الرئيسية المواضيع تدوير الزوايا

الحجاب يهدد نظام إيران النووي

  • منذ سنة - Thursday 22 September 2022

الحجاب يهدد نظام إيران النووي
رشا كافي
صحافية يمنية وناشطة سياسية-محررة  في AF

الحجاب يهدد نظام إيران النووي 

 

A-F يواجه النظام الإيراني العديد من التحديات الراهنة في الداخل والخارج، مابين الضغوط الإقتصادية وتعرض البلاد لحزمة من العقوبات المفروضة عليه وما بين أزمة الاتفاق النووي مع الغرب، يتوسطهما إحتجاجات بين فترة وأخرى حول مطالب حقوقية او تعبير عن سوء الأوضاع المعيشية، لكن سرعان ما يتم وأدها.

 

إلا أن الإحتجاجات التي تشهده معظم المحافظات الإيرانية اليوم تشكل تحدي من شكل آخر على النظام، وهذا ما يفسر القمع الحاصل اليوم للإحتجاجات النسوية المناهضة للحجاب، والذي يخيف النظام أن تتحول إلى مدخل لمطالب حقوقية أخرى قد تهدد أركان النظام، الذي يعتبر الراعي الرسمي والمتصدر لقمع النساء .

 


حيث تعتبر إيران من بين أكثر الدول في العالم إنتهاكاً لحقوق النساء، تتوزع تلك الإنتهاكات مابين القمع والتقييد للحريات وصولاً إلى التعذيب والقتل في حال مخالفة الأوامر وتحدي القيود المفروضة .

 

وهذا ما حدث تماماً مع الشابة الإيرانية "مهسا أمني" البالغة من العمر 22 عاماً، والتي أعتقلت في 13 من سبتمبر هذا الشهر في العاصمة الإيرانية طهران بحجة عدم إرتدائها للحجاب بشكل لا يتماشى مع سياسة تعميم إرتدائها كما أقرتها السلطات.


ووفق ما يتم تداوله فأن مهسا تلقت ضربة على الرأس، أثناء احتجازها، فيما تنفي السلطات الإيرانية قتلها وترجح أن سبب موتها  تعرضها لأزمة قلبية.

 

وهو ما نفته أسرة مهسا والتى أكدت على أن إبنتها لم تكن تعاني من إي أمراض لها علاقة في القلب، في الوقت ذاته أعلنت السلطات فتح تحقيق حول معرفة تفاصيل الواقعة .

الاحتجاج وسيلة للرفض

وفي السياق ذاته شهد 12 يوليو الماضي إطلاق حملة لنزع الحجاب في إيران، والذي يصادف اليوم الوطني " للحجاب والعفة" في يوليو من كل عام وهو قانون قديم ظل حبيس الأدراج لفترة طويلة جاء الرئيس الحالي عمل على إعادة تفعيله بشكل رسمي كقانون مُلزم، تستلزم مخالفته العقوبة،من قبل إيرانيات يرفضن إرتداء الحجاب بالإجبار.

 

وعبرنّ عن رفضهن بأساليب مختلفة، فقامت بعضهن بتصوير مقاطع فيديو لنزعهنّ الحجاب من مختلف المناطق داخل إيران، كما تم إطلاق حملة وقتها تحت شعار " لا للحجاب "، ولقت هذه الحملة ردود أفعال متباينة مابين مؤيد ومعارض لها في الداخل الإيراني.


إلا أن حادثة مقتل "مهسا" خلال هذا الشهر أعاد وسائل الرفض المتعلقة بالحجاب إلى الواجهة، ولكن بشكل أوسع من السابق حيث تشهد مناطق عدة إحتجاجات نسوية واسعة وغاضبة وهذا بحسب الفيديوهات المتداولة على وسائل التواصل الإجتماعي.

 

والتي تظهر فيه نساء محتجات يخلعن أوشحة رؤوسهن، ويلقين بها إلى النيران التي تم إضرامها في الطرقات، بينما عبرت أخريات عن غضبهن بقص جزء من شعورهن كرمزية تدين الحادثة.

خلفية تاريخية 

تعد قضية الحجاب في إيران من القضايا الأكثر جدلاً وامتداداً بشكل مستمر، فنظام الشاه رضا بهلوي أصدر قانوناً ينص على نزع الحجاب وجعل تاريخ إصدار هذا هذا القانون يوم يحتفل به تحت مسمى " يوم حرية المرأة ".

 

وهو إجراء تعسفي ضد النساء غير  الراغبات في نزع الحجاب، مما جعل النساء غير المحجبات وقتها وضع الحجاب في الإحتجاجات كنوع من التضامن مع النساء المحجبات، وكنوع من الرفض ضد قانون يحدد شكل المرأة. 


وبعد تولي الخميني السلطة وإسقاط نظام الشاه ظهر نظامه بمقارعة المرأة وأصبحت النساء الإيرانيات اللواتي قدن النضال ضد نظام الشاه، أول ضحايا القمع السلطوي الجديد. 

وقال وقتها الخميني في إهانة منه للنساء: " لا ينبغي أن تدخل النساء الغير محجبات في الوزارات، ويشترط إرتداء الحجاب الشرعي للعمل " 
كما اختار النظام الشكل الزي الذي ترتديه المرأة والذي يجب أن يعكس هوية النظام الإسلامي.


حيث تم فرض الحجاب إلزامياً في 7 مارس  1979 على النساء، إلا أنه لم يستطيع النظام وقتها فرضه بسبب الإحتجاجات التي خرجت رافضه وغاضبة نتيجة هذا القرار.

 

ولكن تم تنفيذه تدريجياً من خلال فرضه في عام 1981 على النساء العاملات في الدوائر الحكومية، ثم فرضه على طالبات الجامعات، ثم جميع النساء بما فيهن الغير مسلمات.

 

وبعد المصادقة على دستور النظام الإسلامي الجديد من قبل الخميني في إيران وقتها، حرمت النساء قانوناً من تولي المناصب السياسة مثل القيادة ورئاسة الجمهورية والقضاء وغيرها من المناصب الأخرى.


فيما يرى النظام الإيراني فرض مظهر محدد لشكل النساء الخارجي هو جزء من أهدافه في الحفاظ على الهوية الدينية للنظام، وكما يعتبرها وسيلة لتمييز المجتمع الإيراني عن غيره من المجتمعات .