الرئيسية المواضيع المقال التحليلي

هل هزمت روسيا:اسباب التقدم الاوكراني، ودور حرب ارمينيا واستعادة خط الدفاع الاول

  • منذ سنة - Tuesday 13 September 2022

هل هزمت روسيا:اسباب التقدم الاوكراني، ودور حرب ارمينيا واستعادة خط الدفاع الاول
منى صفوان
صحافية وكاتبة- رئيسة تحرير عربية فيلكسAF

استعادة خط الدفاع الاول في اي حرب له اهمية بالغة ، وهذا ينطبق  على الحرب الروسية - الاوكرانية ،فقد تقدم الجيش الاوكراني، خلال اسابيع في مناطق حدودية، في الشرق والجنوب على حدود روسيا، بعد انسحاب روسي، وهذه المناطق، خط الدفاع الاول، اضافة  لدورها كطريق لخط الامدادات، صحيح  ليست خط الامداد العسكري الوحيد، لكنه خط حيوي مهم، وهنا شرح للاسباب والوقوف على الاحتمالات ، ومنها كيف سيكون رد الفعل الروسي على ما حدث في الحدود الروسية الاوكرانية  .. وبما تفكر موسكو الان، وما علاقة الاشتباكات في الحدود الارمينية الاذربيجانية على سير الاحداث!

عشرون  بلدة على مساحة ثلاثة الاف كيلو متر، اضافة الى  الاستيلاء على ٥٠٠كم في خيرسون، التي لن تتركها روسيا، ويمكن توقع استعادتها كاملة في اي لحظة

فخيرسون التي  تمت استعادة اجزاء منها  من تحت سيطرة الروس، لها اهمية كبيرة لموقعها الجغرافي في خط سير الحرب

فالسيطرة الاوكرانية على الحدود  امر بالغ الاهمية، فقبل اندلاع الحرب، كانت روسيا قد شجعت انفصال اقاليم حدودية ، لتضمن بقاء السياج الحدودي تحت سيطرتها، لتكون خط دفاعها الاول

موسكو تنفي اهمية الاخبار الاوكرانية عن السيطرة،  برغم انه يأتي في سياق الكر والفر ، المتعارف عليه في اي حرب، ولا يعني هزيمة روسية ، او انسحاب من الحرب

لكن هذا التطور الذي بدأت ملامحة مطلع شهر سبتمر الحال، اعلنت اوكرانيا انه يأتي لعدة اسباب اهمها

الدعم الامريكي الاستخباري والعسكري، كما اكد الرئيس الاوكراني، وهذا هو السبب الابرز الذي جعل كييف تقلب سير الحرب من الدفاع الى الهجوم، ولقد قدمت فيها اوكرانيا نقطة للامريكان امام الروس، بما يعني بلغة السياسة ان واشنطن قادرة على هزيمة موسكو في كييف.

الرد الروسي تحدث عن هجوم  باعداد كبيرة من الجنود على عدة جبهات حدودية، وهو امر راه الاوكران انه اسلوب جديد لم يعتده الروس

المعلومات الاستخباراتية الامريكية ، كان لها الدور الاهم، بحسب نيوريوك تايمز الامريكية، فربما اكدت عدم جاهزية الجيش الروسي.


فيبدو ان روسيا كانت قد استرخت عسكريًا في هذه المناطق التي ضمتها، وضمنت الاستيلاء عليها، لدرجة انها اعلنت انها تجهز لاستفتاء شعبي، تسحب به الشرعية الاوكرانية الشعبية عن تلك المناطق

ما حدث يغير  المعادلة ولا يقلبها  ، وان كان بشكل مؤقت، وقد يغير من خطط الروس بلا شك، ويزيد من التعزيزات وهو الحاصل الان، ومن خطط الهجوم الى الدفاع، في مناطق حدودية اعتبرتها موسكو تحت سيطرتها العسكرية، ويأتي بعد تخفيف الضغط العسكري الروسي على العاصمة الاوكرانية كييف، في مارس الماضي.


الهروب كان صحيحاً

عسكرياً كان الهروب العسكري ، او الفرار كما اطلق عليه الرئيس الاوكراني، مهمًا للحفاظ على القوة البشرية العسكرية ، وحتى لا تحدث خسائر فادحة ، كانت ستتسبب بصدمة وضربة معنوية للجيش الروسي، وكارثة لن يتجاوزها بسهولة

لذا كانت خطة الهروب أو الانسحاب صحيحة عسكرياً، لتجنب خسارة لا يمكن تعويضها، اما الارض التي خسرتها روسيا في الميدان العسكري فلابد انها تخطط الان لاستعادتها

لا تصريح رسمي من الكرملين، او وزارة الدفاع الروسية ، ولاشيء مثار إعلاميًا في الجانب الروسي المتكتم، غير تصريحات غاضبة للرئيس الشيشاني رمضان قاديروف.

الذي ينتقد  الانسحاب المؤقت، وانه جزء من اخطاء روسية في الميدان، فيبدو انه يعارض خطة الدفاع الروسية، بل وذهب لابعد من ذلك بقوله قدرة رجاله على استعادة الارض المسلوبة

تصريحات قاديروف الغاضبة واشتباكات ارمينيا 

يمكن ادراج تصريحات قاديروف تحت خانة " صراع الاجنحة" الروسية ، ويبدو من نقده العلني لخطة الجيش الروسي، وجود خلافات او بسبب استثناء مشاركته الاساسية في الحرب، ولكن رد فعله انفعالي غاضب لا يُبنى عليه، ولم ترد عليه القيادة الروسية العسكرية 

روسيا استيقظت اليوم على اشتباكات عنيفة بين أرمينيا واذربيجان، مما يجعل الامر متعلق بما حدث في اوكرانيا، ودور الاستخبارات الامريكية لايمكن اغفاله

فاذربيجان القريبة من المحور الغربي/ الاسرائيلي ، شنت هجومًا عنيفاً ليس الاول من نوعه على ارمينيا القريبة من المحور الروسي، سقط فيها عشرات القتلى، ويبدو ان الجيش الاذربيجاني يسعى للتقدم داخل الاراضي الارمينية. 

هذه الهجوم العنيف والمفاجئ لايمكن فصله عن تطورات الحرب الروسية، ويأتي لاشغال موسكو بقضية جانبية، في غمرة تركيزها على قضيتها الاساسية ، وبعد ببروجندا غربية بهزيمتها في جولة حرب امام اوكرانيا

موسكو الان مهتمة بتهدئة الاوضاع على الحدود الارمينية الاذربيجانية، لتعود للتفرغ لما يحدث على حدودها الروسية الاوكرانية

وهذا الاهتمام سيكون من خلال اجراءات عسكرية وامنية مشتركة روسية- ارمنية ، اي تشتيت الجبهة الروسية، وهو بلاشك وهذا تقدير موقف بانه جزء من خطة الاستخبارات الامريكية ، التي لن تسمح لروسيا بتركيز قوتها ونفوذها لهزيمتها في اوكرانيا

ان الحرب بعد ٦ اشهر مازالت في بدايتها، وجبهاتها تتسع، وامورها تزداد تعقيدًا ، وبلاشك ان المحور الروسي الصيني ، لن يبق في خانة رد الفعل، طالما قرر كسر المعادلة، واخراج العالم لتعدد القطبية