الحرية التي أنقذتني من الموت البطيء بقلم: ليلى عمران

  • خاص AF
  • منذ أسبوعين - Tuesday 29 April 2025

الحرية التي أنقذتني من الموت البطيء  بقلم: ليلى عمران
AF متابعات
متابعات عبر وكالات الانباء 

AF

 

مقدمة المحرر:

في هذا المقال الصادق، تكتب “ليلى عمران” عن تجربتها الشخصية مع الحرية الأنثوية. لا تقدم تنظيرًا نظريًا، بل شهادة حية من قلب امرأة عربية عاشت القيد، وتمردت عليه، واختارت أن تعيش كما تريد — لا كما يُراد لها

لم أكن أعرف أنني لست حرة، إلا حين بدأت أتنفس للمرة الأولى دون إذن.

كنت أظن أنني بخير… أنني مطيعة، محبوبة، ناجحة. كنت أرتدي القوالب كأنها حقيقتي. لكن شيئًا ما في داخلي كان يذبل، يختنق بصمت. حتى قررت أن أطرح السؤال الأصعب: من أكون حقًا؟ وما الذي أريده لنفسي، لا لما يريدونه مني؟

 


أنا ليلى. امرأة عربية مثل كثيرات. نشأت على “عيب”، و”مش وقته”، و”الناس تقول إيه”. تعلمت أن أكون لطيفة أكثر مما ينبغي، وأن أعتذر حتى عندما لا أُخطئ. تعلمت أن أضع احتياجات الجميع قبلي، أن أكون “بنت عاقلة”، حتى لو كلفني ذلك إنكار مشاعري.

 


لكن الحرية جاءتني على شكل وجع. لم تدخل حياتي بهدوء، بل فجّرتني من الداخل. كانت لحظة الانهيار، هي بداية الاستفاقة.

 


كنت في زواج “محترم” كما يُقال. كل شيء يبدو مثاليًا على الورق، لكنه كان قيدًا ذهبيًا. لا أُهان، لكن لا أُسمع. لا أُضرب، لكن لا أُحتَرم. كنتُ مرئية، لكن بلا روح. أخفي حزني بابتسامة، وأدّعي الرضا وأنا أختنق.

 


في لحظة ما، نظرت إلى المرآة وسألت نفسي: هل هذه حياتي؟ هل هذه أنا؟

وكانت الإجابة مرعبة.

 


قررت أن أبدأ بالخطوة الأولى: أن أقول “لا”.

لا لما يؤذيني.

لا لما لا يشبهني.

لا للمجاملات التي تُطفئني، وللعلاقات التي تُضعفني.

 


خرجت من الزواج. خُضتُ معركة التحرر وحدي، محاطة بأصوات الخوف: “خسرتي كل حاجة”، “هتندمي”، “مين هيرضى بيكي دلوقتي؟”.

لكنني كنت قد بدأت أتنفس. ولأول مرة… أعيش.

 


التحرر لم يكن سهلاً. لم يكن رومانسيًا. كان مليئًا بالدموع، بالغضب، بالوحدة. لكن في كل ليلة كنت أضع رأسي على الوسادة، كنت أعلم أنني لم أعد أعيش كذبة.

 


الحرية الحقيقية لم تكن في أن أخلع الحجاب أو أرتديه، أن أعمل أو أستقيل، أن أحب أو أنسحب. الحرية كانت أن أختار. ببساطة: أن أختار.

 


اليوم، أنا امرأة مختلفة. لستُ كاملة، ولستُ خارقة. أنا فقط امرأة حرة.

أخاف أحيانًا، أتعثر أحيانًا، لكنني لا أعود إلى القيد أبدًا.

لأنني عرفت:

الحرية ليست تمردًا… الحرية هي النجاة من الموت البطيء.

 

 

 

 


أعيش اليوم ببوصلة داخلية.

 


أحبّ من يشبهني. أعمل فيما يُشعرني بالحياة. أرتدي ما يُريحني. أرفض ما يستنزفني.

أنا الآن امرأة حرة… وأيضًا مسؤولة.

حريتي ليست ضد الرجال، ولا ضد الأسرة، بل مع الحياة. مع الحب الناضج. مع الشراكة الحقيقية.

 


أكتب قصتي هذه لأقول لكل امرأة تقرأني الآن:

الحرية ليست رفاهية… إنها حق. لكنها أيضًا معركة. ومعركتك تستحق

 

 

 

لم أكن أعرف أنني لست حرة، إلا حين بدأت أتنفس للمرة الأولى دون إذن.

كنتُ أظن أنني بخير… أنني مطيعة، محبوبة، ناجحة. كنت أرتدي القوالب كأنها حقيقتي. لكن شيئًا ما في داخلي كان يذبل، يختنق بصمت. حتى قررت أن أطرح السؤال الأصعب: من أكون حقًا؟ وما الذي أريده لنفسي، لا لما يريدونه مني

 

اليوم، وأنا أكتب هذه الكلمات، لا أحتفل بنهاية الرحلة، بل ببدايتها.

الحرية ليست وجهة، إنها طريق طويل يتطلب شجاعة يومية.

أن أكون حرة يعني أن أراجع اختياراتي دومًا، أن أطرح الأسئلة الصعبة، أن أتعلم من زلاتي دون جلدٍ للنفس.

 


صرت أعيش وفقًا لبوصلة داخلية، لا بناءً على تصفيق الناس أو رضا المجتمع.

أحبّ من يشبهني. أعمل فيما يُشعرني بالحياة. أرتدي ما يُريحني. أرفض ما يستنزفني.

 


أنا الآن امرأة حرة… وأيضًا مسؤولة.

حريتي ليست ضد الرجال، ولا ضد الأسرة، بل مع الحياة. مع الحب الناضج. مع الشراكة الحقيقية.

أردتُ فقط أن أقول لكل امرأة تقرأني الآن:

الحرية ليست رفاهية… إنها حق. لكنها أيضًا معركة. ومعركتك تستحق