الرئيسية المواضيع المقال التحليلي

فعلناها قبلكم: كسينجر يقلل من اهمية الاتفاق الصيني ..الصين قلدت امريكا.. حين صالحت بين روسيا والصين في السبيعينات

  • مقال خاصAF
  • منذ سنة - Saturday 18 March 2023

فعلناها قبلكم: كسينجر يقلل من اهمية الاتفاق الصيني ..الصين قلدت امريكا.. حين صالحت بين روسيا والصين في السبيعينات
منى صفوان
صحافية وكاتبة- رئيسة تحرير عربية فيلكسAF

 

AF

تاريخياً  امريكا باردت على اصلاح علاقة  الصين بروسيا في السبعينات .. بعد انهيار العلاقة بين قطبي الشيوعية، وقتها، اثناء رئاسة ريتشارد نيكسون الرئيس  السابع والثلاثون للولايات المتحدة.

فبحلول الستينيات، كان العالم على موعد امريكي مفاجئ ، حين كان الرئيس الصيني “ماو تسي تونغ”  ينافس السوفييت علانية على قيادة القطب  الشيوعي، والنزاع داخل القطب الواحد هو الاكثر ازعاجاً

لدرجة  إن قتالاً نشب بين الاتحاد السوفييتي والصين في عام 1969، على الحدود المتنازع عليها بينهما، وهي التي يستجرها وزير الخارجية الامريكية الاسبق هينري كسنجر ، في حديثه قبل ايام، فهل هي الغيرة الامريكية من النفوذ الصيني القادم للشرق، والعالم، ولماذا يذكر بحدث من الماضي ويبعث رسالة “ لقد فعلناها من قبل!

 

الاسبوع الذي غير العالم

وفعلياً التاريخ كرر نفسه ، ففي وقت سابق قبل اربعة عقود، ريتشارد نيكسون زار الصين في 21 فبراير/شباط 1972، في خطوة تاريخية أسست لاحقاً لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عام 1979.

زيارة  لمدة أسبوع كامل كان هو "الأسبوع الذي غيّر العالم"، وهو وقت طويل نسبياً توحي بقوة العلاقة.

حسناً ان عدنا لذلك التاريخ فسنجد  تداعيات كثيرة للزيارة اثرت  بميزان القوى بين الصين والولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي وقتها ، برغم ان الهدف الامريكي آنذاك كان إبعاد الصين عن الفلك السوفييتي.. ياله من طموح امريكي عظيم. 

في الجهة الاخرى كان القادة السوفييت فعلياً يخشون من هذا التقارب الغريب ،وربما اثر ذلك لاحقاً بانهيار الاتحاد السوفيتي وتحققت مخاوف موسكو ، وخصوصاً بعد انهيار العلاقة بين قطبي الشيوعية في ستينيات القرن الماضي.

بلا شك ان الصين وروسيا اليوم ليسا هما قطب الشيوعية في فجر السبيعنيات ، فكليهما صار اكثر برجاماتية ، وتخففاً من الايدلوجية الشيوعية. 

الصين تتجسس على موسكو لصالح امريكا 

حققت زيارة نيكسون حينها  نجاحا مخيفاً لموسكو، حيث وافق القادة الصينيون على المساعدة في التجسس على الاتحاد السوفييتي.. تخيل.. بكين تتجسس على موسكو !

 

امريكا ساعدت بقوة الصين الاقتصادية 

وفاز نيكسون بإعادة انتخابه. وتم تمهيد كل الظروف  لاندماج الصين في نهاية المطاف في الاقتصاد العالمي، كقوة اقتصادية ناشئه، تدخل تحديثات راسمالية على نظامها الاقتصادي ، وهو ما سيشكل لاحقاً خطراً اقتصادياً على امريكا نفسها، ويزيحها من قيادة العالم بعد ازاحة الاتحاد السوفيتي

غريبة هي مسارات السياسية للمتتبع لها، متداخلة ومتضاربه، فماو تسي تونغ وصل إلى موسكو في عام 1949 متوقعا أن يتم تكريمه لنقل الصين، أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان، إلى الشيوعية، بدلا من ذلك، فقد أهانه جوزيف ستالين بجعله ينتظر لقاءه.

 

سبب العداء الصيني الروسي 

هذا هو السبب بالحرب والعداء الصيني الروسي، الغرور الشخصي لستالين، الذي خرج منتصراً من الحرب العالمية الثانية ، بعد هزيمة هتلر، فلم يكن يرى ماو تسي تونغ نداً له.

 

اذا تقليل السياسي المخضرم كسينجر  من اهمية الاتفاق الصيني بين السعودية وايران، يأتي لانه عاش هذا التاريخ بل وصنعه. 
لذا تاتي اهميه كلماته (إنني أرى أنه تغيير جوهري في الوضع
 الاستراتيجي في الشرق_الأوسط) 

  السعوديون يوازنون أمنهم من خلال لعب أمريكا ضد الصين ، بطريقة مماثلة، كما لعبتها امريكا بين بكين وموسكو، لكن هذا لا يقلل من قيمة الاتفاق، ولا من قدرته على تغيير خارطة العالم

فبالتاكيد ايران والسعودية، بعد الاتفاق سينتقلون لمرحلة اقوى اقتصاديا، والصين تصنع حلفائها الجدد ، لكن بالتعاون مع موسكو هذه المرة، وضد امريكا… هذه هي السياسية.

سلام