الرئيسية المواضيع المقال التحليلي

ما الذي يمنع الإصلاح التحالف مع ايران! قوات الاصلاح تضرب من حليفه السعودي، والحوثي حليف ايران يقيم عرضًا عسكرياً ضخمًا

  • منذ سنة - Monday 05 September 2022

منى صفوان
صحافية وكاتبة- رئيسة تحرير عربية فيلكسAF

ما الذي يمنع الإصلاح من التحالف مع ايران!


قوات حزب الإصلاح الإسلامي في اليمن ، تُضرب، وتُقصف، وتُفكك، ليس من قبل خصومه ، بل من قبل حلفائه "السعودية والامارات"

 ويتم اغتيال كوادره،واستبعاد، واقاله، واعتقال المنتسبين له، او المتعاطفين معه، او حتى المتفقين مع مشروعه، من صحافيين وناشطين ورجال دين، وسياسين ،وحتى وزراء!

فخلال سنوات الحرب استبعد عدة وزراء في الحكومة اليمنية عبروا عن الموقف السياسي الذي يتباه الإصلاح، برفض انفصال الجنوب ،او تهميش حزب الإصلاح في الحكومة

مثل الوزير احمد الميسري، الذي استبعد من منصبه كوزير للداخلية في ديسمبر 2020 ، ومازال الوزير الجنوبي  المستعبد يعلن رفضه لمشروع المجلس الانتقالي الجنوبي في جنوب اليمن، وما يصفه بتآمر التحالف السعودي- الاماراتي على اليمن.

وهو الموقف الذي اعلنه مؤخراً ، عقب احداث شبوه ، التي تكرر فيها ابعاد حزب الإصلاح بشكل عنيف ودراماتيكي عن المشهد السياسي، والخارطة العسكرية

وعن المشاركة في الثروة والنفط والموارد والمواقع الاستراتيجية ، بل حتى والتواجد في واحدة من اهم المحافظات الجنوبية النفطية، وهو اقصاء جاء لصالح الانتقالي الجنوبي ،بحسب ما يقوله الإصلاحيون.

الذين يتهمون رئيس المجلس الرئاسي "رشاد العليمي" بالخيانة الوطنية ، وتمرير مخطط " التحالف السعودي" باقصاء حزب الإصلاح واضعافه في الجنوب ، وفي الحكومة، وكذلك اضعافه إعلاميا وعسكريًا


مجزرة العلم

فخلال 8  سنوات  من الحرب في اليمن ، ارتفعت أصوات الإصلاحيين سواء عبر مواقع التواصل، او عبر وسائل الاعلام التي تبث من إسطنبول، بتأكيد ان التحالف يتعمد قصف جنوده ، ومعداته العسكرية المتوسطة والثقيلة.

لتتراكم أشلاء الجنود في الصحارى والجبال، دون ان تكون قوات الحوثي، هي من استهدفتهم، وهي حوادث تكررت على مدى سنوات

فقد اتهم التحالف من قبل اعلاميين وناشطين اصلاحيين، في سبتمر ٢٠١٥  بانه ارتكب مجزرة في صفوف قبيلة مراد، في محافظة مارب النفطية

كما اتهم بقصف قوات الإصلاح في تعز منذ ٢٠١٥، وبعدها جاء بضرب وحدات الجيش في نقطة العلم في عدن وابين جنوب اليمن في أغسطس 2019، مما اسفر عن قتل عشرات من ضباط الجيش، والتي وصفت بالمجزرة. 


وتكررت مثل هذه الحوادث والاتهامات، التي عبرت عن  نية التحالف السعودي- الاماراتي باضعاف نفوذ الإصلاح في المناطق التي لا تخضع لسيطرة الحوثيين ، حتى لا يكون هو المسيطر الأوحد عليها

في مقابل ذلك تم تقوية قوات مسلحة أخرى ، مناوئة له وهي قوات الانتقالي، في الجنوب، وقوات طارق صالح في الساحل الغربي، فهل سيقبل الاصلاح التقاسم! مع الانتقالي وطارق!؟ 


حصار الاصلاح

لقد تم حصار الإصلاح ، وخنقه في مناطق محددة، ليكون محدود النفوذ والتأثير. وحاول الإصلاح ، استخدام لغة المناورة السياسية، وتطمين حلفائه، من خلال لقاءات مباشرة بين قادة الإصلاح والاميرين محمد بن سلمان ومحمد بن زايد، في الرياض وأبو ظبي

غير ان التحالف لم يغير ، من وجهة نظره، وأثبتت الأيام انه يمضي في مسار تقليص نفوذ الإصلاح 

كُسرت  طموحات الإصلاح ، على صخرة التحالف، فلم يعد هو الطرفُ الأقوى في اليمن ، او حليف التحالف الاوحد، او حتى الخصم الأقوى في مواجهة الحوثيين.

فلقد دخل الاصلاح الحرب، وشرع لها، على امل ان تعيده لسدة الحكم، وللسلطةِ في صنعاء ، باعتباره اهم واكبر مكونات الحكومةِ الشرعية ، برئاسة عبد ربه هادي.

