الرئيسية المواضيع تدوير الزوايا

أنور الرشيد يكتب عن سقوط التيار المدني في الكويت

  • مقال خاصAF
  • منذ سنة - Saturday 01 October 2022

أنور الرشيد يكتب عن سقوط التيار المدني في الكويت

 

 

لم أتفاجأ حقيقةً من سقوط معظم غير المنتمين للتيارات السياسية الدينية أي المحسوبين على التيار المدني بمختلف الدوائر  لسبب بسيط إلا وهو أن هذا التيار العريض فشل فشلاً ذريعاً طوال العقدين الماضيين ونيف من تنظيم نفسه وذلك يرجع بتقديري لافتقاره لثقافة العمل الجماعي وتضخم الأنا ناهيكم عن التدخلات التي تعمل على تحطيم التيار من الداخل، هذه العوامل الثلاثة هي من خسرت هذا التيار في مسيرته والتي أوصلته على ماهو عليه اليوم من نتيجة خسر بها مقاعده وخسر كوادره.

التيار المدني بحاجة ماسة لأن يعترف بفشله كخطوة أولى إذ أراد أن يبقى في المشهد العام
وليس مهم إلقاء اللوم على هذا أو ذاك بقدر ما المهم قراءة المشهد بعين وعقل يطمح لتصحيح مسيرة تدفع الاكثرية المدنية ثمنها الغالي.

أن هذه الانتخابات هي فرصة ثمينة يتنادى بها المهتمون بالشأن العام من التيار المدني لوضع ترتيب ليكون لهم موضع قدم في المرحلة المقبلة.

 

أنا أعرف تماماً بأن المهمة صعبة وقد تكون مستحيلة  ولكن لابد من محاولة إعادة إحياء هذا التيار وريث نضالات رجالات الكويت وتاريخهم الذين حافظوا على حُرياتنا الذين لولاهم ولولا الظروف لما كنا اليوم نتمتع بحُريتنا وبديمقراطيتنا وهذا يحملنا عبئاً إصافياً ومسؤولية تاريخية ستتحدث عنها الاجيال الحالية والقادمة كما نحن نتحدث الآن عن نضالات وتضحيات أجدادنا وآبائنا ولكن الفرق هنا يكمن بأنهم سيقولون بأن آباءهم وأجدادهم الذين هم نحن فشلوا فشلا ذريعا برص الصفوف وتوحيد الجهود على الأقل ليحتفظوا بالحد الأدنى من التنسيق وهذا صحيح وواقع ورغم ذلك يمكن انتشال هذا الحال من هذا الواقع فيما إذا صدقت النوايا وترفعت الأنفس عن الأنا.

أنا شخصياً تألمت حقيقةً لنتيجة التيار المدني بالذات في الدائرة الثالثة التي تعتبر دائرة نموذجية بفسيفسائها الاجتماعي ورغم ذلك عجز ذلك التيار من أن يوصل ممثلا له في الانتخابات التشريعية، ومن المتوقع في حال إذا لم يبادر احد من ذلك التيار لطرح مشروع تنسيقي ولا أقول مشروعاً توحيدياً ولا تنظيماً لان هذا  أراه أمل أبليس بالجنة إلا إذا بادر شباب ذلك التيار مثل الأخوين محمد جوهر حيات وعبدالعزيز السيف بدعوة من يتوسمون بهم خيراً لخلق ظروف يلتف حولها الشباب المؤمن بدور التيار المدني في المرحلة القادمة، أما جيلنا فلا اعتقد بأننا قادرون على خلق تلك الظروف لأننا من كثر الضرب تبلدت احاسيسنا وزرع بيننا ما صنعه الحداد وقيل عنا ما لم يقله مالك في الخمر لكم أن تتخيلوا المأساة التي يمر بها التيار المدني الذي يرى تساقطه كأوراق الخريف ولا يحرك به الشعرة التي لازالت ترتبطه بماضي وحاضر ومستقبل هذا التيار.

 

 

فهل نرى تحرك لإنقاذ مايمكن انقاذه؟
أم أن ماصنعه الحداد أكبر من قدرة أي من عناصره التي يمكنها لملمة جراح هذا التيار ووقف نزيف خسائره، هذا ما لا آمله.

نصيحه أخيره للسيدة موضي المطيري إستمري بتواصلك وظهورك الإعلامي فلا احد يعلم قد تكون هناك انتخابات مبكرة وهذا ما اتوقعه في حال ما إذا طالب المجلس بعفو عام وتصحيح القوانين المُقيدة للحُريات ولقانون المسيئ سيئ الذكر ومعالجة ملف البدون ومحاسبة الفاسدين كلها مشاريع تأزيم.
@anwar_alrasheed