو النمط الغربي- والامريكي- على وجه الخصوص.
 

غضب الشباب يسقط الانظمة

 

وهذا يفسر سبب رفض الشباب للحكم الثيوقواطي في ايران ، تمامًا كما رفض الشباب السوفييت في الثمانييات الحكم الشيوعي. 

المظاهرات المشتعلة في ايران، هي احدى علامات الفشل التي لا يعترف بها المحور الشرقي.

الذي يتعالى على ابسط متطلبات جيل متغير، ويعتبره مجرد تأثر بائس بالحضارة الغربية! دون ان يقدم له النموذج البديل، فطالما كانت الحضارة الشرقية هي النموذج البليد!! بدلًا من ان تكون البديل!

 

باعتبارها جامدة، وقديمة، وتقيد الحريات!

فشل التأثير بالشباب والمراهقين، دليل جمود، واحتقار لخصوصية جيل كامل، وحقه بالاختيار.
 لقد اهتم الحرس الثوري الإيراني ،،بتصدير الثورة خارج ايران منذ الثمانيات وتسليح المليشيات ابتداء بحزب الله وانتهاء بالحوثيين، لكنه لم يلتفت للداخل!

حيث فرض الحجاب بالقانون، واكتفى انه تعليم شرعي وتقليد شرقي، ولم يهتم ان يصدر نموذجه للداخل بشكل ذكي وناعم ، في عقول الفتيات والشباب، ويستوعب متطلباتهم، ويحترم خصوصيتهم واختيارهم، ففرض الحجاب خطأ كارثي، وتخيل ان يسقط نظام الإيراني يوماً بسبب الحجاب! 
لانه يتدخل في ادق الخصوصيات ، وهي حرية ان ترتدي ما تريد، لذا يشعر المراهقون والشباب انهم مسلوبي الإرادة، وبلا قيمة.

 

 

الحوثيون: تطبيق تجربة إيرانية فشلت في ايران! 

 

وهذا يحدث في صنعاء ، حيث حكم ثيوقراطي اخر لجماعة متحالفة مع ايران ، تحاول فرض شرطة الاخلاق بين طلاب الجامعة " حيث الاختلاط التعليمي الوحيد" وتعيد تطبيق تجربة إيرانية فشلت في ايران! 
فشرطة الاخلاق الجامعية في صنعاء- اليمن- تحدد للطالبات الجامعيات، ماذا يرتدين! مع العلم ان السواد الأعظم من النساء اليمنيات عمومًا يرتدين النقاب الأسود ، ومعظم الطالبات منقبات بسبب طبيعة المجتمع المحافظ ، لكن هذا لم يعفي النساء والشباب من التحكم بادق التفاصيل 
من خلال نادي الخريجين ، الذي يمنع الطالبات من حمل الورود في حفل تخرجهن! باعتباره سلوكًا لا أخلاقيًا..

 

 

هذا الخنق، دليل ضعف، وهشاشة، واعترف بان الجماعات الدينية فشلت باقناع الشباب، فلجأت للعنف والاكراه.

 

جيل مابعد الثورة الإسلامية ملحدين 


لقد كبر جيل جديد خلال أربعة عقود ، لا يعلم عنه الحرس الثوري شيئاً!

ولك ان تتخيل، نسبة الملحدين الشباب في الجمهورية الإسلامية! اكثر من نصف الشباب 

 

فبعد مرور 4 عقود على تأسيس النظام الديني في إيران، تظهر نتائج استطلاع  في إيران أن نحو نصف المواطنين الإيرانيين تحولوا من التدين إلى الإلحاد، وأن 32 ٪؜ فقط من الإيرانيين يعتبرون أنفسهم "مسلمين شيعة".

فجيل ما بعد الثورة الإيرانية الإسلامية ، من الشباب الملتزم المؤمن بالمبادئ العامة للجمهورية والثورة الإسلامية ، لم يعد شابًا !!

 

لقد اصبح الان في منتصف العمر، واقل نسبة من السكان، فالنسبة الأكبر من السكان هي لجيل شاب لا يهتم  للخميني، لم يعاصره، او حتى يقدسه  او يحترمه.

يرونه مجرد شيخ ديني عجوز متطرف ، وتقليدي، ولا ينتمي لثقافتهم وعصرهم، بعكس ما يصوره الاعلام الإيراني كزعيم  ثوري، وكذلك يرون سلفه الشيخ العجوز الاخر "خامنئي" 


خامنئي.. توه فهمتكم!

لقد فهم المرشد الثوري علي خامنئي المسألة متأخرًا جداً، واضطر ان يخرج بعد ٣ أسابيع من العنف والغضب الشبابي، ليقول ان مقتل مهسا اميني فطر قلبه! كلمة مؤثرة لكن متأخرة ١٠ سنوات على الأقل!!
وكان خامنئي قد طرح قضية تحول الشباب الإيراني في محاضرة بعنوان "نمط حياة الشباب الإيراني الإسلامي"، بهدف منع هذه التغيرات داخل المجتمع الإيراني، لكن محاولته فشلت، لانها رتيبة، وغير جذابة، وخارج المنافسة. 

