الرئيسية المواضيع المقال التحليلي

الامارات تحت الحماية الإيرانية التي احتلت ٣ جزر و٧ امارات ولهذا لن تحرر ارضها

  • منذ سنة - Saturday 10 September 2022

الامارات تحت الحماية الإيرانية التي احتلت ٣ جزر و٧ امارات ولهذا لن تحرر ارضها
منى صفوان
صحافية وكاتبة- رئيسة تحرير عربية فيلكسAF

الامارات تحت الحماية الإيرانية منذ العام 1971

ايران احتلت 3 جزر 7  امارات، ولهذا لن تحرر الإمارات ارضها من الاحتلال الإيراني


قبل ساعات قليلة من استقلال الامارات المتحدة عن بريطانيا30    نوفمبر 1971  في عهد  شاه ،  أقدمت ايران على احتلال ثلاث جزر في الخليج العربي ، وهي طنب الصغرى والكبرى وأبو موسى، وادراياً تتبع هذه الجزر امارتي الشارقة والخيمة في دولة الامارات


ومع استقلال الامارات من الاستعمار البريطاني في 2ديسمبر 1971 ، وجدت جزء من جسدها واقع تحت الاحتلال الإيراني ، ومازال حتى اليوم، برغم سقوط حكم  حكم الشاة وقيام الجمهورية الإسلامية .


وقتها فضلت الامارات تحت قيادة الشيخ  زايد بن سلطان  ال نهيان، ان لا تفتح الملف مع ايران، ولا تصعد عسكريًا  لتحرير جزرها، وهي التي حصلت للتو على استقلالها من الحماية البريطانية، هذا هو المعلن، لكن مع سير الاحداث بعدها، اتضح ان الامارات فضلت اغلاق الملف مقابل امتيازات مالية، ستظهر بعد ذلك بشكل مليارات ضخمة، تساهم باقتصاد الدولة الناشئة 


فقد قرر الشيخ ان يتفرغ لشؤون امارته الوليدة، فلم يكن من الحكمة ان تخوض دولة ناشئة حرباً كبيرة مع دولة كبيرة ومستقرة، ليبقي الصراع في اطاره القانوني والدولي الجنائي، الروتيني ، بالاستناد على مخالفة ايران للقانون الدولي.


فلو كانت الامارات قد أعلنت الحرب على ايران  وقتها، لكانت إيران قد تمكنت من اكتساح الامارات واحتلالها، بالكامل في غضون ساعات، بسبب فارق القوة والتسليح.


 فايران استغلت الانسحاب البريطاني ، ورفع حماية الإمبراطورية العظمى عن الإمارات ، لتضع يدها وتستولي على الجزر بالقوة، فتبقي الامارات تحت تهديد الاجتياح باي لحظة، وبرغم تغير نظام الحكم في ايران ، الا ان سياستها لم تتغير، ومازلت تهدد جيرانها، بل وتضع ما يمكنها منهم تحت الحماية والاحتلال.


فلحد اليوم لم يتم ترسيم الحدود البحرية بين الجارين الخليجيين "الامارات وايران" ، فما حاجة ايران لترسيم حدود لا تعترف بها، ويمكنها تجاوزها بأي لحظة، واحتلال الامارات، ان فكرت بالتمرد عليها.


فمنذ نصف قرن استغلت ايران ضعف، الدولة الوليدة ، وانكشافها دون حماية ، لتقوم بجريمة دولية باحتلال الجزر، ويبدو انها كانت واثقة تمامًا من عدم قدرة الامارات على الرد والدفاع

وهو فعلًا ما اثبتته الإمارات بعدم اخذ أي رد دفاعي، دون ان تتنازل عن الجزر رسميًا . 


مما يعني قانونياً انها مازالت أراضي إماراتية ، تحت الاحتلال الإيراني ، لكن امارات اليوم ليست هي امارات 71، انها اليوم الدولة القوية عسكريًا واقتصاديًا ، والتي تخوض حروبًا كبرى في المنطقة

ومنها حربها ضد التواجد الإيراني في اليمن 2015  ضمن التحالف العربي بقيادة السعودية، الذي أدى لتوتر وقطع العلاقات الدبلوماسية بينهما.


واليوم تعود العلاقات الإيرانية الإماراتية لمستوى التمثيل الديبلوماسي ، بحسب ما أعلنته أبوظبي قبل أسابيع ، بعد ان كانت قد قد خفضت من مستوى التمثيل  في يناير 2016 اعتراضًا على التدخل الإيراني في شؤون المنطقة، وتضامنًا مع السعودية بعد الاعتداء على قنصليتها في مشهد.


وبرغم التوتر السياسي، الا ان العلاقات المالية الاقتصادية بقيت ثابته لا تتأثر ، فابوظبي منفذ استثماري مهم للاموال الإيرانية ، ودعمها هذا في سنوات الحصار، من خلال رؤوس أموال إيرانية ، بمليارات الدولارات.


فالعلاقة التجارية بين الجارين، كبيرة سواء الرسمية او غير الرسمية فهناك اكثر 10  الف شركة إيرانية تعمل في مختلف القطاعات، واكثر من 500   الف إيراني يعيشون هناك.

 واكثر من 8 الف رجل اعمال إيراني يستثمر في الامارات بمبلغ لا يقل عن 200  مليار دولار 


فابوظبي هو البلد الوحيد الذي شهد نمو الصادرات الإيرانية ، وتكشف الأرقام ان حجم التبادل التجاري الرسمي وصل الى 20  مليار دولار  في العام 2021 ومرشح للارتفاع الى 30 مليار دولار 


فايران هي الشريك التجاري للامارات ، ومتوغلة داخل السوق الاماراتي، لذا فان الحديث عن قطع العلاقات غير وارد

لانه يعني ضربة قوية للاقتصاد الاماراتي والإيراني على حد سواء


وهذا يفسر امتناع الصواريخ الحوثية عن الوصول لاهداف حيوية في الامارات ، التي يقوم اقتصادها على الاستقرار 


ونتيجة لكل ما سبق، فان الحديث عن حرب إماراتية لاستعادة الجزر غير مطروح في خطط أبوظبي الاستراتيجية 


التي تطمح للتوسع في عدن وساحل البحر العربي والاحمر، ومضيق المندب، وجيبوتي والصومال، ولكنها لن تجازف باسترداد جزرها، ذات الموقع الاستراتيجي 

فهي تحسب تكاليف الربح والخسارة، هل تسترد الجزر وتخسر ايران! هذا على افتراض انها نجحت باسترداد الجزر وهزمت ايران 


فبرغم قوة الأمارات العسكرية ، الا انه مازال فارق القوة والتسليح بينها وبين ايران، ضخماً.


الامارات هي رئة ايران المالية، لذا فايران استولت عسكرياً على 3 جزر لكنها استولت ماليًا على الامارات السبع.


فهذا الرئة الإماراتية الصغيرة ، ساهمت بجعل ايران تتنفس في مرحلة خنقها بالعقوبات الاقتصادية ، فبقيت متنفساً للاستثمار الإيراني ، وغسيل الاموال، وتهريب النفط، بحسب تقارير إعلامية ، فقد اعتمدت عليها لتسويق وتصدير بضاعتها للخارج، بمسيمات تجارية مختلفة " غير إيرانية "


فالامارات لا يمكنها التمرد على ايران، او مواجهتها، فضلًا عن اعلان الحرب

ان الامارات المتحدة تحررت في 2ديسمبر 1971 من الحماية البريطانية ، بعد ان كانت قد دخلت فعليًا قبلها بيوم واحد في الحماية الإيرانية.