منذ شهر - Saturday 26 April 2025
AF
في يومٍ مشمس لا يبشر بخير، قرر المواطن السعودي أن يقوم بأخطر مهمة عرفتها البشرية: حجز موعد في جهة حكومية.
فتح التطبيق بكل حماس، أدخل بياناته، ضغط على زر “احجز الآن”، فظهر له التنبيه الأسطوري:
“عذرًا، لا توجد مواعيد متاحة حاليًا… حاول لاحقًا.”
ضحك بسذاجة، كمن يظن أن الأمر يحتاج فقط لإعادة المحاولة.
جرّب للمرة الثانية، الثالثة، العاشرة… ثم بدأ يشعر أنه يشترك في برنامج تحديات عالمية، والوسيلة الوحيدة للفوز: أن تحجز قبل أن ينقطع النت أو ينفذ صبرك!
بعد معركة شرسة مع الأعصاب، استطاع أن يحجز موعدًا… بعد شهرين ونصف!
ومع ذلك، أحس بالإنجاز، وكأنه فتح الأندلس من جديد.
في يوم الموعد، حضر مبكرًا وهو يحمل أوراقه وكوب قهوة وعشر صلوات استخارة.
جلس في الانتظار، ليفاجأ بموظف الاستقبال يبتسم ابتسامة بريئة ويقول:
“آسف يا طويل العمر، النظام معلق… تعال لنا بعد العيد.”
خرج المواطن، يحمل في قلبه درسًا كبيرًا:
في السعودية… أسرع طريقة لقضاء حاجة حكومية: أن تدعو لها… ثم تنساها