الرئيسية المواضيع المقال التحليلي

هل اقترب سيناريو حرب البحر بين حزب الله وإسرائيل..ام حان موعد تصدير الغاز الاسرائيلي لاوروبا بسلام

  • منذ سنة - Saturday 17 September 2022

هل اقترب سيناريو حرب البحر بين حزب الله وإسرائيل..ام حان موعد تصدير الغاز الاسرائيلي لاوروبا بسلام
منى صفوان
صحافية وكاتبة- رئيسة تحرير عربية فيلكسAF

أكتوبر القادم : هل هو موعد حرب البحر بين حزب الله وإسرائيل:  هجوم بحري .. وتصعيد  ينتهي بساعات هل هو سيناريو محتمل، وهل فعلًا ينوي الحزب التصعيد، وان كانت إسرائيل ارسلت سفينتها للتفتيش والتنقيب! فاين هي السفينة اللبنانية! ولماذا ينتظر لبنان وحده نتيجة المفاوضات بينما إسرائيل..لا تفعل!!!؟ لانها تتعجل اخراج الغاز ، وتصديره للغرب واستغلال ازمة الطاقة ، لتقوية اقتصادها.. فاسرائيل ماضية بمشروعها..  

 

"كاريش مقابل قانا" هذه هي المقايضة، بين لبنان  وإسرائيل، وبدون شك فان لبنان الرسمية لن تتفق مع إسرائيل او تنقل لها رسالة عبر المندوب الأمريكي، دون التشاور مع حزب الله ان لم نقل " اخذ الموافقة"، وفي حال الخلاف بين الحكومة اللبنانية والحزب حول كيفية الترسيم، فالقرار للحزب.

ويبدو ان هناك ضوء اخضر من الحزب للحكومة، لتمرير المقايضة ، وان  رفضت إسرائيل ، فالحزب يجهز للرد، او الردع، لضمان تمريرها ، لكن لا الحزب ولا إسرائيل، لديهما الرغبة بنقل النزاع البحري ، لحرب بحرية.


 ماهي مقايضة كاريش مقابل قانا
التفاصيل الدقيقة جدًا لترسيم الحدود البحرية ، تضع حقل كاريش ضمن حدود لبنان، باعتماد الخط 29، الذي يقسم كاريش، لكاريش لبناني واخر إسرائيلي او بالاصح " فلسطيني ".

 لكن إسرائيل تطالب بكاريش كاملًا ،  هذا على أساس انها تملك الحق لوجودها أصلًا  في ارض فلسطين المحتلة " وهذه قضية أخرى"

 بالمختصر البسيط ، من يحتل فلسطين يطالب من موقعه على الأرض المحتلة ، بحقل غاز بحري على حدود لبنان المجاورة وهو حقل "كاريش"، بل ويطالب بجزء من  حقل اخر وهو حقل قانا!  " لماذا اذا لا نزيل إسرائيل من الوجود! وهذه ايضا قضية اخرى.. نرجع لموضوعنا" 

كما نعلم  الدولة المجاورة لإسرائيل  " لبنان" ضعيفة ممزقة، يحكمها ملوك الطوائف ، وتجعل لعاب الجار القوي " إسرائيل " يسيل

لذلك ليس امام لبنان الا المساومة على حقه، من باب خذوا كاريش "  قانويا ملك لبنان" مقابل ان ناخذ قانا كاملة لنا. 

كاريش لبناني وكاريش إسرائيلي- ام فلسطيني 

هذه هي المسالة دون تعقيد، وبالطبع  فهذا مرهون بموافقة إسرائيل ، حسناً..  اين هو حزب الله،  وسلاح المقاومة،  وحلف الممانعة!!

الحزب يريد ان تظهر الدولة اللبنانية انها صاحبة القرار ، لكنه يراقب التفاصيل ، ويحرك الأمور، والضغوط ،ويحرك المسيرات،  ويرفع السقف للمطالبة بكاريش.

وحديث حسن نصر الله اليوم صباحًا في ذكرى اربعينية الحسين، بان رسائل غير إعلامية وجهت من الحزب لإسرائيل ، استوضحت سبب التنقيب، وكان الرد الإسرائيلي ،انه ليس للاستخراج، يظهر رغبة الحزب بعدم التصعيد

ويبدو ان نصر  الله وحزب الله  اقتنعوا، بان إسرائيل لن تستكشف وصدقوها، او اظهروا ذلك، حتى لا يضطر لارسال طائرات مسيرة أخرى! 

