الرئيسية المواضيع المقال التحليلي

حرب الراتب:بلد نفطي يتسول مرتباته! ينتج الغاز والغاز معدوم.. الحوثي سيضرب السعودية لدفع الرواتب!!

  • منذ سنة - Sunday 02 October 2022

حرب الراتب:بلد نفطي يتسول مرتباته! ينتج الغاز والغاز معدوم.. الحوثي سيضرب السعودية لدفع الرواتب!!
منى صفوان
صحافية وكاتبة- رئيسة تحرير عربية فيلكسAF

 


عادت نبرة التهديد والوعيد الحوثية، لاستهداف العمق السعودي، واقتصاده النفطي، طالما هو المسؤول الأول عن القرار اليمني ، بأدق مسألة سيادية وهي "تسليم الراتب"
فالرواتب امر سيادي يخص الدولة ، ويحدد مسؤليتها، ولا يحق قطعه، آو المساومة عليه، لكن في اليمن حدث الامر ومازال من ٧ سنوات! 

 

 

الى متى هذا الاذلال بحق الشعب اليمني!  اكرم شعوب المنطقة واعزها!
الشعب اليمني، ليس متطلبًا وهو يقبل العيش بأدنى المستويات ، بل ويتكيف مع أي ظروف قاسية، لكن الألم ماعد يحتمل

ثلاثة عقود منذ اعلان اكتشاف النفط في اليمن ، ومع ذلك ظلت موازنة النفط سرية، والشعب فقير، وتلك أيام خلت وانتهت.

لكن  ذهب النظام السابق بخيره وشره، وبقي اليمن الغني بناسه وارضه، ان ارض اليمن مليئة بالكنوز ، من ثروات معدنية كالذهب والنحاس واليوارانيم، والحديد، وثروات نفطية وغازية، الى جانب الثروة السمكية والحيوانية، فضلًا على ان اليمن بلد زراعي، وأيضًا سياحي، وكل مورد يستطيع ان يكفي ميزانية الدولة ، ورفع مستوى الناس المادي.

 

مغارة علي بابا يقف على بابها الف لص وحرامي، فالفساد وسوء استغلال الموارد، احد مشاكل اليمن ، الذي لم يعرف الاستقرار خلال أربعة عقود، مابين ثورات وانقلابات، وانفلات امني وعمليات إرهابية وحروب أهلية، ومؤخراً حرب إقليمية لها ٨ سنوات

ان لدينا الوفرة المالية ، والثروة المادية التي تمكننا كشعب ان نعيش بأفضل مستوى مادي، لايقل عن أي من جيراننا في الخليج الغني.
فلماذا نحن فقراء وبلدنا غني ، بل وغني جدًا ، ومن اغنى البلدان العربية ؟ 

لماذا نرضى بالقليل ، وحتى هذا القليل لم نعد نحصل عليه! هل يجب ان تقوم حرب مدمرة تحرق المنطقة والخليج، ليحصل اليمني على راتبه وعلى دبة غاز؟

 

قطعت رواتب ملايين الموظفين منذ اكثر من ٧ سنوات، ورفع الدعم عن المواد الأساسية والمشتقات النفطية. 

وصارت حصص الغاز اقل، وفي بلد ينتج الغاز،  الغاز المنزلي معدوم، وتحتاج الى واسطه  عاقل الحارة لتحصل على انبوبة غاز منزلي، لتطبخ الطعام!

الذل الذي يعيشه اليمني، متعمد، لاذلال الشعب العزيز الكريم، انها سياسة اذلال متعمدة ، فمن له مصلحة باذلال اعرق شعوب المنطقة، وأكثرها حضارة ورقيًا وطيبة وكرماً!
شعب لم يعتد على احد، لم يسلب ثروة احد، لم يمنع أي بلد من ان يستخرج النفط من ارضه ويعيش غنيًا ، لم يقطع راتب موظفي أي دولة ! فلماذا يفعلون به هذا؟ هل ليعاقبون الحوثي!؟ ملايين اليمنيين ليسوا حوثيين.

سبع سنوات واليمني صابر على انقطاع راتبه ، يعمل ويذهب للدوام، يداوم بدون راتب،  ويعلم في المدارس الحكومية بدون راتب! 
هل رايت في حياتك شعب صابر وصامد كالشعب اليمني!

 

واليوم تتصارع القوى المحلية والإقليمية، لتتقاسم النفوذ والثروة في اليمن، وبقيت مسألة الراتب وهي ابسط حق للناس محل جدل ونقاش ورفض وخلاف

فمن يدفع الراتب ؟ هل يدفعها الحوثيون من إيرادات ميناء الحديدة! ام تدفعها القوات الحكومية من إيرادات النفط؟

لقد حولوا الشعب الغني لمتسول، وهو الذي يملك حقول النفط والغاز، وايردات الموانئ من المهرة للحديدة.

كل هذه الثروات وملايين البراميل النفطية، ومليارات الدولارات ملك للشعب.

اليوم يهدد الحوثيون بضرب العمق السعودي والاماراتي، وتهديد الشركات النفطية هناك، لان التحالف رفض تسليم المرتبات للموظفيين في اليمن، من عائدات النفط اليمني!

 

أي ذل هذا! لم نقل ان تسلم من عائدات النفط السعودي او الاماراتي بل اليمني! 
لقد تصدر الحوثيون المشهد باعتبارهم يدافعون عن حق المواطن والموظف المسكين ، فيعطى له حقه من ماله، ليقول شكرًا!

اصبح الحوثيون أبطالاً، لانهم طالبوا بحق اليمنيين! ولانهم يودون التنصل من دفعها من ايردات الحديدة، ولانهم يريدون حصتهم من النفط

ولكن من يملك أساسًا قطع الرواتب! لماذا قبل الناس بقطع المعاش؟ لماذا لم تضغط الحكومة لتحييد الاقتصاد 

لماذا كل هذا الجدل مع الحوثيين لتسليم الرواتب! وهي ابسط الحقوق! وامر سيادي للدولة! 
على الحكومة تسليم رواتب الموظفين المتاخرة فورًا ، والالتزام بسدادها ، وإخراج هذا الملف من نقاط الخلاف مع الحوثيين

لانه ملف حقوقي وليس سياسياً، ولان قطع الرواتب ضد القانون والدستور، ويسقط حصانة الدولة، وشرعيتها، لإن مسؤوليتها سقطت.