اسباب ضعف السعودية في اليمن

  • منذ شهرين - Thursday 10 April 2025

اسباب ضعف السعودية في اليمن
AF متابعات
متابعات عبر وكالات الانباء 

AF

 


ضعف السعودية في اليمن: تحليل للأسباب والتحديات

 

 

 

منذ بداية الحرب في اليمن عام 2015، دخلت المملكة العربية السعودية في صراع معقد ضد الحوثيين المدعومين من إيران، في إطار دعمها لحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، والذي كان قد واجه انقلابًا من قبل الحوثيين في صنعاء. ورغم الدعم العسكري الكبير والمساندة الدولية، فإن السعودية تواجه عدة تحديات تؤثر على قدرتها في تحقيق أهدافها في اليمن.

 

 

 

1. 

تعدد الأطراف المتورطة في الصراع

 

 

 

أحد أكبر العوامل التي تؤثر على قوة السعودية في اليمن هو تعدد الأطراف المتورطة في النزاع. الحرب في اليمن ليست صراعًا ثنائيًا بين السعودية والحوثيين فقط، بل تشمل أيضًا تنظيمات متطرفة مثل القاعدة وداعش، بالإضافة إلى الصراع الداخلي بين فصائل يمنية متعددة (مثل المجلس الانتقالي الجنوبي وميليشيات الإصلاح). هذا التشابك يضعف القدرة السعودية على فرض تسوية شاملة أو تحقيق استقرار دائم.

 

 

 

2. 

التحديات العسكرية واللوجستية

 

 

 

منذ بداية الحرب، تواجه السعودية تحديات كبيرة في تكبيد الحوثيين الهزائم الحاسمة. فصائل الحوثيين تمكّنت من تحصين مواقعها في المناطق الجبلية والمدن الاستراتيجية مثل صعدة وصنعاء. إضافة إلى ذلك، تمكنت الجماعات الحوثية من شن هجمات صاروخية ضد أهداف في السعودية، بما في ذلك منشآت النفط والبنية التحتية، مما يكبد المملكة خسائر اقتصادية وسياسية.

 

 

 

3. 

الوضع الإنساني المتدهور

 

 

 

تسببت الحرب في اليمن في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العصر الحديث. الحصار المفروض على اليمن من قبل التحالف الذي تقوده السعودية، إلى جانب القصف الجوي المكثف، أدى إلى تدمير كبير للبنية التحتية وتفشي المجاعات والأمراض. هذا الوضع زاد من الانتقادات الدولية للمملكة وأثر على صورتها في المجتمع الدولي. رغم الجهود الإنسانية التي تبذلها السعودية، فإن الواقع على الأرض يظل صعبًا للغاية.

 

 

 

4. 

التدخلات الإقليمية والدولية

 

 

 

إيران تعد من أكبر داعمي الحوثيين، وهذا يشكل تحديًا إضافيًا للسعودية. إيران تدعم الحوثيين عسكريًا عبر الأسلحة والخبرات، مما يجعل السعودية في مواجهة مع دولة ذات تأثير إقليمي واسع. كما أن التصعيد في اليمن أثر بشكل كبير على العلاقات السعودية مع بعض حلفائها الدوليين، إذ تتزايد الضغوط على المملكة من قبل المنظمات الدولية والدول الغربية للبحث عن تسوية سياسية.

 

 

 

5. 

المشاكل الداخلية في السعودية

 

 

 

يعتبر الوضع الداخلي في المملكة عاملاً آخر يؤثر على قدرتها على التدخل في اليمن. تحاول السعودية التركيز على إصلاحات اقتصادية واجتماعية كبيرة تحت رؤية 2030، وقد تؤدي التكاليف العسكرية في اليمن إلى إضعاف هذا المشروع الطموح. بالإضافة إلى ذلك، يعاني الشعب السعودي من تزايد النقد المحلي للحرب في اليمن، مما يساهم في تصعيد التوترات الداخلية.

 

 

 

6. 

الجهود الدبلوماسية والاتفاقات المؤقتة

 

 

 

على الرغم من الجهود العسكرية، تبذل السعودية جهودًا دبلوماسية للتوصل إلى حلول سلمية للنزاع. تم عقد عدة محادثات سلام في السويد، عمان وجنيف، لكنها فشلت في إحداث تقدم ملموس بسبب تعنت الأطراف اليمنية المختلفة وصعوبة التوصل إلى اتفاق دائم. هذا الوضع يضعف من قدرة السعودية على فرض السلام وحل الأزمة بشكل جذري.

 

 

 

 

 

 

الخلاصة

 

 

 

تواجه السعودية تحديات متعددة في سياق تدخلها العسكري في اليمن، إذ أن تعدد الأطراف المتصارعة، الصعوبات العسكرية، الضغوط الإنسانية، التدخلات الإقليمية، والمشاكل الداخلية جميعها تؤثر على قدرة المملكة على تحقيق أهدافها. وعلى الرغم من الدعم الدولي والجهود الدبلوماسية، تبقى الحرب في اليمن واحدة من أكثر النزاعات تعقيدًا في المنطقة، ولا تزال المملكة تواجه صعوبة في تحقيق حسم عسكري أو سياسي في هذه الأزمة المستمرة