الرئيسية المواضيع تدوير الزوايا

لماذا رفضت القبائل اليمنية حكم الهاشميين بعكس قبائل وعشائر الاردن! ‏الهاشمية.. الحكم الذي استقر في الاردن.. ورُفض في اليمن

  • منذ 11 شهر - Friday 02 June 2023

لماذا رفضت القبائل اليمنية حكم الهاشميين بعكس قبائل وعشائر الاردن!   ‏الهاشمية.. الحكم الذي استقر في الاردن.. ورُفض في اليمن

‏AF- صنعاء-عَمان 

لماذا رفضت القبائل اليمنية حكم الهاشميين، بعكس  قبائل وعشائر الاردن! 

‏الهاشمية.. الحكم الذي استقر في الاردن.. ورُفض في اليمن

1

‏بداية يجب التفريق بين امرين في غاية الاهمية، وهو ان اليمن ليست دولة مصطنعة على غرار الاردن، التي أُنشئت وتكونت جزء من خطة تجزئة الوطن العربي، بعد هزيمة الخلافة العثمانية، وبدء تقسيم ورثها العربي بين بريطانيا وفرنسا.
‏لذا فقد كان الاردن هو الارضاء المتوافق عليه للعائلة الهاشمية التي استوطنت الحجاز، بعد الثورة العربية الكبرى التي اشعلها في مكة الحُسين بن علي بطلقة من بندقيته في 1916

‏2
‏برغم نجاح الثورة العربية، باسقاط حكم العثمانيين، الا انها مهدت بشكل غير مباشر للاحتلال البريطاني والفرنسي

‏الثورة امتدت من مكة الى العراق والشام، وكان اليمن بعيدًا عن مسرح الاحداث والتصفيات، والتسويات في تلك الحقبة.
‏وقتها ظهرت الدولة السعودية في الحجاز، واصبحت هي خليفة الحكم في تلك المنطقة بعد العثمانيين ، وحكم الهاشميون الاردن من 1921 حيث كان الاردن جزء من الشام تحت حكم العثمانيين ، ولم يكن امارة منفصلة.

‏ولكنها وضعت تحت الاحتلال البريطاني ، حتى اعلان استقلالها في 1946 لتولد المملكة الاردنية الهاشمية وتصبح دولة مستقلة وعضو في الامم المتحدة.

‏3
‏وهو امر جرى بالتنسيق مع الدول الكبرى، وجزء من خطة ترسيم المنطقة، اما في اليمن فالامر كان مختلفاً
‏فالقبائل اليمنية قبلت بحكم الامامة بعد انهزام الدولة العثمانية، وكانت قبل هذا ترحب بال البيت، والهاشميين، وكانت هذه القبائل من انصار الهاشميين 
‏حيث ناصرت اول امام زيدي هاشمي يحي الحسين القاسم الرسي، الذي حكم اجزاء من اليمن ومعقله في صعده  911 ميلاديه 

‏4
‏نشأت تاريخياً العديد من الدويلات الزيدية، واصبحت جزء من النسيج والتاريخ اليمني، فتوالى حكم الائمة في اليمن ، في علاقة متقلبه مع القبائل اليمنية 
‏حيث كان بعضها يثور احياناً، لينصرها اخرون، فقد كان صراع القبائل اليمنية ودورات الصراع لا تنتهي، وكانت في كثير من محطات التاريخ تجد من حكم الائمة مخرجاً امناً للصراع، الذي يهداً ليعود ويشتعل مجدداً، ويثور على حكم الائمة، ويبدا صراع القبائل للاستيلاء على الحكم.

‏5 
‏حتى اندلعت الثورة اليمنية في منتصف القرن العشرين 1962بدعم الجيش المصري وجمال عبد الناصر، الذي طمح لتواجد جيشه في باب المندب والبحر الاحمر، لحماية قناة السويس من التواجد البريطاني في جنوب الجزيرة
‏وهي الخطة الامنية التي رفضها الامام يحي الذي كان يحكم شمال اليمن، فدعم ناصر الثوار ضده لقلب نظام حكم الامام ، ومجيء نظام حكك موالي للجيش المصري.

‏6

‏تاريخ اليمن الطويل والمعقد ، ودورات الصراع القبلية المزمنة، التي جعلت من الامامة الزيدية خلال مئات السنين جزء من هذا الصراع، جعلت حكم الهاشميين في اليمن امراً مرفوضاً بعد قيام النظام الجمهوري 

‏فقد وجد القبائل ان نظام الامامة ، لايصلح للحكم، لانه يسلب منهم السلطة، وقبائل اليمن اكثر حباً وتمسكاً بالسلطة، وترفض تسليمها بسهولة، غير ان صراعها على السلطة، لم ينتهي بابعاد حكم الامامة 

‏7

‏لذلك نشات حركات دينية مناهضة للزيدية في اليمن، وتطورت بشكل احزاب وحركات سياسية، وكذلك فعلت الزيدية والهاشمية في اليمن، التي وجدت انها ابعدت من حكم اليمن بعد مئات السنوات من السلطة ، لتجد نفسها مهمشة، فنشات حركات دينية وسياسية زيدية هاشمية، واشتعل الصراع مجدداً، وبدأت دوره عنف اخرى، بسيطرة للحوثيين الهاشميين على الحكم في صنعاء 2014

‏8
‏لهذا فالهاشمية في الاردن كانت جزء من الاستقلال والاستقرار ، بينما في اليمن دخلت في دورات العنف والصراع اليمني على السلطة