الرئيسية المواضيع المقال التحليلي

بعيداً عن اعلام تضخيم او تقزيم الحلفاء. مالن تجده في الاعلام الإيراني او السعودي عن اليمن

  • منذ سنة - Monday 26 September 2022

منى صفوان
صحافية وكاتبة- رئيسة تحرير عربية فيلكسAF

 

الاعلام الايراني هو اعلام صناعة الحلفاء ..، فهو  يروج  بحماس لفكرة ان اليمن "لاعب إقليمي" وهو مصطلح ضخم ومهم .

وبكل صدق فالاعلام الإيراني ،ماهر في تقديم الحلفاء بشكل لائق، وتضخيمهم، بعكس الاعلام السعودي، الذي يُحقر من شأن حلفائه، ويُقزمهم. 

وهنا ستجد مالن تجده في الاعلام الإيراني او السعودي عن اليمن ..  اللاعب الإقليمي...الذي يتسول الغذاء!

قبل ان نتحمس للمصطلحات الرنانة الكبيرة، التي تُخرج "اليمن " من المزرعة السعودية ، وبوصفه حديقة خلفية للمملكة ، ليقفز فورًا لكرسي اللاعب الإقليمي! 


علينا أن نعرف أولًا وباليمني الفصيح " ايش يعني لاعب إقليمي" !؟
وهو التعريف الذي لن يشرحه لك الاعلام الإيراني المتحمس، والشعبوي، لكننا سنتولى المهمة
"اللاعب الإقليمي " مصطلح سياسي، يطلق على الدول - ركز الدول- التي لها أدوار خارجية مهمة، كصناعي سياسيات خارجية وقرارات والتزمات، مؤثرة بل وملزمة لمحيطها الإقليمي.
والدور الإقليمي لا ينشأ من فراغ، بل يأتي في سياق سياسي واقتصادي، واجتماعي مؤثر داخليًا.
 فهو دور يُقسم الى عدة أدوار، ومستويات داخلية وخارجية ، والثانية شرطٌ للاولى.

فيجب أن يكون لديه سياسية اقتصادية داخلية توفر له :

اولاً - الاستقلال السياسي ،والحماية المالية ، وتوفر له السيولة النقدية ، التي تمكنه من لعب الدور الثاني بأن يكون صانع سياسة خارجية ، للدول المحيطة.

ثانياً اليمن يمتلك  كل هذه المكونات والمقومات، لكن عيبه الوحيد ، انه بلا سياسة اقتصادية مستقلة، لذلك هو مرهون جزء منه لإيران، وجزء ثانٍ للسعودية ،وبعض دول الخليج.

السلاح لا يصنع دولة، كما لا يصنع المال الرجال

يبدو البعض متحمسًا ، بل ومؤمناً، بفكرة الدور الإقليمي ، التي تنطلق من منصات الصواريخ ، او ترسانة الأسلحة المصنعة في اليمن بخبرات إيرانية ، او حتى محلية، فلا فرق

لان الترسانة العسكرية تصنع جيشاً قويًا ، يمكنه صد هجوم، او اطلاق صاروخ، او حتى تهديد أرامكو، وقصف مطار ابها
 لكنه لا يغير في موازين القوى، ولا السياسة الخارجية، ولا يلعب دورًا إقليميًا، لليمن ، لكن الذي سيلعب الدور الإقليمي هي " ايران" وهنا الفرق 

ان ايران دولة، ممثلة في الأمم المتحدة ، بينما حكومة الحوثيين وجيشهم واسلحتهم ليست كذلك. 
ان ايران برغم العقوبات، لديها اقتصاد مستقل تنفق منه على الحوثيين، وتسليحهم وليس العكس
انها ترسم سياسة خارجية، وهي التي تحدد شروطها، بينما الحوثييون يتفاوضون، لصرف الراتب، وفتح الحصار، مما يعني انهم بلا اقتصاد، وبلاد قرار سياسي.


اليمن الذي يملك  منصة اطلاق صواريخ ضخمة، يصل مداها الى الأراضي الفلسطينية المحتلة، لن يحارب فلسطين و٨٠ من سكانه تحت خط الفقر الغذائي. 
ولان تحرير القدس ليست أولوية يمنية في ٢٠٢٢، ولا حتى هي أولوية إيرانية 

انها فقط منصة تهديد لإسرائيل ، حتى لا تفكر بالسيطرة على البحر الأحمر ومضيق باب المندب. 

ومنظومات الطائرات المسيرة التي يصل مداها إلى أكثر من ثلاثة آلاف كيلومتر، لم ترغم السعودية على تغيير سياستها تجاه اليمن 
فهي تنظر لجزء منه مزرعة خاصة وحديقة خلفية، وللجزء الاخر مزرعة وحديقة إيرانية 

ومصطلح الحديقة الخلفية، في الادبيات السياسية، يعني المنطقة التي للدولة مصالح وتأثير  فيها خارج حدودها، أي منطقة التأثير للدول التي لها أدوار إقليمية، لذا ينطبق المصطلح على السعودية وعلى ايران بالنسبة  لليمن.

فالسعودية وايران لهما ادوار إقليمية ، لانهما دول مستقلة اقتصادياً ، وهما يتعاملان مع اليمن "كحديقة خلفية"  لهما، بسبب استقلالهما الاقتصادي.

 فنرى إمريكا والدول الأوروبية اليوم،  تتسول الغاز والنفط، من الرياض
وتبحث عن الاستثمارات والاتتفاقيات مع طهران. 
لكنها بالنسبة لليمن ، لا يراها العالم  الا بلد مزقته سنوات الحروب الاهلية، وعقود الصراع الداخلي، بلد فقير ،تغزوه المجاعة ، ويحتاج للدعم المالي، والمساعدات  الغذائية.

سنكون دولة اقليمية .. اذا..!!

أؤكد لكم، ما من  دولة ولا حتى "ايران " ترى لليمن حاليًا دوراً إقليمياً، لكن سيصبح لليمن دوراً إقليمياً، فقط ، حين يتحرر من التبعية، وجماعات شكرا ايران شكرا للتحالف ، حين يحرر الاقتصاد ، حين يهتم بالتنمية قبل التسليح
وهذا يفسر لك لماذا تدعم ايران والسعودية التسليح والصناعات العسكرية في اليمن ، ولن تفكر بدعم التنمية ، برغم طلبات الحوثيين وطلبات الإصلاح وطلبات الجنوبيين! 
لان ما من  دولة ذكية وعاقلة، ستدعم استقلالك، وهي قادرة على استغلالك .

سلام