الرئيسية المواضيع المقال التحليلي

اجواء الساعات الأخيرة – هذه المرة ستعلن الحرب من صنعاء

  • مقال خاصAF
  • منذ سنة - Saturday 01 October 2022

اجواء الساعات الأخيرة – هذه المرة ستعلن الحرب من صنعاء
منى صفوان
صحافية وكاتبة- رئيسة تحرير عربية فيلكسAF

 


انتهت المهلة التي حددها الحوثيون، لتنفيذ شروطهم، واهمها متعلق بالنفط والغاز، وصرف رواتب موظفي الدولة من إيرادات النفط، وليس من إيرادات ميناء الحديدة ، وهذه هي نقطة الخلاف الكبيرة "من سيدفع الرواتب"


هذا الخلاف سيتدعي حرباً، لانها حرب الموارد والثروات، فحقول النفط والغاز تقع تحت سيطرة القوات الحكومية المدعومة من التحالف السعودي الاماراتي، في شرق وجنوب اليمن.


اما في غربها وشمالها حيث تسيطر حركة انصار الله الحوثية، فهي مناطق فقيرة نفطياً، ومعظم الإيرادات تدخل من ميناء الحديدة غرب البلاد على البحر الأحمر

 

بيان الوفد المفاوض برئاسة محمد عبد السلام كان واضحًا، ليس هناك تفسير اخر بين السطور، فاما مشاركة الثروة، او حرب للاستيلاء عليها. 


الهدنة التي جددت ل٦ اشهر تنتهي خلال ساعات، وزوامل وطبول الحرب باتت تسمع في صنعاء، التي تحتشد لواحدة من اكبر مهرجاناتها السنوية بمناسبة المولد النبوي 

 


اليد الحوثية على الزناد، وعروضها العسكرية ، أظهرت اكتفائها وقدرتها القتالية ، والاهم ان مصالحها الاستراتيجية ، لا تصب بصالح اخماد نار الحرب .

فان لم تستطع الحصول على موارد الثروة، بالسلم والتفاوض، فمن المنطقي ان تستخدم القوة ، خاصة وان صنعاء ترفض رفضًا تامًا ايفاء  أي التزامات كالرواتب او غيرها، سواء من إيرادات ميناء الحديدة او من أي إيرادات أخرى.

 

وتبريرها لذلك يستند على ان اليمن غنية بالنفط، والغاز، الذي تتهم فيه الشركات  الأجنبية وعلى رأسها توتال الفرنسية ، بنهبه وسرقته

وتتهم الامارات ببيع الغاز اليمني لألمانيا واروبا، في ظل ازمة الطاقة ووقف الغاز الروسي، بسبب الحرب الروسية

 

فان كانت الحرب الروسية، خلقت لاوروبا ازمة في الغاز،  فصنعاء مستعدة لتصعيد الازمة، واشعال الحرب لاستعادة الغاز اليمني ، بصفتها الطرف المحلي والاحق بالغاز اليمني!

لا يبدو ان الجماعة مستعدة للتفاوض حول هذه النقطة تحديدًا ، فهي مسألة مصير ووجود ، دون مبالغة.. وجودها يتحدد بقدرتها على بسط يدها على موارد الطاقة 

ان حرب العالم كله اليوم، من اجل الطاقة، واستمرار الدول، وهزيمتها تحدده هذه النقطة

 
لذلك حذرت صنعاء الشركات الاجنبية  العاملة في مجال الطاقة في الأراضي اليمنية ، لوقف انتهاجها، ولا نستبعد ضربها.

وهنا يتجلى الخوف الفرنسي ، والقلق الأمريكي، الذي عبر عنه السفير الأمريكي متزامنًا مع البيان الحوثي الذي يهدد بعدم تجديد الهدنة.

 

لن يهتم الحوثيون للاتهامات بأنهم السبب وراء كسر الهدنة، وعودة الحرب، ولديهم الاستعداد لاعلان الحرب من طرف واحد، فكل القوى الدولية والإقليمية تريد وقف الحرب في اليمن 

لكن حركة أنصار الله الحوثية، لن توقفها ، طالما هي ممنوعة من الاستفادة من الثروة النفطية!

هذه المرة لن تعلن الحرب من واشنطن او الرياض، بل من صنعاء ، هذه المرة أمريكا والسعودية لا يريدان الحرب، لكن الحوثيين لهم مصلحة بالحرب

سيضرب الحوثيون المناطق النفطية في الجنوب ، والشركات الأجنبية، وقد يتقدمون باتجاه حقول النفط للاستيلاء عليها بالقوة
يمكن ان يتزامن ذلك مع هجوم  صاروخي على نقاط النفط السعودية ، مثل أرامكو ، وتوسيع دائرة اللهب ، للضغط وارغام الخصوم على الرضوخ لمطالبهم!!

 

كل هذا سيناريو متوقع للحرب، في جولتها القادمة! ولا احد يعلم كيف يمكن وقفها،  ان بدأت ، ويمكن ان نتوقع أي شيء في أي لحظة!

لهجة القيادات الحوثية واضحة، النار اذا اشتعلت لن يطفئها احد!

انها مهمة انتحارية ، فهي حرب مصيرية، لان  قبول الحوثيين بالهدنة، يعني قبولهم للفتات، بينما يستولي خصومهم على مليارات النفط.

 

وهم على قدر من الدهاء والاحتيال ، يمكنهم من قراءة الخارطة الإقليمية ، المنشغلة بحرب الغاز في أوروبا، ورغبة الإدارة الامريكية للتفرغ للدب الروسي، وتغيرات اللعبة الدولية وموازين القوى

 

تهديد الحوثيين بالحرب، قد يجبر الطرف الاخر لقبول شرط تسليم الرواتب من ايرادات النفط وليس من ايرادات ميناء الحديدة!
لكن .. لن يقبل الحوثيون مستقبلًا بقاء ، منابع النفط والغاز خارج سيطرتهم ، دون مشاركة.. لذا قد تندلع حرب النفط مستقبلًا 

وصراحة لا نستبعد، ان اندفاع بوتين، وهجومه، واشعاله الحرب، قد زاد من تشجيع الحوثيين، وايمانهم بان القوة هي الحل.