 

ويذهب بعيدًا للتصعيد والتهديد ضد اسرائيل ، فيضطر ان يرفع  امين الحزب لهجة التصعيد مجددا 
 فقد سرب الحزب سابقًا في لحظة حاسمة من المفاوضات صور الطائرات المسيرة التي تجرأت واقتربت من السفينة الإسرائيلية/ البريطانية / اليونانية، في كاريش

في الحقيقة إسرائيل لم تنتظر نتيجة المباحثات بينها وبين جارتها اللبنانية المشغولة بازماتها الداخلية ، بل توجهت الى البحر بسفينة يونانية ، لبدء التنقيب 
حتى ان الحزب هدد الشركة المالكة للسفينة ، لكنها لم تتحرك او تختفي او تهرب!

مما طرح فرضية ان كانت إسرائيل تخاف من حزب الله، وتخشاه وتترقب رد فعله المفاجئ ، فلم غامرت بخطوة كهذه !
يقول احدهم ساخراً  بلكنة لبنانية جنوبية " إسرائيل ما بتخاف الله، حتى تخاف من حزب الله "


 يبدو ان إسرائيل كانت واثقة  من عدم حدوث  أي رد فعل متهور من الحزب ، كاستهداف السفينة مثلًا ، وهذا فعلًا لم يحدث ، واكتفى الحزب بطائرات استطلاع مسيرة، صورت له السفينة عن قرب، مع انها تُرى بالعين المجردة، واعتبرها رسالة تهديد

لكنها رسالة ازعجت خصومه في الداخل، الذين اتهموه بانه يسعى لتفجير الوضع عسكريًا مع إسرائيل ، وهو ما لا يسعى له المفاوض اللبناني.

وواضح ان مسيرات حزب الله، انطلقت بقرار من الحزب منفردًا ، دون الرجوع للحكومة والمفاوض اللبناني. 
هذا النزاع الللبناني الداخلي، هو ما يجعل إسرائيل " واثقة" كما اشرنا ، من عدم حدوث أي رد فعل من قبل الحزب
وهاهي تطمئن الحزب، بانها فقط تستكشف، ولا تنقب، او تستخرج! لكن من يضمن!!

 

 

اذن لم يطلق الحزب صواريخه باتجاه السفينة ، لنراها خلف حسن نصر الله تحترق كما حدث في العام 2006
مما يشي بان الضوء الأخضر والدخان الأبيض، حصلت عليه إسرائيل من لبنان عبر الوسيط الأمريكي، بأن هناك توافق لبناني بين كل الفرقاء والخصوم والحلفاء والخلفاء اللبنانيين  ، بان قانا مقابل كاريش، وانه بات من حقها استخراج الغاز، لكنها مسألة وقت.


خذي كاريش يا إسرائيل واتركي لنا قانا! قانا الاسم الذي يذكرنا بالمجزرة الاسرائلية على بلدة قانا في حرب ٢٠٠٦ التي قتلت الأطفال، تجعل الاطمئنان لهذا الاتفاق الضمني غير المعلن غير مطمئن.

فمالذي يمنع إسرائيل ، بعد سنوات وليس الأن، ان تطالب مستقبلاً بحقل قانا وما بعد بعد قانا! 
ان هذا السؤال برسم التحولات المستقبلية للبنان، هل يتمزق، هل يزداد ضعفاً وتفككا ، هل تنهار مقاومته ويصادر سلاح حزبه!

الحزب يمكنه اشغال الرأي العام بحرب بحرية قصيرة، قد تستمر لساعات او لايام، مع إسرائيل ، في نقاط محددة. 

حرب لا تصل لما بعد حيفا حزبيًا ، ولا تدمر الضاحية إسرائيلياً، لكنها تستعرض قدرات، وتستعيد شعبية منهاره، وتبعد تهمة التخاذل، والاهم تشرعن لسلاح المقاومة، وتخرس من يطالب بمصادرته.

وهذا ما تتوقعه إسرائيل وان كانت تبدو انها لا تريده، فهي تريد الانصراف لهمها الاقتصادي، بسرعة استخراج الغاز في أكتوبر المقبل ، لسرعة سد الحاجة العالمية له، وملء الفراغ بسبب منع الغاز الروسي. 

إسرائيل تفكر اقتصادياً، والعرب في لبنان يفكرون استعراضياً، فان كانت السفينة الإسرائيلية قد رست في كاريش! للكشف والتنقيب او الاستخراج
فاين هي السفينة اللبنانية ، في قانا! 
لماذا لا يبدأ اللبنانيون باستخراج غازهم، او على الأقل ارسال سفينة للتنقيب مثل إسرائيل التي لم تنتظر نتيجة المفاوضات . 
وفعليًا تم الاتفاق مع شركة توتال الفرنسية، لكن الشركة تنتظر  الاتفاق!

لهذا يهدد لبنان عبر الحزب، اذا فعلتها إسرائيل في أكتوبر/ تشرين الأول- فانه سيهاجم بالصواريخ ، ونخشى ان تكون إسرائيل قد استخرجت الغاز وتستعد للتصدير لاوروبا، ومازال لبنان ينتظر الوسيط الامريكي وجولة مفاوضات جديدة!