منذ شهرين - Thursday 10 April 2025
AF
عبد الملك الحوثي هو أحد الشخصيات البارزة في السياسة اليمنية، ويمثل شخصية محورية في النزاع المستمر في اليمن منذ عدة سنوات. وُلد في محافظة صعدة شمالي اليمن في عام 1979، ويعدّ من أبرز القادة الذين يقفون وراء حركة “أنصار الله” (المعروفة بالحوثيين). يعتبر الحوثي أحد القادة الذين لهم تأثير كبير على مجريات الأحداث في اليمن، ويُعدّ رمزًا للنضال بالنسبة لأنصاره، في حين يُعتبر في المقابل رمزًا للتمرد والانقسام بالنسبة لخصومه.
بداية الحركة
ظهرت حركة الحوثيين في أواخر التسعينيات على يد حسين بدر الدين الحوثي، الذي كان يمثل بداية الاتجاه الديني والسياسي للجماعة. لكن بعد وفاة حسين الحوثي في عام 2004، تصدّر عبد الملك الحوثي المشهد ليأخذ مكان شقيقه في قيادة الحركة. ومنذ ذلك الحين، أصبح عبد الملك الحوثي صوتًا قويًا في محاربة ما يُعتبره التدخل الأجنبي في الشؤون اليمنية، وكذلك في مواجهة ما يعتبره “الفساد” داخل الدولة اليمنية.
الدور القيادي
برز عبد الملك الحوثي كقائد ديني وزعيمي سياسي منذ بداية الاحتجاجات والمواجهات مع الحكومة اليمنية في عام 2004، وهو ما أدى إلى انطلاق سلسلة من الصراعات المسلحة التي استمرت لسنوات طويلة. يعتبر عبد الملك الحوثي شخصية مثيرة للجدل: فهو يُعَدّ من جانب أنصاره قائدًا حكيمًا ومخلصًا لقضايا الشعب اليمني، في حين يراه خصومه زعيمًا طائفيًا يدعو إلى الانقسام والعنف. وقد نجح الحوثي في تعبئة العديد من الجماعات تحت راية “المظلومين” في مواجهة السلطة المركزية.
الصراع مع التحالف العربي
في عام 2014، لعبت جماعة الحوثيين بقيادة عبد الملك الحوثي دورًا رئيسيًا في السيطرة على العاصمة صنعاء، مما أسهم في اندلاع حرب أهلية دموية، حيث تدخل تحالف عربي بقيادة المملكة العربية السعودية لدعم الحكومة اليمنية ضد الحوثيين. وقد ساعد دعم إيران للجماعة على تعزيز موقفها العسكري والسياسي، وأدى ذلك إلى إطالة أمد الحرب وتعميق الأزمات الإنسانية والاقتصادية في البلاد.
خطاباته وتأثيره
يُعتبر عبد الملك الحوثي من الشخصيات التي تعتمد بشكل كبير على الخطابات السياسية والدينية لتحفيز أنصاره وتعزيز موقعه داخل الحركة. خطاباته التي يُلقيها عبر وسائل الإعلام وحلقات التلفزيون عادةً ما تتسم بالحدة والشدة، حيث يتحدث عن قضايا المقاومة ضد “العدوان” (الذي يراه التدخل الأجنبي)، كما يشدد على أهمية الحفاظ على الهوية الدينية والتاريخية لليمن. تركز خطب الحوثي بشكل أساسي على القيم الإسلامية، ويحاول أن يربط بين مقاومة الاحتلال والسيادة الوطنية في سياق ديني وأيديولوجي.
التحديات والانتقادات
واجه عبد الملك الحوثي عددًا من التحديات، أبرزها نقص الدعم الدولي بسبب اتهامات من قبل الأمم المتحدة ودول عدة بتقويض الاستقرار في اليمن باستخدام العنف. كما تعرّض لانتقادات واسعة بسبب سياسات جماعته التي تُنسب إليها انتهاكات لحقوق الإنسان، بما في ذلك استهداف المدنيين واستخدام الأطفال في الحرب. هذه الانتقادات كانت حافزًا رئيسيًا لزيادة الضغوط الدولية عليه وعلى حركة الحوثيين بشكل عام.
رؤية للمستقبل
فيما يتعلق بمستقبل عبد الملك الحوثي، فإنه يظل شخصية محورية في الساحة السياسية اليمنية. ورغم التحديات العديدة، لا يزال الحوثي و”أنصار الله” قادرين على التأثير على الأحداث في اليمن بشكل كبير. يتوقع الكثيرون أن يكون له دور أساسي في أي تسوية سياسية مستقبلية، رغم صعوبة التوصل إلى اتفاق شامل يضمن السلام في ظل استمرار النزاع.
الخاتمة
عبد الملك الحوثي يعدّ من الشخصيات المعقدة والمثيرة للجدل في التاريخ المعاصر لليمن. سواء كان يُنظر إليه كزعيم مقاوم للعدوان أو كمسبب للصراع الداخلي، فإن دوره في الحرب اليمنية لن يُنسى بسهولة، وسيظل محورًا للنقاش في الساحة السياسية والإعلامية العربية والدولية لسنوات قادمة