 


مقتل مهسا فطر قلبي

لقد ذكر هذا المشهد المبتذل بزين العابدين الرئيس التونسي ، الذي خرج بعد أسابيع من انتفاضة الشباب التونسي ليقول لهم " توه فهمتكم " 

للأسف يفهم العسكر والسياسيون وشيوخ الدين، شعوبهم .. بعد فوات الأوان، ثم يسألون لماذا يحب الشباب في بلادنا النمط الأمريكي!

الشباب هم نقطة قوة أي نظام، ونقطة ضعفه أيضًا.. 

ما تفعله أمريكا خطير، فالف خطبة دينية، او مئات العمليات العسكرية لسنوات ، لإيران او محورها، يلغيها فيلم أمريكي واحد ب٩٠ دقيقة..

انهم يرون البطولة الحقيقية هناك على الشاشة، وهناك الحرية ، والحياة، وهنا القمع ، والتطرف والأفكار القديمة والتخلف!

لهذا سيثور الشباب لاتفه سبب، في ايران ولبنان والعراق واليمن، وفي كل المحور الإيراني او الشرقي ، الذي يعادي النمط الأمريكي ويحقره

انهم ليسوا غاضبين لمقتل شابة على يد الشرطة، انهم غاضبين لانهم ولدوا في ايران، في حكم المرشد والحرس الثوري!

 نجحت الثورة الاسلامية في بيروت وصنعاء .. وفشلت في طهران!

هؤلاء لن تسطيع قمهم بالسلاح، لانك بقتلهم تتحول الى من نظام قمعي الى نظام يقتل شعبه، ويزيد الغضب اكثر

احتمال كبير ان يسقط النظام الإيراني يومًا ، بسبب هؤلاء الشباب الغاضبين، فكل جيل سيكون آكثر غضبًا من الجيل الذي سبقه، لقد حظر النظام منذ سنوات كل ما له صلة بالثقافة الامريكية ، أفلام فيسبوك ، وحتى انترنت وملابس!!

لكن الشباب هناك فتحوا الحجب ، ويتابعون نتفلكس، والأفلام الامريكية ، ولديهم حسابات على تويتر وفيسبوك ، وهزموا النظام الإيراني القوي الشرس، لانهم القوة الناعمة الذكية

النظام الشرقي عمومًا ، يفتقد للقوة الناعمة، والأحزاب والنظم الدينية ، تعتمد في رسالتها على التلقين والوعظ، وهو أسلوب قديم مبتذل، لا يجذب جيل يعيش في زمن وبعد اخر

ذات الحنق، ستجده في لبنان، بين صفوف الطائفة الشيعية ، من شباب صغير السن ينتمي اباؤهم لحزب الله، ويقدسون شخصية امين الحزب وقادة ايران ، بينما ابناؤهم المراهقين يتناقلون الميمز على وتساب وانستجرام التي تسخر من حسن نصر الله وعلي خامني وقاسم سليماني!
ويحولون الشعارات الدينية، والاغاني التعبوية ، لجمل واغاني ساخرة، في مفارقة صارخة، تظهر انفصال الجيل الثاني والثالث في بيئة حزب الله، عن رؤح التنطيم وفكرته!


أعضاء  "حزب الله" من الشباب مقارنة بالأجيال السابقة، على مستوى الرفاهية والملبس والاهتمام بالعلامات التجارية والسفر خارج البلاد ويقلدون  الشباب الغربيين.

 

وهنا تسأل عن مستقبل هذه التنظيمات والدول، هل ستهزمها أمريكا وإسرائيل في حرب مدمرة، ام ستتفكك من الداخل ، بسبب شباب مراهق سيكبر غداً وهو لايؤمن بالفكر الثوري، او القواعد والقوانيين الإسلامية، ولا يقدس أي من الشخصيات الموجودة اليوم، والتي ستكون قد رحلت!
بل والانكى، انه لن يرى مشكلة من التطبيع الثقافي مع إسرائيل ، فغالبية الأفلام والمسلسلات الامريكية على نتفلكس لا تتحدث فقط عن المثلية، بل تقدم بشكل ناعم وهادي وذكي، شخصيات لطيفة عبقرية عصرية "يهودية إسرائيلية" فتبدو الصورة مقبولة ، بينما الإيراني والقيادي في الحزب تقليدي وخارج العصر

ربما لو اجرى حزب الله وايران، استطلاعاً سريعاً في صفوف اليافعين من الفتيات والشباب، من ابنائه،  المحسوبين انهم ضمن " بيئته" سيصدم من النتيجة ، وهو يرى جهده الثوري وعمله العسكري ، يدمره مسلسل من ثلاث مواسم على منصة أمريكية!! 

سلام