غير ان ازاحة هادي، واضعاف حصة الاصلاح الحكومية ، وقلبها العسكرية ، غيرت من شكل المعادلة ، وبددت آمال الاصلاح في العودة، او حتى البقاء كحزب قوي.  

لقد  اصبح الاصلاح  الطرف الأضعف، والمضطهد، والملاحق، حتى ان الصحفيين والناشطين الجنوبيين اليوم ملاحقين ، بسبب موقفهم من الانتقالي والذي يتفق مع موقف حزب الإصلاح واخرهم الصحفي الجنوبي "احمد ماهر"، الذي ظهر بشكل مُهين يدلي باعترافات خطيرة، بعد اختفائه والحديث عن تعذيبه.

لتكون الرسالة انه  يمكن تلفيق التهم بسهولة ، واخافة أي ناشط جنوبي، من معارضة المجلس الانتقالي ، او سياسة التحالف، ولا يمكن للاصلاح الدفاع عنه.  

فالحزب القوي اصبح اعجز واضعف من القدرة على حماية انصاره وأصدقائه، وهذا أسوأ ما يمكن ان يمر به اي حزب بحجم الإصلاح ، بأن يشعر ، انه بات عجوزاً وضعيفاً

فلا بأس ان يكون ملاحقًا ، ومحاصراً، فهذا دليل قوة، لكن ان لا يستطيع حماية صحفي! او ناشط، فكيف سيحمي معسكرا، ومصفاة نفط، وميناء ، ومحافظة استراتجية، ووحدة وتماسك بلد  برمته

الحوثي يعرض الحماية 

اللافت انه بعد الضربة الأخيرة على رأس الإصلاح في شبوة " والتي نشك ان تكون الأخيرة" عرض الحوثيون بشكل علني وصريح ، حماية الإصلاحيين، من قوات التحالف

وقالت التصريحات الحوثية المتلاحقة، ان القوة الصاروخية الحوثية على استعداد لتوجيه ضربة للتحالف، والدخول على خط المواجهة في معركة ليست لها علاقة بالحوثيين في الجنوب، فقط حماية لحزب الإصلاح ، الذي اصبح عاجزًا عن الدفاع عن نفسه! 

بعد ان ضُربت قواته، واستبعدت قياداته، وحوربت كوادره، وقطع الدعم اللوجستي عنه!

لكن الشرط الحوثي ، كان هو ان يطلب الإصلاح هذا علانية! بما يشي بوجود تواصل غير رسمي بين قيادات إصلاحية وحوثية.

لحد الان لم يتجرأ الإصلاح على اتخاذ هذه الخطوة، وهي اعلان التحالف مع الحوثي وايران، ضد السعودية.

فبرغم كل ما مر به، مازال متمسكاً، بموقعه ضمن خارطة حلفاء السعودية في اليمن.

ولا يبدو انه يريد الانتقال " على الأقل حاليا" لصفوف حلفاء ايران في اليمن ، وواضح ان هناك دعوة صريحة، موجهة له

فبعد 8 سنوات من الحرب، التي جاءت لهزيمة الحوثيين، وتمكين الحكومة التي يمثلها الاصلاح، اصبح لدى  الإصلاح عرض حماية من القوة الصاروخية الحوثية!

انها احدى المفارقات الساخرة والساخطة، في هذه الحرب، وليست اخرها.

فقبل أيام استعرض الحوثيون " حلفاء ايران" في اليمن قوتهم العسكرية ، وحشدهم، في عرض عسكري هو الاضخم في اليمن منذ ١٠ سنوات

أي منذ العام ٢٠١١، وقبل أسابيع فقط كانت قوات الإصلاح الحكومية " حلفاء السعودية"  ينكل بها وتقصف في شبوة، من قبل التحالف السعودي !

فنحن نرى الاصلاح قواته تقصف وتضرب وتطرد من حلفائه ، بينما الحوثي يقيم عرضًا عسكريًا ضخمًا!

بيما يجعل المراقب ، يقارن، بين دعم ايران لحفائها، وبين الدعم الذي تقدمه السعودية لحفائها في اليمن!

فبعد كل هذا ، مالذي سيمنع الإصلاح  الإسلامي الاخواني السني، من تفجير المفاجأة وإعلان التحالف مع ايران!؟

وسبق وفعلها فرع الاخوان المسلمين، في فلسطين في غزة ، حين خُذلت المقاومة هناك، وحوربت من الأنظمة العربية لاسيما الخليجية، في مسار عدم تسليح المقاومة الفلسطينية ، لضمان سير التفاوض والاتفاق مع إسرائيل.

فانتهزت ايران الفرصة ، ومدت يدها لتسليح ودعم، وتدريب فصائل المقاومة الفلسطينية المختلفة في غزة، وليس فقط حركة حماس

ليأتي اليوم الذي نسمع فيه ونرى، ومعنا كل العالم ، إسماعيل هنية، وبقية قادة المقاومة الفلسطينية من كل الفصائل ، يشكرون ايران والجنرال قاسم سليماني!

ثم يسأل العرب، وخاصة السعوديون، لماذا يتحالف العرب في فلسطين واليمن ، وغيرها مع ايران! ويشكرونها، ويوجهون أسلحتهم ضدنا؟